ينطوي تنظيم وقت التأمل على مفارقة من نوع ما؛ إذ كيف يستقيم أمر التأمل مع مسألة التنظيم؛ فالأصل في التأمل أنه فعل عفوي فجائي غير مخطط له، ولكن ليس هذا كل شيء، أو بالأحرى ليست هذه الطريقة الصحيحة التي تسير بها الأمور.
وهناك أمر آخر فيما يتعلق بتنظيم وقت التأمل مفاده أن مسعى المرء هنا أن يعثر على وقت يتأمل فيه؛ أي أن يجد فُسحة من الوقت كيما يتأمل، ثم يتمكن من حسن استخدام هذا الوقت الذي استطاع توفيره لنفسه.
اقرأ أيضًا: تنظيم وقت المدير المخضرم.. أسس يجب إتقانها
تنظيم وقت التأمل
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الطرق والاقتراحات التي تساعد في حسن تنظيم وقت التأمل، وذلك على النحو التالي..
-
الوقت المناسب للتأمل
أول ما عليك العمل عليه للوصول إلى تنظيم وقت التأمل أن تحدد الوقت المناسب لذلك، إننا نعلم أنه سيكون لديك دائمًا أشياء أخرى لتفعلها، وقد لا تشعر دائمًا بإلهام خاص للتأمل. لكي يكون التأمل فعالًا يجب أن تضرب له موعدًا وتحافظ عليه، دون أن تجعله شيئًا تفعله عندما تشعر بالرغبة في ذلك.
-
جدولة مواعيد التأمل
إذا كنت تعمل على تنظيم وقت التأمل فإن عليك أن تعمل على جدولة الوقت الخاص بالتأمل؛ فجدولة شيء ما تعني أنه مهم.
وكتابة شيء ما، خاصة الكتابة باليد على ورقة، ذات تأثير قوي في الذاكرة. وكتابة جدول زمني للتأمل تساعدك في الالتزام بهذا الموعد، فأنت تقول لنفسك، عبر هذه الجدولة، أنك تقدر رفاهك بما يكفي لقضاء بعض الوقت خلال اليوم لنفسك.
اقرأ أيضًا: أسرار النجاح في تنظيم الوقت.. استراتيجية مُربحة
-
تقليل مصادر الإلهاء
كيف يمكنك العمل على تنظيم وقت التأمل من دون أن تكون قادرًا على تقليل مصادر الإلهاء والتشتيت التي قد تتعرض لها، أو التي قد تصرفك عن تأملك حال انخراطك فيه؟! لذا فأنت مضطر إلى تقليل/ والتغلب على مصادر الإلهاء التي قد تعترض عليها. إننا نعلم أن أفضل وقت للتأمل هو أول شيء في الصباح، قبل أن تُتاح لك فرصة الانغماس كثيرًا في أنشطة اليوم؛ حتى لا تضطر إلى إبعاد نفسك عن عملك.
وربما يكون بعد غروب الشمس هو وقت جيد آخر للتأمل، خاصة إذا كنت قد أنجزت ما خططت له خلال النهار وتشعر بأنك أنهيت عملك ويمكنك أن تتأمل بفعالية.
-
استراتيجية إيجاد الفجوات خلال اليوم
ومن ضمن الحيل الذكية التي تعينك على تنظيم وقت التأمل وإيجاد المزيد من الوقت لتخصصه لذلك أن تعمل على إيجاد فجوات أكثر خلال اليوم.
ولعل المفتاح لإيجاد القليل من الوقت الشخصي هو البحث عن الفجوات الصغيرة في اليوم. إننا نتحدث عن بضع دقائق فقط في كل مرة، ولا يتمتع معظم الناس برفاهية الحصول على أوقات كبيرة من ساعتين إلى أربع ساعات ولكن يمكن للجميع تقريبًا العثور على كتل من دقيقة إلى عشرين دقيقة.
اقرأ أيضًا: مفاهيم تنظيم الوقت.. تأسيس نظري
-
الالتزام بالوقت المحدد
إذا كنا نتحدث عن تنظيم وقت التأمل فأولى بك أن تعرف أن الالتزام بالوقت المضروب للتأمل ضرورة لا مناص منها؛ فعندما تأتي إلى الوقت المحدد اترك كل شيء واستعد للتأمل.
كن على دراية بأن شيئًا ما سيحدث ليغريك بالانحراف عن الخطة: ستتلقى مكالمة هاتفية، وسيتم تغيير الموعد النهائي، وسيتكرر إزعاج البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن كن ثابتًا ولا تنحرف عن مسارك فما من بديل عملي آخر.
ربما يكون لديك بعض المشاكل في التمييز بين حالات الطوارئ والإلهاء الطبيعي الذي قد تتعرض له . اسأل نفسك: “هل يمكن أن ينتظر هذا ( الأمر الذي يشتت انتباهك) بضع دقائق؟ هل ستتأثر سمعتي إذا لم أحضر هذه اللحظة؟ من خلال الإجابة عن هذين السؤالين ستتمكن من معرفة الإجابة الحقيقية.
-
تأمل على أي حال
إذا كنت لا تزال تواجه مشكلة في الاستغناء عن الإزعاج والإلهاء ولا تجد وقتًا تخلو فيه بنفسك ولو قليلًا فتأمل على أي حال.
من الأفضل التأمل أثناء تشتيت الانتباه بدلًا من عدم التأمل على الإطلاق. إذا فاتتك جلسة لأنك لا تستطيع التخلي عما تفعله فلا داعي للقلق: فقط أعد نفسك إلى المسار الصحيح في الوقت المحدد التالي.
اقرأ أيضًا:
تنظيم وقت التعامل مع العملاء.. مقترحات عملية
3 كتب في تنظيم الوقت.. من التنظير إلى الممارسة
سلبيات المرونة في العمل.. عقبات تعطل الإنتاج
تنظيم الوقت على مواقع التواصل.. استراتيجية تحقيق النجاح
تنظيم الوقت وكثرة الأعمال.. خطوات عملية