أنواع التمويل جمة، ومن العسير حصرها واستقصائها وبسط حدودها في مكان واحد، لكن يمكن قصر الكلام عن تمويل الأسهم؛ نظرًا لأهميته من جهة، وكونه نوعًا فريدًا من أنواع التمويل من جهة أخرى.
فمن خلاله تحصل الشركة على ما تريد من أموال دون أن تتورط في حمل عبء ديون كثيرة، ناهيك عن أن تمويل الأسهم، كأحد أنواع التمويل، يضيف للشركة الكثير من المزايا والتي سنأتي على ذكرها بعد قليل.
اقرأ أيضًا: الاستثمار الجريء في المملكة ومنظومة ريادة الأعمال
تعريف تمويل الأسهم
تتمثل الفكرة الأساسية في تمويل الأسهم في قيام الشركة ببيع عدد معين من أسهمها (تحدده هي نفسها) على أن تحصل على قدر معين من المال. ومقدار ما تحصل عليه من مال يتناسب، بالطبع، مع عدد ما تبيعه من أسهم. وإن كانت هناك عدة معايير تتحكم في عملية تحديد سعر السهم، لكن لا مجال لبسط القول فيها الآن.
إذًا، يشمل تمويل الأسهم، والذي يسمى أحيانًا “تمويل الملكية”، بيع حصة من الملكية مقابل الحصول على سيولة نقدية.
وعلى عكس بقية أنواع التمويل تقريبًا لا ينطوي تمويل الأسهم على أي التزام بالسداد، فقد تنازلت بالفعل عن حصة معينة من الملكية ولا حاجة بك لكي تسدد ما حصلت عليه من الأموال، فأنت هنا بائع ولست مجرد شخص يحصل على تمويل معين مع وعد بسداده في وقت محدد.
والحق أن هذا النوع من أنواع التمويل يجذب المستثمرين أكثر من غيره، لا سيما إذا كان لدى الشركة سجل حافل من النجاح والإنجازات؛ فهم يقبلون على تمويل الأسهم لأنهم يصبحون أعضاءً مستثمرين في الشركة، وبالتالي فإن لهم الحق في الحصول على حصة من الأرباح، كما أنهم يحصلون، في النهاية، على الأموال عندما يقررون بيع أسهمهم التي كانوا قد اشتروها من قبل.
وتأسيسًا على ما فات يمكن القول اختصارًا إن تمويل الأسهم _أحد أهم أنواع التمويل_ هو ترجمة لسعي الشركة إلى زيادة رأسمالها؛ من خلال بيع حصة من الأسهم.
وقد تلجأ الشركة إلى هذا النوع من أنواع التمويل لأنها بحاجة إلى دفع الفواتير والمستحقات المالية (هدف قصير المدى)، أو قد يكون لديها هدف طويل الأجل وتتطلب أموالًا للاستثمار أو التوسع في بعض المجالات الجديدة.
ومن خلال بيع الأسهم تقوم الشركة ببيع الملكية فعليًا في شركتها مقابل النقود، وفي حين يشير مصطلح تمويل الأسهم إلى تمويل الشركات العامة المدرجة في البورصة، فإن المصطلح ينطبق أيضًا على تمويل الشركات الخاصة. وتلك مسألة وجب التنبيه عليها فهي مسار خلط كبير.
اقرأ أيضًا: أنواع التمويل.. مزايا وعيوب التعامل مع المقرضين المباشرين
أهمية ومميزات تمويل الأسهم
ينطوي تمويل الأسهم، ذاكم النوع من أنواع التمويل الذي خصصنا المقال الحالي للحديث عنه، على الكثير من المزايا بالنسبة للشركة التي تبيع أسهمها وتحصل على التمويل أو بالنسبة للممولين أنفسهم.
بيد أننا سنقصر حديثنا على أهمية تمويل الأسهم بالنسبة لرواد الأعمال وأصحاب الشركات؛ إذ يساعدهم هذا النوع من أنواع التمويل في التحرر من الديون؛ فأنت في الواقع لا تستدين على عكس بقية أنواع التمويل الأخرى، وإنما تبيع حصة من أسهم شركتك مقابل الحصول على المال.
بالطبع ستكون هناك مشكلة كبرى إن كنت لا تريد التنازل عن أي حصة من حصص ملكيتك في الشركة، لكن ما نعنيه هنا أن تمويل الأسهم ليس دينًا ولست ملزمًا بسداد الأموال التي تحصل عليها من خلاله.
ومن نافل القول إن هذا النوع من أنواع التمويل يعين الشركات على زيادة رأسمالها وبشكل عاجل أيضًا، ناهيك عن أنه يمنح أصحاب الشركات الفرصة لكي ينموا مهارات الاتصال لديهم؛ إذ إنهم مجبرون على التعامل مع الممولين الذين يرغبون في شراء الأسهم وما إلى ذلك، وتلك عملية يكتنفها تفاوض ونقاشات مستفيضة.
اقرأ أيضًا: التمويل اللامركزي وتحويل الخدمات المالية للشركات الصغيرة
أهم أنواع التمويل ولكن
لئن كنا قد صدرنا القول بأن تمويل الأسهم هو واحد من أهم وأذكى أنواع التمويل إلا أن هناك عدة نقاط يجب الإشارة إليها ووضعها في الحسبان؛ فأولًا سعر السهم هو الحاكم في هذه العملية برمتها، وهذا معناه أن السعر المنخفض قد يجبر الشركة على التنازل عن أكبر قدر من حصص ملكيتها في حين لا تحصل إلا على قدر ضئيل من الأموال.
علاوة على أنك، بصفتك رائد أعمال أو صاحب شركة، لن تكون حرًا ولا صاحب الرأي الأول والأخير في الشركة بعد تجربة هذا النوع من أنواع التمويل؛ فالمستثمرون الذين اشتروا حصصًا من ملكية الشركة ستكون لهم آراء في كيفية إدارة الشركة وما إلى ذلك، والمؤكد أنه لا يمكنك سلبهم هذا الحق، فهم شركاء في الملكية وإن اختلفت الحصص.
اقرأ أيضًا:
5 استراتيجيات مالية ومحاسبية أساسية للشركات الصغيرة
التمويل بدون فوائد.. ماذا يستفيد المانحون؟
4 طرق لضمان النجاح عند التحدث مع المستثمرين