ليس من العسير الحديث عن مستقبل المشاريع في المملكة ولا حتى التنبؤ به؛ فقد رصدت السعودية ما يقارب 500 مليار دولار من أجل تحديث البنية التحتية لـ285 بلدية في جميع أنحاء المملكة؛ من أجل العمل على المدن الذكية والبنى التحتية والخدمات الصحية، وهو ما سيجعل من المملكة بيئة استثمارية جاذبة لجميع دول العالم، وتساهم في الناتج القومي الإجمالي بنسبة تفوق 70%.
وبالتالي فإن القول بأن مستقبل المشاريع في المملكة واعد لا يعد تخمنيًا أو ضربًا من الخيال، وقد توقع تحليل حدي أجرته شركة “Frost & Sullivan” أن تكون المدن الذكية بمثابة المحرك الاقتصادي للسعودية في السنوات المقبلة، ووفقًا للإحصاءات سيوفر سوق المدن الذكية فرصًا بأكثر من 2.46 تريليون دولار بحلول عام 2025.
مستقبل المشاريع في المملكة
ويرصد «رواد الأعمال» بعضًا من المدن والمشروعات التي ترسم مستقبل المشاريع في المملكة، وذلك على النحو التالي..
-
نيوم
أُنشئت مدينة نيوم بتكلفة تبلغ 500 مليار دولار، على 10 آلاف ميل مربع، ومن المقرر أن تحتضن واحدًا من أبرز المشاريع السعودية العملاقة التي سترى النور خلال سنوات، والتي أطلقها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، في إطار التطلعات الطموحة لرؤية المملكة 2030.
ويستهدف القائمون على نيوم -بصفتها أحد معالم مستقبل المشاريع في المملكة- بأن تكون منزلًا للتقنيات الجديدة التي ستؤثر في الموجة القادمة من التصنيع (الصناعة 4.0)، على أن يُمَول التطور التقني بالاعتماد على شراكات مع الشركاء التقنيين في العالم.
وتتمتع نيوم بالمناخ الجيد بسبب الموقع الجغرافي الفريد الذي جعل هذه المنطقة أكثر برودة من المناطق المحيطة بها؛ إذ تعتبر الحرارة فيها أقل بنحو 10 درجات مئوية من متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، علمًا بأن هذه الظاهرة تعود إلى الطبيعة الجبلية للمنطقة المحيطة بها، فضلًا عن تيارات الرياح القادمة من البحر الأحمر، وكذلك النسيم العليل الذي يسهم في اعتدال درجات الحرارة فيها.
اقرأ أيضًا: القمة العالمية للذكاء الاصطناعي.. بناء اقتصاد المعرفة لخدمة كل الأجيال
-
أوكساجون
أوكساجون معلم مهم آخر من معالم مستقبل المشاريع في المملكة، وهي أحدث المدن المدن الذكية التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ ولي العهد، رئيس مجلس إدارة شركة نيوم، والتي تشكل خطوة أخرى ضمن مخطط نيوم الرئيسي.
وتستهدف المدينة تقديم نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية وفقًا لاستراتيجية نيوم المتمثلة في إعادة تعريف الطريقة التي تعيش وتعمل بها البشرية في المستقبل.
وتحتل “أوكساچون” منطقة كبيرة في الركن الجنوبي الغربي من نيوم، وتتركز البيئة الحضرية الأساسية حول الميناء المتكامل ومركز الخدمات اللوجستية الذي سيضم غالبية سكان المدينة الصناعية، ويقلل التصميم الثُّماني الفريد للمدينة من أي تأثيرات في البيئة؛ حيث سيوفر أفضل ما يمكن من استخدامات الأراضي، لدعم توجه نيوم إلى الحفاظ على ما نسبته 95% من البيئة الطبيعية.
وتشكل المدينة أكبر هيكل عائم في العالم وتعد مركزًا لتطوير نيوم لـ “الاقتصاد الأزرق” وذلك بالاعتماد على البحار في تحقيق التنمية المستدامة؛ ما يعكس تركيز نيوم على التطوير الإبداعي والمبتكر. هكذا يبدو مستقبل المشاريع في المملكة.
اقرأ أيضًا: المؤتمر الدولي لمستقبل صناعة التحلية.. حلول واعدة
-
ذا لاين
مدينة ذا لاين إحدى المدن الذكية الحديثة في المملكة، وهي عبارة عن مشروع حضاري يضع الإنسان على رأس أولوياته -ذاك هو بالضبط مستقبل المشاريع في المملكة؛ أي منح الإنسان الأولوية في كل شيء- كما أنها ستكون مدينة خالية من المركبات والطرق، توفر الوصول إلى جميع الأماكن الحيوية والطبيعة الخلابة في غضون 5 دقائق سيرًا على الأقدام.
أما عن مساحة المدينة فستكون ذا لاين بطول 170 كم، معززة بالذكاء الاصطناعي وتعتمد على الطاقة النظيفة بنسبة 100%.
وتعد هذه المدينة نموذجًا حضاريًا لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلا، ومخططًا يكفل إيجاد التوازن للعيش مع الطبيعة.
وستضم مدينة “ذا لاين” مجتمعات إدراكية مترابطة ومعززة بالذكاء الاصطناعي على امتداد 170 كم ضمن بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، وخالية من المركبات والازدحام، واستجابةً مباشرة لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية، مثل البنية التحتية المتهالكة، والتلوث البيئي، والزحف العمراني والسكاني.
-
القدية
يُعتبر مشروع القدية من أهم الوجهات السياحية المستقبلية؛ حيث يضم عددًا من المشروعات التي سيتم تنفيذها في الفترة المقبلة.
يقع المشروع في منطقة القدية، على بعد 40 كيلو مترًا من العاصمة الرياض، علمًا بأنه يقع على مساحة 334 كيلو مترًا مربعًا، الأمر الذي يجعله أكبر مدينة ترفيهية في العالم.
وتطرح القدية مجموعة من البرامج التي تمنح الجماهير باقةً مميزة من الفنون الاستعراضية والمرئية، فضلًا عن المعارض الفنية، والفرص التعليمية المختلفة التي تثري العقول. وبهذا يكون مستقبل المشاريع في المملكة واعدًا وشاملًا حقًا.
اقرأ أيضًا:
الصندوق السعودي للتنمية.. أهدافه وجهوده
ريادة الأعمال في المملكة.. جهود ونجاحات
صندوق الاستثمارات العامة.. استمرار مسيرة النجاح والتوسع
الهيئة العامة للعقار.. الأهداف والأدوار
أكاديمية منشآت.. جهود حثيثة لتعزيز فرص نمو المشاريع