يعني المضي قدمًا بعد الفشل أنك حين تخوض غمار تجربة لا تؤتي ثمارها المرجوة بحاجة إلى التحرك من جديد، إلى المحاولة من جديد؛ أي أننا ننظر إلى الفشل على أنه مرحلة مؤقتة من التأمل والراحة؛ كيما تكون قادرًا على المضي قُدمًا من جديد.
ومن ثم يمكن القول إن تجربة الفشل هي، في الأساس، فرصة للتعلم وفهم أسباب الأخطاء وتداركها فيما يستقبل. ومن ثم تمسي فكرة المضي قدمًا بعد الفشل عبارة عن إعادة إطلاق طاقاتك الخلاقة، ولكن على أسس مختلفة عن تلك التي انطلقت منها في المرحلة السابقة.
وعلى ذلك يمكن الدفع بأن الإخفاق وسيلة للعلو _ شريطة أن تستفيد من التجربة الاستفادة القصوى _ فطالما أنك، في كل مرة تفشل فيها، تعمل على المضي قدمًا بعد الفشل ولكن على أسس أمتن وأرسخ التي انطلقت منها في المرة السابقة، فهذا معناه أنك في كل مرة ستتوصل إلى نسخة أفضل منك، وفي كل مرة ستطور من مهاراتك وقدراتك.
اقرأ أيضًا: لماذا أنت مفلس ماديًا رغم عملك؟.. تجنب الأسباب
طرق المضي قدمًا بعد الفشل
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الخطوات التي تعينك على المضي قدمًا بعد الفشل، وذلك على النحو التالي..
-
فهم الأسباب
يتطلب المضي قدمًا بعد الفشل فهم الأسباب التي أدت إلى الإخفاق من الأساس؛ إذ يُعد الفشل نتيجة مباشرة لشيء قمت به أو فشلت في القيام به، إما أنك لم تستعد بشكل كافٍ، أو أغفلت بعض العوامل المهمة، أو أنك قمت بمخاطرة كبيرة جدًا، أو ربما كنت تثق في شخص ما لا يستحق الثقة.. إلخ.
مهما كان الأمر كان هناك سبب وراء فشلك. إن فهم سبب فشلك هو الخطوة الأولى اللازمة لكي تتمكن من المضي قدمًا بعد الفشل.
وعندما نختبر الفشل فإن الاستجابة الطبيعية لمعظمنا هي إلقاء اللوم على أنفسنا والحكم عليها سلبًا، إننا نوبخ أنفسنا ونقنع أنفسنا بأن مصيرنا أن نكون فاشلين.
ولكن عندما تقوم بتشريح الموقف لفهم الخطأ الذي حدث فإنك تحوّل طريقة تفكيرك من إلقاء اللوم على نفسك بالفشل إلى التصرف المحدد أو التخلي عن العمل الذي أدى إلى الفشل. هذا يسهل عليك التعامل مع الفشل والتغلب عليه.
اقرأ أيضًا: التفكير باختلاف.. الطريق إلى ميلاد عقل ثانٍ
-
التقبل والغفران والتجاوز
الشيء المثير للسخرية هو أنه بينما يمكننا أن نغفر للآخرين بينما يجد معظمنا صعوبة بالغة في مسامحة أنفسنا. وعندما نرتكب خطأً بدلًا من مسامحة أنفسنا كما لو كنا نغفر للآخرين فإننا نعرّف أنفسنا بخطئنا.
من المستحيل المضي قدمًا بعد الفشل أو حتى تجاوز هذه التجربة من دون مسامحة النفس والغفران لها؛ لذلك بعد تحديد الخطأ الذي أدى إلى الفشل ذكّر نفسك بأنك لست مثاليًا واغفر لنفسك لارتكاب هذا الخطأ. إذا كنت تريد التعافي من الفشل فعليك أولًا أن تسامح نفسك.
-
استلهام الدروس
يُعتبر الفشل بشكل عام سلبيًا إلا أن هناك شيئًا إيجابيًا في الأمر؛ فالفشل هو آلية التغذية الراجعة؛ إذ يخبرنا بأن هناك شيئًا ما في نهجنا أو استراتيجيتنا لا يعمل. من خلال اكتشاف ما يحاول الفشل إخبارك به يمكنك تحويله إلى فرصة للتعلم.
إن محاولة معرفة الدروس التي يمكنك تعلمها من فشلك ستمنعك من ارتكاب نفس الأخطاء مرة أخرى في المستقبل، وتعينك على المضي قدمًا بعد الفشل؛ ما سيزيد من فرصك في النجاح بمساعٍ مماثلة في المستقبل.
وتتضمن بعض الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لتحويل الفشل إلى فرصة: تعلم إعادة تقييم التخطيط، وإعادة تقييم استعدادك، وإعادة تقييم التنفيذ والتركيز على المتغيرات التي كانت تحت سيطرتك.
بصرف النظر عن منعك من تكرار نفس الأخطاء فإن النظر إلى فشلك على أنه فرصة للتعلم يُغيّر من طريقة تفكيرك؛ إذ إنك تتوقف عن النظر إلى الفشل على أنه شيء سلبي وتتبنى الدروس التي علمتك إياها. هذا يجعل من السهل جدًا الرجوع إلى الخلف والمضي قدمًا بعد الفشل.
اقرأ أيضًا: إمكانية تطوير الذات.. لن يفوت الأوان أبدًا
-
التركيز على نقاط القوة
عندما نواجه إخفاقات كبيرة فإن غريزتنا هي ربط الفشل ببعض النقص من جانبنا. في حين أن هذا صحيح إلى حد ما فقد حدث الفشل على الأرجح بسبب شيء لم تفعله بشكل صحيح، لكن لا يعني ذلك أنك فاشل في كل جانب من جوانب الحياة.
لا تزال لديك نقاط قوتك الرئيسية والأشياء التي تجيدها، ومن خلال التركيز على نقاط القوة هذه يمكنك رسم مسار للمضي قدمًا من الفشل.
يقدم ستيف جوبز؛ مؤسس شركة Apple، مثالًا جيدًا لأهمية التركيز على نقاط قوتك بعد فشل كبير، وعلى المضي قدمًا بعد الفشل؛ وصل “جوبز” إلى الحضيض عندما تمت إقالته من شركة أبل، الشركة التي أسسها مع صديقه ستيف وزنياك.
ومع ذلك بدلًا من الغرق في الشفقة على الذات سرعان ما حوّل جوبز تركيزه إلى نقاط قوته؛ فقد كان مبتكرًا موهوبًا ورائعًا في ابتكار أفكار جديدة لأجهزة الكمبيوتر والأجهزة من الجيل التالي، وهذه هي القوة التي ركز عليها.
وبعد الإطاحة به سرعان ما أسس جوبز شركة كمبيوتر أخرى تعرف باسم NeXT. بعد سنوات قليلة سينتهي الأمر بشركة Apple بشراء NeXT من Jobs، وفي النهاية عاد جوبز إلى Apple كرئيس تنفيذي، وهذا أبلغ مثال على المضي قدمًا بعد الفشل.
اقرأ أيضًا:
كيف تعزّز المرأة العاملة ثقتها بنفسها؟
أفضل طرق تطوير الذات.. 6 ممارسات فعّالة
تطوير الذات في 3 خطوات.. أساس قوي للتغيير الإيجابي
عيوب العصف الذهني.. ضغط الأقوى وعقلية القطيع