إدراك معايير تطوير الذات والإحاطة بها علمًا مسألة على قدر كبير من الأهمية؛ إذ كيف يمكنك أن تسير في درب دون أن تعلم شعابه وكيفية السير فيه؟!
هكذا هو الحال بالضبط فيما يتعلق بتطوير الذات، فهي مسألة مجهدة وتتطلب وقتًا طويلًا، ومع ذلك هناك بعض المعايير والعوامل والمحددات الأساسية التي لا يمكن أن تتم العملية من دونها.
وعلى ذلك فإن محاولة التغيير (الشخصي/ الذاتي) من دون معرفة معايير تطوير الذات وإدراكها على نحو جيد ستكون محض حرث في المياه، ولن تجدي نفعًا، ولن تجني من ورائها سوى النصب والتعب.
اقرأ أيضًا: المضي قدمًا بعد الفشل.. كيف تتجاوز العثرات؟
-
معايير تطوير الذات
ويرصد «رواد الأعمال» بعض معايير تطوير الذات، وذلك على النحو التالي..
-
الوعي الذاتي
أول معيار من معايير تطوير الذات هو الوعي الذاتي؛ إذ يجب أن تدرك طريقة تفكيرك ومشاعرك وأفعالك وسلوكياتك وعاداتك.
ولا بد أيضًا أن تأخذ وقتًا في التعرف على الأشياء التي لا تفعلها والتي قد تصدك عن نجاحك، أخيرًا يجب أن تكون واضحًا بشأن ما تريده ولماذا تريده.
هذا المستوى من الوعي -والذي هو أحد معايير تطوير الذات- لا يأتي بسهولة، كما أن الكثير من الناس يعتقدون أنهم على دراية بمن هم ومجالات مشاكلهم، لكنهم لا يدركون إلا أعراض مشكلاتهم لا جذورها الحقيقية.
في كثير من الأحيان ندرك الأعراض التي تظهر في حياتنا، مثل عدم كفاية المال أو زيادة الوزن أو الإجهاد، ولكننا غير مدركين للمشاكل الأساسية الحقيقية التي تصنع علامات الضيق الخارجية هذه. لا نتعلم أبدًا تحديد المشكلات الحقيقية ومعالجتها. الوعي المطلق أمر بالغ الأهمية في إجراء تغييرات بحياتك.
وعلى أي حال فإن الوعي الذاتي، الذي هو أحد أهم معايير تطوير الذات، هو أساس التنمية الشخصية الجيدة وإحداث تأثير في العالم من حولنا. بدونه نكون ضائعين وهي مهمة لا تنتهي أبدًا. يمكننا أن نقضي حياتنا كلها في تطوير وصقل الوعي بالذات.
اقرأ أيضًا: التغلب على الفشل في 15 خطوة
-
الرؤية والوضوح
المعيار الحاسم الثاني من معايير تطوير الذات هو الرؤية؛ بمعنى أنه يجب أن يكون لديك رؤية واضحة لما تسعى إليه. هل يمكنك تخيل إصابة هدف لا يمكنك رؤيته؟
من خلال إنشاء رؤية مفصلة لما أنت عليه فعلًا قد تكون أكثر قدرة على رؤية المكان الذي تنتمي إليه. سيظل الأمر يتطلب جهدًا ووقتًا ولكنك لن تصوب بشكل أعمى ولن تخطئ هدفك.
إن وضوح الخطة لا يقل أهمية عن الرؤية الواضحة -أحد معايير تطوير الذات- بمجرد الحصول على الصورة التي تريد أن تصبح عليها، ستجتهد لإكمال وتجميع عناصر هذه الصورة المنشودة.
اقرأ أيضًا: كيف تهيمن على الحوار؟
-
الكفاءة الذاتية
ولعل المعيار الثالث من معايير تطوير الذات هو الكفاءة الذاتية؛ تلك التي تعني القدرة على التحكم في ردود أفعالك وعواطفك دون أن تكون متطرفًا فيها.
بمعنى آخر: تقدم الاستجابة المناسبة في المواقف المناسبة. يمكنك تحديد رد فعلك في موقف معين والتحكم في سلوكياتك، هذا معيار أساسي من معايير تطوير الذات.
يتضمن ذلك التحكم في استجاباتك العاطفية، وهو يعني قبولك بأنك مسيطر على ردود أفعالك العاطفية.
-
البراعة الاجتماعية
لن نبالغ إن قلنا إن البراعة الاجتماعية، التي هي التفاعل مع الآخرين، أهم معيار من معايير تطوير الذات؛ فالأشياء الأساسية مثل: مصافحة الناس وكيف تنظر إليهم في أعينهم، وما تقوله لغة جسدك عنك. ما مدى ثقتك في مواقف معينة؟ كم أنت حازم؟ كيف تتصل بالآخرين في شبكتك؟ كيف تتواصل مع الناس؟ هل يمكنك بالفعل قيادة فرق أو فرق من الفرق؟ هل يمكنك قيادة منظمة؟ هل يمكنك الارتباط بأعداد كبيرة من الأشخاص وإدارتها؟ هي التي تحدد من أنت في الواقع.
والبراعة الاجتماعية هي شيء نحاول تطويره فينا وفي أطفالنا أيضًا؛ إذ نحاول أن نجعلهم مرتاحين اجتماعيًا، ويتواصلون مع أقرانهم؛ لحملهم على تطوير مهاراتهم القيادية من خلال الرياضة وما إلى ذلك.
في نهاية المطاف هذا هو الأساس الذي يجب أن يقود الناس إلى مستويات أعلى من البراعة الاجتماعية في المستقبل. إنه أحد المكونات الرئيسية للقيادة.
وإذا كان بإمكان الفرد تطوير المجالات الرئيسية للوعي الذاتي، وفهم الدوافع، وتطوير مستويات عالية من الكفاءة الذاتية والتعاطف، وكان مرتاحًا وحازمًا من حيث البراعة الاجتماعية، فأنت أمام شخص يمكنه إحداث تأثير كبير فيمن يتعاملون معه.
اقرأ أيضًا:
فوائد التغيير الإيجابي.. هل أنت على استعداد؟
لماذا أنت مفلس ماديًا رغم عملك؟.. تجنب الأسباب
التفكير باختلاف.. الطريق إلى ميلاد عقل ثانٍ
إمكانية تطوير الذات.. لن يفوت الأوان أبدًا