بمفهوم راقٍ واستيعاب متكامل تقود طوبي تركلي المكتب التنفيذي لشركة “قطوف الريادة”؛ أولى مسرعات الأعمال في المملكة، وصاحبة رخصة ريادة الأعمال. تحدثنا إليها عبر هذا الحوار لتكشف لنا ما يحدث من حراك داخل “قطوف الريادة”..
كيف بدأت مسيرة قطوف الريادة ومن هم الداعمون لكم؟
بعد الدراسة و المساعدة في إجراء دراسة مع BCG ، أسس قطوف الريادة الدكتور غسان أحمد السليمان عام ٢٠١٢، لقيادة المبادرات المطلوبة من القطاعات الخاصة مثل مسرعة الأعمال والتدريب والمنافسات والفعاليات الخاصة بريادة الاعمال؛ إذ لاتزال “قطوف” هي اليد اليمنى للقطاعات الحكومية من خلال دعمها لمبادراتها.
تعملون على بناء شبكة من شركات رواد الأعمال بالمملكة، إلى أين وصلتم؟
وصلنا إلى ٣٣ شركة تقنية سعودية, وإنشاء أكثر من ٣٣٠ وظيفة، مع تعزيز الشبكة بأكثر من 50 جهة داعمة على المستوى المحلي، والعديد من الجهات العالمية من أكثر من 163 دولة.
فكرة حاضنات الأعمال هي الفكرة الأم في المملكة، لماذا مسرعات الأعمال ليست جزءًا منها؟
الحاضنات مهمتها احتضان المشاريع لفترة طويلة ويفضل وجودها بالجامعات نظرًا لوجود مراكز الأبحاث، إضافة إلى أن دور الحاضنات ينحصر في توفير الاستشارة الأولية لرواد الأعمال مع توفير المساحة المكتبية.
مسرعة الأعمال برنامج يهدف إلى اختيار المشروعات التجارية الواعدة ودعمها وإطلاقها في مدة زمنية قصيرة قد تكون أقل من ٦ أشهر؛ و ذلك من أجل توسيع عملها التجاري بشكل أسرع من حيث الحجم و القيمة.
تقوم المسرعات بدورها عن طريق تقديم كل من الاستثمار النقدي برأس المال الجريء والدعم القانوني والدعم التقني، إضافة إلى التوجيه والإرشاد المستمر من قبل الخبراء وتقديم الدورات المختصة وورش العمل الضرورية لإحداث النقلة في الأفكار لتصبح شركات ذات إنتاجية عالية وداعمة للإقتصاد بشكل رئيسي.
مفهوم المسؤولية الاجتماعية مفهوم داعم للفكر التكافلي في المجتمع، ما مدى مفهومه وتواجده من خلال مشروعاتكم الرائدة؟
ما تقوم به قطوف حاليًا ليس مسؤولية اجتماعية، بل مسؤولية ريادة أعمال ودعم رواد الأعمال تساعد في خلق وظائف للشباب ودعم الاقتصاد المحلي. وما تهدف إليه قطوف الريادة هو رفع مستوى الخدمات المقدمة في بيئة ريادة الأعمال والرقي بها لتنافس مثيلاتها في الدول المتقدمة.
بيئة ريادة الأعمال في السعودية، بيئة خصبة وقودها الشباب الواعد والطموح، ومسؤوليتنا كقطاع خاص وعام دعم وتوفير كل ما يسهل مسيرتهم ويقودهم إلى النجاح المستمر، فنجاحنا من نجاحهم، والمردود الرئيس والمهم هو النجاحات التي تدعم بشكل أساسي النمو الاقتصادي، وتمهد الطريق إلى تنفيذ رؤية 2030.
