لا يقل استثمار الوقت أهمية عن استثمار المال، وكان الصحفي الفرنسي جان لويس سيرفان شرايبر حذّر من هذا عندما قال: “نحن نفكر كثيرًا في استخدام الأموال القابلة للتجديد أكثر مما نفكر في استخدام الوقت، وهو أمر لا يمكن الاستغناء عنه”.
لايعني استثمار الوقت مجرد تتبع الطريقة التي نقضي بها وقتنا مثلما نستثمر الأموال في توقع عائد أكبر في المستقبل، وإنما نحتاج إلى استثمار وقتنا في الحاضر من أجل رؤية مكافأة أكبر في المستقبل.
يعني ذلك أحيانًا تخصيص أجزاء كبيرة من الوقت لإنشاء منتج لن يدر أرباحًا لأشهر. في أوقات أخرى قد يكون استثمارنا دليلًا على إيماننا بأنفسنا ورؤيتنا.
طرق استثمار الوقت
ويقدم «رواد الأعمال» بعض طرق استثمار الوقت، وذلك على النحو التالي..
-
تمرّن واهتم بجسدك
بغض النظر عما تفعله في حياتك فإن جسدك لا يمكنك استبداله، أو الحصول على واحد جديد. هذا هو جسمك وسوف تعيش فيه.
قد لا يكون الجسم المثالي الذي تريده لكن إذا كنت تعتني به الآن فسوف يعتني بك عندما تبلغ من العمر 60 أو 70 أو 80 عامًا. طريقة العناية بجسمك بسيطة: كل أقل وتمرن أكثر. والعناية بالجسد إحدى طرق استثمار الوقت، فكّر في نفسك عندما تمرض، كم من الوقت يهدره المرض؟!
اقرأ أيضًا: 5 طرق تساعدك في تنظيم وقتك؟
-
اعتنِ بعقلك
نحن نعيش في وقت نؤدي فيه معظم عملنا باستخدام عقولنا. نجلس أمام أجهزة الكمبيوتر لتطوير الأفكار.
إذا كنت عامل بناء يضع الطوب، أو مساعدًا للرعاية النهارية يساعد الأطفال، فهذا ينطبق عليك أيضًا.
عقلك هو الشيء الوحيد الذي يتحكم في أفكارك، والأفكار التي لديك كل يوم تصنع الواقع الذي تراه.
العقل، مثل أي شيء آخر، له خصائص العضلات، تستخدمه أو تفقده. وطالما أنك تستخدمه فإنه سيظل لائقًا وصحيًا. في اللحظة التي تتوقف فيها عن استخدامه يتحلل ويصدأ. إذا أردت استثمار الوقت فراقب ما تدخله إلى عقلك من أفكار.
اقرأ أيضًا: عوامل تنظيم الوقت.. كيف تدير أيامك؟
-
استثمر في وقت عدم فعل أي شيء
يمكن للأمريكيين استخدام جرعة صغيرة من “حلاوة عدم فعل أي شيء”، وهو الشيء الذي أتقنه الإيطاليون والعديد من الثقافات الأخرى.
يقول عالم النفس الاجتماعي روبرت في. ليفين؛ مؤلف كتاب “جغرافيا الوقت: في الإيقاع والثقافة ووتيرة الحياة”، في أمريكا لا نشعر بأن وقتنا نقضيه جيدًا إلا إذا كنا ننتج أو نستهلكه. منظور محدود ومرهق.
في أجزاء أخرى من العالم، مثل الهند، من الطبيعي أن يستمتع الأشخاص بصحبة بعضهم البعض بدون نشاط أو حتى محادثة. سوف يساعدنا استثمار الوقت لعدم فعل أي شيء في الإبطاء وتجربة وتيرة مختلفة من الحياة؛ حيث لا تُقاس قيمة الوقت بالإنتاجية.
اقرأ أيضًا: التغلب على التسويف.. خطوات مجربة
-
إنشاء النظام
تلك إحدى طرق استثمار الوقت، ومن الراسخ في أبحاث علم نفس السعادة أن إجراء تحسينات صغيرة على حياتك يؤتي ثماره بشكل كبير في السعادة.
على سبيل المثال: ضع خطافًا للمفتاح بجوار الباب بحيث لا تقضي خمس دقائق كل صباح في البحث عن مفاتيحك. أو أعد ترتيب خزانة ملابسك حتى تتمكن من رؤية كل شيء بالفعل، ولا تقضي 20 دقيقة كل صباح في معرفة ما ترتديه، أو ابتكار نظام أفضل لحفظ ملفات الصور الرقمية أو نفقاتك.
لذلك يمكن تقليل وقتك الشخصي إلى النصف. إن استثمار الوقت مقدمًا في إنشاء أنظمة أفضل وأكثر تنظيمًا سيوفر لك الكثير من الوقت على المدى الطويل.
-
استثمر في وقت “الراحة”
تعد هذه الطريقة من طرق استثمار الوقت بسيطة جدًا ولكنه يمكن أن يؤدي إلى نتائج رائعة في حياتك. في دراسة “Good Samaritan” الشهيرة من جامعة برينستون عام 1973 وضع الباحثان الأشخاص الذين لديهم الوقت الكافي، والذين لديهم متسع من الوقت للوصول إلى وجهتهم، كما أنهم كانوا يتحكمون في الانتماء الديني للناس.
وجاءت النتائج على النحو التالي: لم يكن للانتماء الديني أي تأثير فيما إذا كان الفرد توقف عن مساعدة الشخص، ولكن ما إذا كان الشخص في عجلة من أمره كان له تأثير كبير. فقط 10% من أولئك الذين في عجلة من أمرهم توقفوا لمساعدة الشخص لكن 63% ممن لم يندفعوا على الإطلاق توقفوا للمساعدة.
هذا يعني أن كونك في عجلة من أمره قد يمنعك من أن تكون من النوع الذي تريد أن تكونه والذي يتوقف ويساعد شخصًا محتاجًا. إن توفير الكثير من الوقت المريح في جدولك ومنع “متلازمة التسرع المستمر” هو استثمار كبير في نفسك ونوعية حياة من حولك.
اقرأ أيضًا:
مهارات إدارة الوقت.. معالم في طريق النجاح
الالتزام بجدول العمل.. كيف يكون؟
تنظيم وقتك بنجاح.. ما الخطوات؟
تذكر المهام.. 6 حيل ذكية تقاوم النسيان
جدول تنظيم المهام.. التحكم فيه أم التخلص منه؟