الشخص الانطوائي ليس مجرد إنسان خجول، بل غالباً ما يكون مفكراً استراتيجيا، يمتلك قلبا هادئا. ويحمل في صمته قوى خارقة لا يمتلكها الآخرون.
فبينما أصبح الصخب والضجيج هما عنوان الحياة في عصرنا الحالي، يبقى الهدوء قيمة عليا. وقوة خفية لا يمتلكها إلا أشخاص متميزون، وقادرون على تحقيق التأثير بعمق، دون حاجة إلى صراخ أو ضجيج.
قوة الشخص الانطوائي
في هذا التقرير يسلط “رواد الأعمال” الضوء على استكشاف القوى الخمس الاستثنائية، التي يتمتع بها الشخص الانطوائي.
ومن أمثلة هذه القوى الخارقة، تلك القدرة على التحليل العميق، والسيطرة على العواطف. بالإضافة إلى الإبداع، وقوة الملاحظة الفائقة.
كما نستكشف كيف يمكن لهذه الصفات وغيرها أن تمنح أصحاب الشخصية الانطوائية ميزة فريدة في الحياة العملية، والاجتماعية. بل تجعلهم قادة حقيقيين رغم صمتهم.
في مجال الأعمال يعرف قادة، مثل: مارك زوكربيرج (فيسبوك)، وستيف وزنياك (آبل)، ولاري بيج (جوجل)، وماري بارا (جنرال موتورز)، وماريسا ماير (ياهو)، بأنهم انطوائيون. حيث تصف ماير نفسها بأنها “مهووسة وخجولة”.
كل هؤلاء القادة والشخصيات، استطاعوا تعلم استخدام ميلهم نحو الانطواء في صالحهم. إذ لا يتعين على الانطوائيين إجبار أنفسهم على أن يصبحوا منفتحين، وإنما أمكنهم الاستفادة من المهارات التي تأتي إليهم بشكل طبيعي. لتعزيز حضورهم التنفيذي وظهورهم في مكان العمل.
5 “قوى خارقة” لدى القائد الانطوائي
الاستماع الفعال
غالبًا ما يكون الانطوائيون أفضل المستمعين، وعندما يطرحون أسئلة فإنها تكون مدروسة، كما يميلون للاستماع إلى الردود. وهذا جزء حيوي من الحضور التنفيذي.
الأصالة
نظرا إلى أن الانطوائيين يميلون إلى أن يكونوا من هؤلاء الذين ينطبق عليهم مقولة: “ما تراه هو ما تحصل عليه”. لذلك فإنهم غالبا يتمتعون بالأصالة.
كما أنه على عكس الشائع عنهم فإن معظم الانطوائيين لا يكرهون الناس. هم فقط يكرهون المحادثات السطحية، أو التي لا معنى لها، ويتواصلون بشكل طبيعي عندما يمكنهم إجراء مناقشات وجهًا لوجه مع الآخرين.
التفكير المتأني
غالبًا ما يركز الانطوائيون بشكل كبير داخلهم، على الرغم من أنهم قد يبدون مستغرقين في اتخاذ القرار. إلا أن ذلك يرجع فقط إلى أن معظم الناس لا يرون التفكير الطويل والمتأني الذي يدخل في كل قرار.
السلطة الهادئة
وبدلا من التبجح أو الصراخ، يعرف الانطوائيون بالفطرة أن استخدام السلطة الهادئة، يمكن أن يجعل الآخرين يميلون للاستماع والانتباه. لذا يمكن أن يكون الانطوائيون جيدين بشكل خاص في القيادة بالقدوة، وذلك لكونهم يميلون الاستعداد المسبق، وممارسة المهارات الجديدة بمفردهم، قبل عرضها علنًا.
الذكاء العاطفي
يميل الانطوائيون إلى أن يكونوا واعين جدًا لأنفسهم، وغالبًا ما يمتلكون درجة عالية من الذكاء العاطفي. كما تسهم قوة الملاحظة، والاستماع الفعال التي يتمتعون بها، في تعزيز قدرتهم على تلبية احتياجات مرؤوسيهم المباشرين، وغيرهم في مؤسستهم.
ويميل العديد من الانطوائيين أيضًا إلى التعاطف الشديد الطبيعي. الذي يمكن أن يستنزفهم أحيانًا، لذا فإنهم غالبا ما يتواصلون مع الآخرين على المستوى العاطفي.