قالت الدكتورة هيفاء الدعلان؛ مستشارة ومدربة في السلوك الريادي وعضو لجنة ريادة الأعمال بالغرفة التجارية في أبها، في تصريحات حصرية لموقع «رواد الأعمال»، إن ثقافة ريادة الأعمال أصبحت، بمفهومها الحديث، من السياسات التي تتبعها الدول؛ من أجل إحداث تطوير اقتصادي ملموس في مجتمعاتها.
ولفتت إلى أنه يمكن النظر إلى الريادة باعتبارها ظاهرة ترتبط بالإبداع والابتكار والتجديد واكتشاف الفرص الجديدة والمبادرة، وأخذ المخاطرة والتعامل مع الظروف غير الواضحة، والاستعداد لتقبل الفشل، والحاجة إلى الإنجاز الذي يقود إلى صنع الثروة والنمو، وتبني القيم الجديدة.
وأضافت أنه أمسى لـ ثقافة ريادة الأعمال تأثير كبير في النشاط الاقتصادي لأي مجتمع من عدة نواحٍ، منها: أن الثقافة (ونحن هنا نتحدث عن ثقافة ريادة الأعمال حصرًا) تؤثر في توجُّه الأفراد للعمل والاستهلاك، كما تؤثر كذلك في صلابة العلاقات الاجتماعية، وبناء الثقة لدى الأفراد في المجموعات المختلفة داخل الوطن الواحد، كما أنها تُعزِّز الحس بالمسؤولية ومبادئ الشراكة والتعاون، وهذه العلاقة بين التوجُّه والثقافة والمشروعات الريادية.
وأشارت إلى أن تلك علاقة مباشرة وطردية؛ فكلما كان توجُّه الأفراد إيجابيًّا تجاه الريادة، وكانت ثقافة المجتمع تُعزِّز من دور الريادي فيها؛ فإن المشروعات الريادية ستزيد كمًّا ونوعًا في ذلك المجتمع.
ورأت أنه من هذا المنطلق تنبع أهمية الأسبوع العالمي لريادة الأعمال في توعية أفراد المجتمع بريادة الأعمال، وإبراز أهميتها، ودورها في تنمية الاقتصاديات المشاريع المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ومن ثم اقتصاديات الوطن.
اقرأ أيضًا: هيفاء الدعلان تكشف لـ «رواد الأعمال» خطوات بدء المشروع الريادي وسبل نجاحه
واقع ريادة الأعمال في المملكة
وبسؤالها عن واقع ريادة الأعمال في المملكة، قالت الدكتورة هيفاء الدعلان؛ مستشارة ومدربة في السلوك الريادي وعضو لجنة ريادة الأعمال بالغرفة التجارية بأبها، إنه وفقًا لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال للعام 2019 – 2020، حلت السعودية في المركز الأول بمؤشر «بدء المشروعات الجديدة»، والذي يدل على الإيجابية في بيئة الأعمال والرغبة في العمل التجاري، فيما حصلت على المركز الثاني في مؤشر «امتلاك المعرفة والمهارات للبدء في الأعمال»، والذي يدل على التأثير الإيجابي للبرامج الداعمة في بناء مهارات الشباب والشابات التي تؤهلهم للبدء بأعمالهم الريادية.
واستطردت: كما حلت المملكة في المرتبة السادسة بمؤشر «الفرص الواعدة لبداية المشروع في منطقتي»؛ ما يُبين مدى الترابط الكبير بين النمو الاقتصادي وإيجاد فرص لبداية النشاط التجاري، وسهولة ممارسة الأعمال؛ الأمر الذي يزيد من فرص بداية النشاط التجاري.
وذكرت «الدعلان» أن تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال أوضح أن المملكة حققت صعودًا سريعًا من المرتبة 42 إلى 18 ضمن تصنيف مؤشر «عقبات دخول السوق المحلية»، موضحة أن المملكة، وفقًا للتقرير ذاته، واصلت تقدمها محققة المرتبة العاشرة عالميًا في مؤشر الأنظمة والتشريعات الحكومية من حيث الضرائب والبيروقراطية، فيما صعدت في عام 2019 إلى المرتبة 15 في مؤشر البرامج الحكومية الريادية بعد أن كانت في المرتبة 35 في عام 2018.
ورأت أن كل هذه المؤشرات تعكس واقعًا متميزًا وتطورًا ملموسًا في كل الأصعدة، ومواكبة للتغيرات العالمية، خاصة بعد رئاسة المملكة للقمة العشرين التي ستؤدي حتمًا إلى هيكلة اقتصادية مختلفة.
اقرأ أيضًا: فواز نشار: الاستعداد للمستقبل وإدارة المخاطر من أولوياتنا الراهنة
خدمات لرواد الأعمال
وفي سياق متصل،قالت الدكتورة هيفاء الدعلان إنه من المعلوم أن المملكة العربية السعودية _متمثلة في الهيئة العامة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة_ تعمل بشكل دؤوب على توفير جميع الاحتياجات الخاصة بالمنشآت الريادية ورواد ورائدات الأعمال؛ لتوفير بيئة واعدة تتيح فرص الازدهار؛ عبر تقديم الخدمات الداعمة، وفرص الأعمال المساندة لنمو قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز قدرته التنافسية، وتشجيع ثقافة ريادة الأعمال ودعم رواد الأعمال الطموحين؛ لتحقيق زيادة في معدلات تأسيس الشركات الجديدة.
وأفادت بأنه من أبرز تلك الخدمات والمبادرات التي تقدمها المملكة والتي لها دور في تحسين المنظومة الريادية وجعلها أكثر خصوبة: مبادرة «استرداد»، ومبادرة الشركات الناشئة الجامعية، وبرنامج طموح، وملتقى الشركات الناشئة السعودية، والشركة السعودية للاستثمار الجريء، وأنظمة الامتياز التجاري والتجارة الإلكترونية.. وغيرها.
اقرأ أيضًا: ولاء غلمان يسلط الضوء على أهمية الأسبوع العالمي لريادة الأعمال
تجربة العمل الحر
وفيما يتعلق بأهمية خوض تجربة العمل الحر وريادة الأعمال، ذكرت مستشارة السلوك الريادي أن كثيرًا من الدراسات السلوكية في مجال ريادة الأعمال أثبتت أن التعلم عبر تجربة العمل الريادي مباشرةً، أو ملاحظة سلوك الرياديين الآخرين، وأفعالهم، ونتائجها، ومحاولة وضع استنتاجات تقديرية للتعامُل مع حالة الغموض وتناقض المعلومات التي يزخر بها العمل الريادي، ومن ثَمَّ تنظيم تلك المعارف؛ عن طريق ربطها بالمعارف السابقة، يحقق أعلى النتائج في اكتساب الرياديين لمهارات ريادة الأعمال مقارنة بطرق التعلم الأخرى.
وتابعت: ومن هذا المنطلق فإن تجربة العمل الحر مباشرة، ولكن بشكل مدروس وممنهج وتحت إشراف مستشارين وحاضنات أعمال، يمكن أن يزيد من فرص نجاح تلك المشاريع الريادية واتساعها وتطورها.
اقرأ أيضًا:
ندا النفيعي: الأسبوع العالمي لريادة الأعمال يدعم بناء مهارات الشباب
أسامة العمري: ريادة الأعمال طوق نجاة للدفع بالاقتصاد قُدمًا
علي الغدير: أفكار رواد الأعمال تحوي ميزة تنافسية حقيقية متجددة