تُعتبر مسك الريادة؛ إحدى مبادرات مؤسسة مسك الخيرية، خير دليل ومثال على أن هذه المؤسسة الرائدة، ذات النشاط البارز والإنجازات المتعددة، لم تكتفِ فقط بما تنطوي عليه مبادراتها بل أجندتها العامة من دعم لرواد ورائدات الأعمال، وإنما أطلقت مبادرة مخصوصة هي مسك الريادة.
تعني مسك الريادة بمساعدة رواد ورائدات الأعمال في تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناشئة، وتوفير كل الأدوات التي تعينهم في رحلتهم الريادية تلك، كما تسعى هذه المبادرة إلى بناء مستقبل أفضل؛ من خلال مساعدة رواد الأعمال في الاستفادة من التوجيه والأفكار والخبارت الصحيحة لتحقيق النجاح.
مجالات عمل مسك الريادة
وتعمل مسك الريادة في مسارات عدة نذكر منها ما يلي..
-
التعليم والحياة المهنية
تغطي برامج التنمية المهنية جميع مراحل المسيرة المهنية لرواد الأعمال منذ انطلاقها، وتلعب دورًا مهمًا لمساعدتهم في اتخاذ قرارات مدروسة، وتسريع التقدم المهني؛ عبر تزويد المشاركين بالمهارات المطلوبة فعليًا.
وذلك يعزّز فرصهم في الحصول على عمل، كما تهدف البرامج إلى تعزيز كفاءات الشباب السعودي الطَموح؛ ليحظى بفرص عمل لدى أهم الشركات في السعودية والخارج.
-
القيادة
يعمل هذا المسار من مسارات مسك الريادة على اكتشاف القدرات القيادية الكامنة داخل المشاركين؛ عبر تسريع تأثيرهم ضمن قطاعات خبرتك، وتعلّم كيفية إحداث ومواكبة التغيّرات في عالم سريع الخطى سمته الديناميكية والتغيّر الدائم وغياب اليقين.
-
ريادة الأعمال
أما هذا المسار من مسارات مسك الريادة فيدفع المشاركين من الشباب السعودي إلى الاستفادة من إمكانية الوصول إلى خارطة الطريق ومنظومة الدعم والرعاية والإرشاد المطلوبين لإطلاق مشروع جديد.
وهو يعين المشاركين كذلك على تحرير قدراتهم الكامنة وطاقاتهم الخلاقة؛ عبر الانضمام إلى شبكة مميّزة تدعم نموّهم وتزوّدهم بالنصائح الاحترافية وفرص الاستثمار في السوق.
-
التواصل المجتمعي
ويعمل مسار التواصل المجتمعي على مساعدة المشاركين في ترسيخ مكانتهم كمواطنين عالميين؛ من خلال تعزيز تأثيرهم المحلي والعالمي، وفهم مختلف الثقافات؛ بهدف المساهمة في تشكيل معالم الصوت الريادي السعودي وترسيخ حضوره.
وهو يسهم في اكتشاف فرص النمو وقدرات قطاع المؤسسات غير الحكومية الشبابية؛ عبر بناء وتعزيز ودعم استدامة المؤسسات المتمحورة حول الشباب في المملكة.
مسك الخيرية وأهدافها
يشار إلى أن “مسك الخيرية” هي مؤسسة غير ربحية أسسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز عام 2011م؛ للتشجيع على التعلم وتنمية المهارات القيادية لدى الشباب؛ من أجل مستقبل أفضل في المملكة العربية السعودية.
وتعمل المؤسسة على تمكين المجتمع من التعلم والتطور والتقدّم في المجالات الاقتصادية، والأدبية والثقافية، والعلوم الاجتماعية والتكنولوجية؛ عبر إنشاء حاضنات لتطوير وإنشاء وجذب مؤسسات عالية المستوى، وتوفير بيئة تنظيمية جاذبة.