في العام 2015م، حصلتم على جائزة أفضل شركة في خلق فرص العمل، ما الذي قدمتموه وماذا تعني لكم الجائزة؟
حدث ذلك، من خلال الشركات التي تم تخريجها من مبادرة مسرعة فلات ٦ لابز جدة لشركة قطوف الريادة، والتي أنشئ من خلالها ٣٣ شركة ناشئة في السوق السعودي، استطاعت قطوف الريادة خلق وظائف عمل عدة في المجالات التقنية والفنية والإدارية لكل من الشباب والشابات. وتمثل تلك الجائزة دعمًا لنا وعنوانًا لنجاحنا في نشر الوعي الثقافي ومفهوم ريادة الأعمال في المملكة، واستمرارًا لتطوير ريادة الأعمال .
ماذا تقول تجربتكم حول مدى تهيئة الشاب السعودي ومشاركته في مشروعات ريادة الأعمال؟
أصبح مفهوم ريادة الأعمال لدى الشباب واضحًا، خاصة بعد رصد نتائج نجاحاتنا في دعم ريادة الأعمال على مدار الأربع سنوات الماضية؛ حيث ساعدتنا أيضًا صفحات التواصل الاجتماعي التي هي نقطة اجتماع الشباب والشابات ومتابعة ماهو جديد؛ ما أعطى شبابنا دافعًا ليصبحوا رواد أعمال.
في بداية كل دورة تتلقى قطوف الريادة أكثر من 200 طلب من جميع أنحاء المملكة للانضمام إلى مسرعة الأعمال، إضافة إلى مشاركة أكثر من 4000 شخص في مختلف المؤتمرات والمبادرات والمناسبات الخاصة بريادة الأعمال من جميع أنحاء المملكة ومن كافة طبقات المجتمع.
من تجربتكم، هل متاح لأي شاب أن يصبح رائد أعمال؟
نعم دون شك، فقط عليه ألا ييأس ويصر على تحقيق نجاحه. قد تكون المنافسة شديدة للدخول إلى البرامج الداعمة كمسرعات الأعمال وذلك لعدة أسباب، منها قلة الدعم المادي المقدم لهذه الجهات ومنها ندرتها في المملكة حيث أن الجميع يتنافسون على المقاعد المحدودة.
وكجزء من رؤيتنا نرتقي بالخدمات الخاصة برواد الأعمال في بيئتنا لتصل لكل من يسعى إلى إنشاء شركة أو الحصول على الدعم، وسوف نصل إلى ذلك عند تواجد المزيد من الدعم بإذن الله.
الشباب الطموح هم ثمرة هذا المجتمع، ومسؤولية مساندته تقع على الجميع . ودور الجهات الخاصة هو تهيئة القوانين، فيما يقع الدور الأكبر على عاتق القطاع الخاص لدعم المشاريع الناشئة بكافة الطرق.
غالبية المشروعات الرائدة حتى الآن تصب في مجال التكنولوجيا وتقنية المعلومات، لماذا لا يتم توجيه الشباب للعمل في محاور أخرى مثل مشاكل تحلية المياه، الزراعة، وغيرها؟
لدينا توجه لدعم محاور أخرى منذ بداية إنشاء قطوف، فنحن لا نقتصر على الأفكار التقنية فقط، بل نستقبل كل من لديه فكرة مشروع، سواء كانت تقنية أو خدمية.
ومن لديه الفكرة يستطيع أن يقدم على الموقع فلات٦ لابز جدة؛ لأننا في آخر مرحلة لنا بدأنا في مشاريع خارج مجال التكنولوجيا والتقنية؛ على سبيل المثال “مهارة – منصة إلكترونية لصيانة المنزل” و”بولشر – خدمة تلميع السيارت في مكانك” و”أنبوبة توصيل غاز لبيتك” و”نجيد للتدريب والتوظيف” و”فارم – تك لإنتاج المنتجات الزراعية العضوية من الأغنام والأعلاف” وغيرها الكثير.
هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة كواحدة من مخرجات ملتقى ريادة الأعمال، ما الذي يمكن أن تقدمه لرواد الأعمال؟
الهيئة جهة مقننة تسعى إلى وضع القوانين اللازمة والتي تسهل عمل الشركات الناشئة من إجراءات وخلافه.
