قبل الحديث عن إدارة العمل الحر ينبغي القول إن الانتقال من العمل الحر بدوام جزئي إلى العمل الحر بدوام كامل استغرق مني بعض الوقت، إلا أنني لم أفكر في البحث عن أي نوع آخر من العمل منذ عام ونصف.
ومع ذلك، قد لا يكون هذا الخيار مناسبًا لجميع العاملين المستقلين، حيث يفضل البعض العودة إلى العمل التقليدي ويجدون فيه ما يحبونه.
عرض عليّ أحد الأشخاص في الآونة الأخيرة إحدى الوظائف الشاغرة لديه. ورغم أن ذلك يحدث عادةً من مرتين إلى ثلاث مرات في العام الواحد. ويسألني أحد العملاء المستقلين آنذاك عما إذا كنت مهتمًا بالعمل لديه بدوام كامل أم لا. ورغم أن هذا العرض في الكثير من الأحيان يكون مغرٍ بالتأكيد، إلا أنني أرفض مثل تلك العروض دائمًا.
فإذا ما كنت تفكر في العودة إلى الوظيفة التقليدية بعد فترة قضيتها في العمل الحر سواء عدة أشهر أو بضع سنوات. عليك أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة أولاً، وهي كالتالي:
1- لماذا أفضِّل إدارة العمل الحر؟
ما الذي دفعك إلى العمل الحر في المقام الأول؟ حتى لو بدأت العمل الحر بعد فقدان وظيفتك التقليدية. ما الذي ألهمك للبدء بمفردك بدلاً من قضاء ساعات وأيام في التقدم بطلبات للحصول على عمل تقليدي آخر؟
يجد بعض الأشخاص الإجابة تتمثل في أنهم يمكنهم الاستمتاع بالأشياء المفضلة لديهم في العمل الحر بسهولة في بيئة عمل تقليدية. ومع ذلك؛ وبالنسبة للبعض الآخر، فإنهم لا يمكنهم ذلك.
وإذا ما كنت تحب العمل من المنزل، على سبيل المثال، يمكنك الحصول على ذلك مع أحد رواد الأعمال التقليدين. أما إن كنت تحب أن تكون رئيسًا لنفسك، فلن تجد ذلك الأمر في أي مكان آخر. ولكنك ستجده عندما تبدأ شركتك الخاصة فحسب، وحينئذ لن تكون مسؤولاً أمام شخص في مستوى أعلى على طول الطريق.
لذا؛ إذا كان الجزء المفضل لديك من العمل الحر هو العمل مع عملاء رائعين في مجال تهتم به، فاحصل على وظيفة في هذا المجال فمن المرجح أن تحظى بتجربة مماثلة جدًا.
2- ما الذي يعجبني أكثر في العمل التقليدي؟
هناك العديد من الأمور الجيدة في العمل التقليدي، وهي أشياء لا يمكنك الحصول عليها كعامل مستقل، على سبيل المثال، الراتب الثابت، أما إذا كنت من أولئك العاملين المستقلين الذين ينتابهم القلق ويفكرون طوال الليل في كيفية دفع إيجار الشهر التالي، فقد تفيد نفسك بالحصول على وظيفة تقليدية.
وفي حين، قد تأتي تلك الوظيفة التقليدية أيضًا مع فريق مدمج، وهو أمر رائع إذا كنت تحب العمل ضمن فريق، أما إذا كان أعضاء هذا الفريق سيئًا، فأنت في ورطة بالفعل.
ومع ذلك فإن الوظيفة التقليدية أيضًا بسيطة جدًا، لأنك غالبًا ستكون بمأمن إذا كنت لا تحب اتخاذ القرارات الصعبة، كل ما عليك فعله هو القيام بعملك بصورة جيدة، واعمل وفقًا للنظام واحصل على راتبك وإجازتك وتقاعدك.
والآن عليك أن تجيب إجابة قاطعة على هذه الأسئلة، هل أنت على استعداد للتخلي عن كل هذه المزايا التي توفرها الوظيفة التقليدية لمتابعة مهنة مستقلة؟ إلى أي مدى تريدها؟ هل ستكون أكثر سعادة بها؟
3- ما نوع الإدارة التي أحتاجها أو أريدها؟
وهو سؤال مهم بالنسبة للعديد من العاملين المستقلين الجدد، لأنهم أغلب الأحيان ينخرطون في هذا المجال دون أن يفهموا أن جزءًا من العمل المستقل هو إدارة أنفسهم، هل هذا شيء يمكنك القيام به وتجيد القيام به جيدًا؟
أم أنك تحتاج إلى هيكل وإرشادات وحدود تفرضها قوة خارجية؟ إذا كان الأمر كذلك، فاحصل على وظيفة تقليدية في مكان عادي.
ومن ناحية أخرى، هل تكره أن يخبرك شخص ما متى تأتي وتذهب وتأكل وتنام وتقضي وقتك وتصل؟ حسنًا، إذن، قد يكون العمل المستقل هو الخيار المناسب لك.
4- ما نوع الأجر والمزايا التي أحتاجها أو أريدها؟
هل تفضل راتب ثابت كل أسبوعين بنفس المبلغ دائمًا، حتى تحصل على الزيادة السنوية بنسبة 3%، أم تفضل القدرة على التحكم في دخلك الخاص وكسب القليل أو الكثير كما تريد، مع التحذير من أنه يتعين عليك العمل بجد من حين لآخر؟
هل تفضل إجازة مدفوعة الأجر محدودة للغاية تزداد بشكل مطرد كل عام، أم عدم وجود إجازة مدفوعة الأجر ولكن إجازة غير محدودة؟
يميل البعض إلى إجازة الوظيفة التقليدية المدفوعة الأجر المحدودة والراتب الثابت الأكثر جاذبية، في حين، يميل البعض الآخر إلى فكرة التحكم اللامتناهي من خلال العمل الحر في إجازاته ويعتبر هذا هو الخيار الأفضل.
لا حرج من العودة
لا بأس بالعودة إلى الوظيفة التقليدية بعد العمل الحر لفترة من الوقت. وبالطبع، لا يعني هذا أنك أخفقت في العمل الحر. ولكنه يعني ببساطة أنك تفضل أسلوب حياة آخر، وعلى نفس الخطى. لا حرج من اتخاذ القرار بأن تكون عاملاً حرًا مدى الحياة، إنها مسألة تفضيل.
ومع ذلك، وبالنسبة لي، فأنا أميل إلى العمل الحر كل يوم مقارنة بالقيود التي تفرضها عليّ الوظيفة التقليدية. إنني أفضل أن أعمل في ملابس النوم، وأن أعمل وأنام في ساعات غير تقليدية، وأكسب تحديدًا المبلغ الذي أريد أن أربحه. إن العمل الحر بالنسبة لي هو العمل المثالي.
بقلم/ هولي ريدل
المقال الأصلي: هنا