الإدارة الإستراتيجية عمل حاسم، ففي عالم الأعمال يعد التوسع السريع حلمًا يراود كل شركة طموحة، لكنه أيضًا أحد أكبر التحديات التي قد تواجهها. فبينما يفتح النمو السريع أبوابًا جديدة للفرص فإنه يحمل في طياته مخاطر كبيرة إذا لم يدار بعناية. كيف يمكن للشركات تحقيق التوازن بين السرعة والاستقرار؟ وما الإستراتيجيات التي تمكنها من التوسع دون التضحية بالجودة أو الكفاءة؟
نهدف في “رواد الأعمال” إلى استكشاف الإدارة الإستراتيجية للتوسع السريع. من خلال تحليل الأساليب الناجحة التي اتبعتها كبرى الشركات لتحقيق نمو متسارع مع الحفاظ على متانة الهيكل التنظيمي ورضا العملاء. ونتناول المبادئ الأساسية للتوسع الآمن. وفقًا لما ذكره موقع “thestrategy institute”.
الإدارة الإستراتيجية وتوسيع الأعمال
تستخدم الشركات إستراتيجيات متنوعة لتوسيع حضورها العالمي بفاعلية. ومن أكثر إستراتيجيات توسيع الأعمال فعاليةً ما يلي:
1. الاختراق العالمي للأسواق
تعد إستراتيجية الاختراق العالمي للأسواق أولى وأكثر إستراتيجيات الأعمال فاعلية لتوسيع نطاق عملك. لتحقيق ذلك لا يحتاج صاحب العمل إلى طرح منتج جديد؛ فالهدف هو دخول السوق العالمية وتكوين مركز قوي فيها. لذلك يمكن لرجال الأعمال التعاون مع شركاء محليين لتعزيز مكانتهم في تلك المنطقة المحددة.
فيما يفتح الاختراق العالمي للأسواق فرصًا غير محدودة من حيث زيادة الانتشار والأرباح، جنبًا إلى جنب توسيع الأعمال. كما أنه يقلل من خطر الفشل. كما يتيح لأصحاب الأعمال إضافة الابتكار إلى أعمالهم. ويساعدهم ذلك على تحقيق أداء جيد في الصناعة.
2. التحالفات والشراكات الإستراتيجية
يمكن أن يصبح تكوين تحالفات وشراكات إستراتيجية قوية لتوسيع نطاق عملك. ومن خلال التعاون مع شركات أو وكالات أخرى تصل إلى أسواق جديدة وجمهور أوسع. هذه الشراكات ذات منفعة متبادلة؛ ما يسمح لكلا الطرفين بالربح والنمو.
كما تسمح التحالفات الإستراتيجية للشركات بدمج مواردها وبياناتها وقوتها العاملة لتحقيق أهداف مشتركة. بدلًا من العمل بمعزل عن الآخرين. ويمكن للشركات الاستفادة من نقاط قوة بعضها البعض لتحسين أدائها وتوسيع نطاق وصولها. يساعد هذا النهج أيضًا على تقليل المنافسة إلى حد ما. إن تعمل الشركات معًا لتحقيق أهداف مشتركة مع الحفاظ على هوياتها الفردية.
3. التوسع في التجارة الإلكترونية
مع نمو العالم الرقمي أصبح كل شيء متاحًا الآن بنقرة زر واحدة. وإذا أراد أي شخص تنمية أعماله فإن التوسع في التجارة الإلكترونية هو أفضل طريقة. فراحة طلب واستلام المنتجات من المنزل تعمل بشكل رائع للمستهلكين. ويساهم ذلك في عرض الخدمات والمنتجات التي تقدمها شركتك على مستوى العالم. وبالتالي يصل المنتج أو الخدمة إلى المزيد من الأشخاص، حينها تولّد شركتك المزيد من الإيرادات.
بالإضافة إلى ذلك مع اعتبار التجارة الإلكترونية إستراتيجية لتوسيع الأعمال. لا تقتصر الخدمات على مدينة أو بلد معين. إذ يمكن الوصول إلى عملاء دوليين. وبالنسبة للتوسع في التجارة الإلكترونية ليست هناك حاجة لإنشاء العديد من المتاجر. فيتم كل شيء رقميًا؛ ما يوفر الكثير من التكاليف الإضافية.
4. الامتياز التجاري (Franchising)
يعد الامتياز التجاري إستراتيجية عمل أخرى لديها الكثير من الإمكانات. ويساعد بدء الامتياز على جعل العمل التجاري أكثر شعبية. وبعض الأمثلة على الامتيازات التجارية الشهيرة: تاكو بيل وماكدونالدز وكنتاكي فرايد تشيكن وبرجر كينج وغيرها. وأكبر امتياز تجاري في الولايات المتحدة هو ماكدونالدز.
ونظرًا لأن الامتياز لا يتضمن بناء عمل تجاري من الصفر فليس من الصعب العثور على أشخاص مهتمين بالحصول على امتياز. إنهم أكثر تفانيًا في بيع المنتجات أو الخدمات. لذا لا يتعين على أصحاب الأعمال القلق بشأن بيع المنتجات في تلك المنطقة المحددة.