وتعمل مؤسسة مسك الخيرية على الرقي بالعملية التعليمية، المعرفية والتنموية، ونشر التوعية والمعرفة والثقافة في المجتمع، علاوة على الإسهام في البرامج التعليمية والثقافية والمعرفية والتاريخية والرياضية والإعلامية، وإنشاء المكتبات ومراكز المعلومات، فضلًا عن تقديم الهبات والمساعدات والإعانات ودعم الجمعيات والمؤسسات الخيرية المرخص لها رسميًا.
وتطمح مؤسسة “مسك الخيرية”، في ظل التطور العالمي المتسارع، إلى جعل المملكة العربية السعودية مركزًا عالميًا للابتكار، كما تسعى المؤسسة؛ من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية، لتلبية المتطلبات واستثمار الفرص المتاحة بالمملكة في تعزيز الابتكار لدى الشباب للارتقاء بالمملكة العربية السعودية إلى طليعة الدول الابتكارية في العالم، فضلًا عن تطوير طاقات الشباب وإمكاناتهم الابتكارية وتطوير الحلول للتحديات الحالية وإرساء المشاريع الابتكارية وتمكينها من الوصول للعالمية.
وتؤمن مؤسسة «مسك الخيرية» بأن نشر الثقافة هو سلم الصعود نحو النهضة والتقدم، ولطالما كان المستوى الثقافي بمثابة معيار لمدى الرقي الفكري للأفراد والمجتمعات؛ لذا تسعى، وبشكل دائم، لإطلاق مشروعات ثقافية تستهدف مفاصل التنمية في جسد المجتمع الشبابي.
وتعقد المؤسسة ندوات وورش عمل مبسطة لعدد من طلبة الجامعات والمهتمين بالأدب والثقافة، وتشكل الشراكة التي تجمع “مسك الخيرية” بمنظمة “اليونسكو” خطوة فريدة من نوعها لتطوير وتنمية العمل الثقافي في عدة جوانب، سواء عبر ما توفره هذه الشراكة من تبادل للخبرات والمشورات، أو الدعم الثقافي على الصعيدين الدولي والإقليمي؛ حيث تتمتع اليونسكو بعلاقات رسمية مع 381 مؤسسة وهيئة من مختلف أنحاء العالم.
ديوان الابتكار
على جانب آخر اختتمت مؤسسة محمد بن سلمان “مسك الخيرية”، مؤخرًا، فعاليات برنامج “ديوان الابتكار”، الذي قدّمَ فرصةً فريدة للشباب، لطرح الحلول الإبداعية المبتكرة للتحديات المجتمعية، وتعزيز إسهاماتهم في برامج التنمية الوطنية، وإحداث الأثر المجتمعي المستدام، وذلك في إطار اهتمامها بتعزيز إسهامات الشباب المجتمعية.
ويهدف برنامج “ديوان الابتكار” إلى تفعيل دور الشباب السعودي في الشأن العام المجتمعي وتعزيز حس المواطنة المسؤولة بين أفراده؛ إذ من المقرر أن يدليَ المشاركون في البرنامج بحلولهم الإبداعية في أربع مجالات رئيسية: قدرات الشباب، والمسؤولية الاجتماعية، والصحة، وجودة الحياة؛ في رحلة جماعية تنافسية تركز على تطوير الجهود الفرديّة والحلول الإبداعية وتحويلها إلى مبادرة مجتمعية يمكن تطبيقها لتحدث أثرًا اجتماعيًا إيجابيًا.
وكان الحفل الختامي لإعلان الفائزين في مدينة الرياض عُقد بحضور عدد من كبار الشخصيات والجهات المهتمة باحتضان الأفكار المجتمعية واستنباتها، وجاء الترشيح الأولي للأفكار الفائزة بناء على اختيار لجنة التحكيم، حيث تم في وقت سابق فرز أفضل 15 فكرة، لتنتقل للمرحلة النهائية، وتتأهل للعرض في الحفل الختامي على لجنة التحكيم والجهات المدعوَّة المهتمة بتطوير الأفكار المجتمعية.
