احتفل العالم أمس الأول من أكتوبر باليوم العالمي للقهوة؛ لما للقهوة من أهمية وفوائد صحية واقتصادية، ومكانتها في البرنامج اليومي لفئة كبيرة ممن يعتبرون فنجان القهوة شريكًا لنجاحاتهم ورفيقًا لا غنى عنه في درب العمل والحياة.
ويرجع الاحتفال بهذه المناسبة إلى المنظمة الدولية للقهوة التي أطلقت شرارة الاحتفال بأول يوم للقهوة في مارس 2014 بمدينة ميلان الإيطالية؛ كجزء من معرض إكسبو 2015م، وإن كان قد سبق لجمعية القهوة اليابانية أن احتفلت بالقهوة لأول مرة عام 1983، ثم الاحتفال باليوم العالمي للقهوة عام 2009 بولاية نيو أورلينز الأمريكية.
وتحظى القهوة في السعودية بأهمية خاصة؛ لارتباطها بالإرث الثقافي للمملكة عبر تاريخ حافل بالعادات والتقاليد؛ ما جعلها أحد مظاهر وقيم الكرم والضيافة والحضور الإنساني والجمالي والفني في الأغاني والقصائد واللوحات، وعنصرًا رئيسًا في الثقافة والموروث الشعبي السعودي، وعلامةً ثقافيةً تتميز بها المملكة، سواءً من خلال زراعتها في جنوب المملكة، إلى حصادها، وتوزيعها، أو طرق تحضيرها وإعدادها وتقديمها للضيوف الذين يختلفون من منطقة لأخرى.
وترجمة لهذه المكانة العالية للقهوة، تم اعتبارها رمزًا ثقافيًا وإرثًا وطنيًا؛ إذ بادرت وزارة الثقافة بتسمية عام 2022م بـ” عام القهوة السعودية”؛ عبر فعاليات وأنشطة ومبادرات تُقام على مدار العام، وبشراكة فاعلة من أفراد المجتمع، والجهات المعنية.
وقد ترجم هذا الاهتمام، صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود؛ وزير الثقافة بقوله: “تأتي القهوة السعودية باعتبارها عنصرًا مهمًا من عناصر ثقافتنا الغنية، ليس لمجرد كونها مشروبًا طيبًا يشاركنا في جميع لحظات حياتنا، بل لأنها تمتلك دلالات عميقة على الكرم والضيافة، والتنوع الثقافي، والخصوصية الفريدة للثقافة السعودية؛ حيث تكتسب القهوة السعودية قيمتها الثقافية باعتبارها نشاطًا اجتماعيًا بامتياز، يعكس القيم السعودية الأصيلة، وتتجلّى من خلاله خصوصية العلاقة التي تربط السعوديين بقهوتهم المميزة.”
وفيما يتعلق بالأهمية الاقتصادية للقهوة، نجد أن القيمة السوقية لسوق القهوة في العالم ارتفع إلى 542 مليار ريال، مع توقعات بنمو متزايد بنسبة 7.6% سنويًا حتى 2025م.
وتبرز أحدث الإحصائيات أن السعودية تنتج 1810 أطنان سنويًا، ويبلغ عدد السجلات التجارية لنشاط القهوة بها 15.320 سجلًا تجاريًا، وعدد مزارع البن 2535 مزرعة، وحجم الاستثمار في نشاط القهوة 1.2 مليار ريال.
ويبلغ حجم صادرات المملكة من القهوة 65 مليون ريال، تُصدَّر إلى اليمن التي تستوعب 22.15% من حجم الصادرات، تليها الكويت بنسبة 16.23%، ثم الإمارات بنسبة 7.78%.
ويبلغ حجم الواردات 1.3 مليار ريال، وأبرز الموردين: أثيوبيا 39.29%، واليمن بنسبة 4.43 %، وسويسرا بنسبة 4.16 %، مع توقعات بمتوسط عائد سنوي من 18% إلى 32%.
كل ذلك يعني أن هناك العشرات بل المئات من فرص العمل والاستثمار مفتوحة أمام رواد الأعمال للاستثمار في سوق القهوة بدايةً من مشروع بسيط- على غرار “التراك فود” أو مقهىً صغير- أو تأسيس علامة تجارية جديدة؛ ليحظى بدعم الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”، وتمكينه من الدعم المالي من خلال “بوابة التمويل”.
كذلك، يمكن لرائد الأعمال الحصول على حق الامتياز التجاري(الفرنشايز) من علامة تجارية مانحة وطنية أو عالمية تعمل على أرض المملكة؛ حيث يرتبط هذا النوع من الاستثمار بالقهوة؛ لوجود كثير من العلامات الوطنية والأجنبية الناجحة في السوق السعودي، بل يمكن أن نقول إن القهوة تقف وراء ازدهار صناعة الامتياز التجاري ليس في المملكة فحسب، بل على مستوى العام. كل عام والقهوة ومحبوها بخير.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
جولات الاستثمار.. ومعايير الاختيار
ريادة الأعمال..واستدامة الاقتصاد