5. الممارسات المستدامة
لأن العالم يركز الآن على الممارسات المستدامة فإن تبني إستراتيجيات مستدامة لتوسيع الأعمال سيكون مفيدًا. ومع ذلك من المهم ملاحظة أن النهج المستدام لجميع الشركات مختلف. فيمكن لأي شركة اتخاذ قرارات مستدامة خلال مراحل مختلفة من العمل.
كما يساعد تبني الممارسات المستدامة في توسيع الأعمال على بناء صورة إيجابية بالسوق. ما يجذب المزيد من الأشخاص إلى العمل.
6. المشاريع المشتركة (Joint Ventures)
في حين يعد التعاون مع شركات أخرى، سواء كانت صغيرة أو كبيرة؛ من خلال المشاريع المشتركة طريقة إستراتيجية لتوسيع نطاق عملك. وتسمح المشاريع المشتركة للشركات بدخول أسواق وجمهور جديد قد يصعب الوصول إليه بمفردها.
يمكن لهذه الشراكات أيضًا تعزيز سمعة الشركات المعنية. بينما إحدى الفوائد الرئيسية للمشاريع المشتركة هي القدرة على استخدام خبرات وموارد كلا المنظمتين. وعبر تضافر الجهود تصل الشركات إلى قواعد بيانات جديدة ورؤى العملاء؛ ما يبسط عملية التوسع. فيما لا يوفر هذا التعاون الوقت فحسب، بل أيضًا رؤى قيّمة يمكن أن تدفع نجاح المشروع المشترك.
7. عمليات الدمج والاستحواذ (Mergers and Acquisitions)
توفر عمليات الدمج والاستحواذ مسارًا لتوسيع نطاق الأعمال دون الحاجة إلى بحث مكثف عن العملاء. في عملية الدمج تندمج شركتان لتكوين كيان واحد، بينما في عملية الاستحواذ تستحوذ شركة على أخرى. ويمكن لهذه الإستراتيجيات أن تقلل المنافسة بسرعة وتجذب قاعدة عملاء أوسع.
ويوفر الانخراط في عمليات الدمج والاستحواذ الوصول إلى موارد إضافية وقوة عاملة أكبر، وهذا يسهل التوسع السريع. بينما يهدف هذا النهج إلى تحقيق النمو العضوي. مثال رئيسي على عمليات الدمج والاستحواذ الناجحة هو ديزني، التي وسعت أعمالها بشكل كبير عن طريق عمليات الاستحواذ الإستراتيجية.
8. التحول الرقمي (Digital Transformation)
من المهم، عند التفكير في مسألة الإدارة الإستراتيجية، الاطلاع باستمرار على أحدث التقنيات لنمو الأعمال. ويعد دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي طريقة رائعة للتواصل مع العملاء. كما يساعد التحول الرقمي على خفض التكاليف الأساسية وتحقيق نتائج أفضل. كما أنه يجعل العمل التجاري أكثر سهولة للوصول إليه من قبل العملاء المحتملين.
علاوة على ذلك يزيد التحول الرقمي من إنتاجية الشركات. وتتمتع تلك الشركات التي تدعم بياناتها بتقنيات، مثل: إنترنت الأشياء والبلوك تشين، بنهج محسن في اتخاذ القرارات؛ إذ يمكنها الوصول إلى بيانات العديد من العملاء.
9. النهج المرتكز على العميل (Customer-centric Approach)
يعد التركيز على النهج المرتكز على العميل أمرًا أساسيًا لتوسيع نطاق عملك. وتعطي هذه الإستراتيجية الأولوية لاحتياجات العملاء على المنتجات. ومن خلال التوافق مع هذا النهج يمكن للشركات تحسين أدائها وتأمين ولاء العملاء لضمان النجاح على المدى الطويل.
ولتنفيذ إستراتيجية تركز على العملاء بشكل فاعل يجب على الشركات جمع وتحليل ملاحظات العملاء باستمرار. توفر هذه الملاحظات رؤى قيمة حول مجالات التحسين والابتكار. ومن المرجح أن تتفوق الشركات التي تعطي الأولوية لاحتياجات ورضا عملائها على منافسيها وتحقق نموًا مستدامًا في السوق.
10. اتخاذ القرارات القائم على البيانات (Data-driven Decision Making)
يساهم تحليل البيانات في سد الفجوة بين العملاء والخدمات التي تقدمها الشركات. فيما يمنح تبني اتخاذ القرارات القائم على البيانات الشركات دليلًا ملموسًا للعمل عليه. هذا أفضل من مجرد العمل بالافتراضات. كما تساعد إستراتيجية توسيع الأعمال هذه أيضًا على التنبؤ بالاتجاهات مسبقًا. في حين تتمتع الشركات التي تركز على اتخاذ القرارات القائم على البيانات دائمًا بميزة على المنافسين.
إضافة إلى ذلك عندما تركز الشركة على البيانات يمكنها تحديد مجالات التحسين. يساعدها ذلك على التحسين والأداء بشكل أفضل باستمرار. بينما يقلل تحليل البيانات أيضًا من التكاليف غير الضرورية ويزيد من الكفاءة التشغيلية.