وفي مرحلة إعلان الفائزين وقع اختيار لجنة التحكيم على 5 أفكار للمراكز الخمسة الأولى؛ حيث جاءت في المركز الأول فكرة “جليسة”، وفي المركز الثاني جاءت فكرة “سورلس”، وفي المركز الثالث فكرة “معطاء”، وحلَّت في المركز الرابع فكرة “اتركها”، وفي الخامس فكرة “شقيق”، وحازت الأفكار العشر المتبقية على مكافأة تقديرية لكل فكرة، ليصل إجمالي الجوائز النقدية المقدمة للفائزين 600 ألف ريال، فيما أسهمت وكالة “فادن للدعاية والإعلان” بخدمات تسويقية بقيمة مليون ريال لكل فكرة من الأفكار الخمس الأولى.
وبذلك أسفر البرنامج في ختام أعماله عن جمع 1376 حلًا ومبادرةً مجتمعية، ترشح من بينها 53 فكرةً، مثّلت عددًا من الحلول والمبادرات المتميزة والقابلة للتنفيذ، كما أسهم البرنامج في تمكين 173 شابًا وشابةً في مهارات تطوير الحلول المناسبة للتحديات المجتمعية بآليات مختلفة، وتأهل أصحابها للانضمام لمعسكرين تدريبيين.
وسعى البرنامج _على مدار رحلته_ إلى تفعيل دور الشباب السعودي في الشأن العام المجتمعي وتعزيز حسّ المواطنة المسؤولة بين أفراده،إذ طرح أكثر من 5000 مشارك آراءهم وأفكارهم في البرنامج كحلول إبداعية في أربع مجالات رئيسية، وهي: قدرات الشباب، والمسؤولية الاجتماعية، والصحة، وجودة الحياة، في رحلة جماعية تنافسية ركَّزت على تطوير الجهود الفرديّة والحلول الإبداعية، وتحويلها إلى مبادرة مجتمعية يمكن تطبيقها على أرض الواقع، لصنع أثر إيجابي في المجتمع.
يُذكر أن معسكر “ديوان الابتكار” عُقِد افتراضيًا في منتصف نوفمبر الماضي، ثم حضوريًا خلال المدة من 9 حتى 11 من ديسمبر الجاري، متضمِّنًا برنامجًا تدريبيًا يحتوي على عدد من اللقاءات وورش العمل التفاعلية، على يد مجموعة من المتخصصين في كل تحدٍ من تحديات “ديوان الابتكار”، وهو الأمر الذي أسهم في تجويد الحلول المطروحة وتعزيز مواءمتها مع التحديات المجتمعية.
ويُعتبر “ديوان الابتكار” مبادرة وطنية تهدف لتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار لدى الشباب السعودي؛ من خلال منحهم الفرصة للمشاركة في تقديم حلول فعالة للتحديات التي تواجه مجتمعهم. وتسعى المبادرة لتقديم أثر مستدام يحقق الفائدة للمجتمع ويسهم بشكل مباشر في تفعيل دور الشباب.
وصُمم برنامج ديوان الابتكار لإشراك الشباب السعودي في المساهمة المجتمعية؛ من خلال تطوير الجهود الفرديّة والابتكارات الاجتماعية وتحويلها إلى مبادرة مكتملة الأركان لتحقيق الأثر المأمول، وسوف يساهم المشاركون في البرنامج بتقييم وتحليل تحديات مجتمعية، ومن ثم تُتاح لهم الفرصة لتقديم الحلول بآليات وممكنات مختلفة.
اقرأ أيضًا:
مبادرة مستقبل الاستثمار.. برامج تفاعلية لصياغة مستقبل العالم
استثمارات الحزمة الأولى من «مبادرة السعودية الخضراء» تمثل 700 مليار ريال
برنامج تنمية القدرات البشرية.. استراتيجية وطنية لتعزيز التنافسية محليًا وعالميًا
في اليوم الوطني السعودي 91.. المسيرة الظافرة تمضي برؤية وثبات
المملكة مركز مالي عالمي.. 13 شركة كبرى تنقل مقارها إلى الرياض