والمبادرات المقدمة هي مبادرات تدعم ريادة الأعمال عن طريق توجيه الجهات الأخرى لزيادة الدعم المادي، والحث على ضخ المزيد من النقد في الصناديق العامة والخاصة، والتي بدورها تكون الداعم المباشر للشركات الناشئة ولرواد الأعمال.
كون شركة قطوف الريادة هي اليد اليمنى للهيئة، سهل لنا نقل خبراتنا ورؤيتنا للعاملين بها، والذي بدوره أدى إلى التخطيط للعديد من المبادرات الداعمة والتي ستطلق في العامين القادمين. توفر الرؤية هو ما سيؤدي إلى موافقة المبادرات لحاجة رواد الأعمال، ودعم الهيئة المستمر لشركة قطوف الريادة ومثيلاتها من المبادرين، هو ما سيوجد البيئة التي تهدف إليها رؤية 2030 وخطة التحول الوطني 2020.
ما أبرز معوقات ريادة الأعمال بالمملكة؟
أبرزها عدم توفر الدعم المادي، وفهم المستثمرين لطبيعة ريادة الأعمال. في الخارج اتجه العديد من الشركات الكبرى لتخصيص مبالغ كبيرة كدعم تجاه مسؤولية ريادة الأعمال، والذي بدوره يغطي النقص في النقد ويوفر الدعم للجهات الداعمة كمسرعات الأعمال وغيرها.
إضافة إلى ذلك، يحتاج رواد الأعمال إلى ثقة المجتمع التجاري وغير التجاري ودعمهم باستخدام منتجاتهم وخدماتهم. على الجميع دعم رواد الأعمال؛ فذلك واجب وطني.
ما أكثر ما يطلبه منكم رواد الأعمال؟
مختلف أنواع الدعم، في مقدمتها الدعم المادي، ثم توفير التوجيه والإرشاد المستمرين.
ويجب أن يكون الدعم المادي عن طريق استثمار أو استخدام خدمات بدلًا عن إعطاء القروض والديون؛ لأن رائد الأعمال بحاجة لمن يدفعه إلى الأمام ويسانده، وليس بحاجة لمن يثقله بالديون، بحاجة إلى من يخفف عليه المخاطر بدلًا عن حاجته إلى من يزيدها.
وفيما يخص التوجيه والإرشاد، فأغلب رواد الأعمال بحاجة إلى من يتمم النقص في خبراتهم ممن مروا بمثل تجاربهم.
حدثينا عن مشروعات نجحت من خلال قطوف الريادة؟
نجيد، مهارة، صورلي، واضح، الام و الطفل، استديو ايه، بولشر، ستكري، فانومان، اوفر هانت، اي ريهاب. مشاريع نجحت و حصلت على استثمارات في فترة زمنية بسيطة.
رسالة لرواد الأعمال بمناسبة الأسبوع العالمي لريادة الأعمال 2016
دائمًا لا حدود للنجاح – DREAM BIG فهذا عنواننا للأسبوع العالمي لريادة الأعمال هذا العام ٢٠١٦، السر في النمو الكبير للشركات الناشئة هو عدم وضع حدود للنجاح والتوجه إلى الأحلام الضخمة بكل إصرار ومثابرة.
رؤية 2030 هي هدفنا الوطني وإنجازه هو مسؤوليتنا جميعًا، علينا الإخلاص في العمل، علينا المثابرة والإصرار للوصول إلى أهدافنا. الرقي باقتصادنا لن يتم إلا بمشاركتنا جميعا، أفرادًا وشركات، كبارًا وصغارًا، من جد وجد ومن زرع حصد، عملنا واجتهادنا اليوم هو ما سيحصد نتائجه أبناؤنا وشبابنا في المستقبل؛ لذلك علينا العمل معا يدًا بيد للوصول إلى الرؤية وإلى المستقبل الواعد.