قد يُعد قصر الحديث عن مميزات المشاريع الخدمية من باب الخلط المنهجي والمفاهيمي؛ فكل المشاريع خدمية من حيث الغاية، وطالما أن الحال كذلك فلا داعي لتخصيص الكلام والتناول.
لكن هذه ليست هي الصورة الكاملة؛ فما نعنيه بالمشاريع الخدمية هي تلك المشاريع التي تقتصر على تقديم خدمات غير مادية، أي غير ملموسة _الخدمات الاستشارية على سبيل المثال والدعم الفني والمشورة_ دون أن ينفي هذا أن المشاريع غير الخدمية؛ أي تلك التي تقدم منتجات لها وجود مادي، ذات طابع خدمي من زاوية ما، فهذه المنتجات لها زاوية خدمية، ولكن من حيث الأهداف والغاية النهائية التي يتم الحصول عليها من أجلها.
وبعيدًا عن هذه التحديدات المفاهيمية أحرى بنا أن نشير إلى أن المشاريع الخدمية تُعتبر من أسرع الصناعات نموًا من حيث الإيرادات المحتملة مقارنة بالصناعات الأخرى، مثل البيع بالتجزئة أو التصنيع؛ لأنه يمكن توسيع نطاقها بسرعة أفقيًا مقابل عموديًا.
وهذا يعني أن رواد الأعمال في مجال المشاريع الخدمية يتمتعون بنفوذ أكبر عندما يتعلق الأمر بالتفاوض على أسعار الخدمة والعقود.
اقرأ أيضًا: المعرض الدولي للتمور.. منصة تفاعلية تجمع المنتِج والمستهلك
مميزات المشاريع الخدمية
ويرصد «رواد الأعمال» طائفة من مزايا المشاريع الخدمية، وذلك على النحو التالي..
-
مواجهة التقلبات الاقتصادية
إحدى أبرز مزايا المشاريع الخدمية أنها أكثر قدرة على مواجهة التقلبات الاقتصادية، فهي أقل عرضة للتراجع والتقلبات الاقتصادية.
والحق أن هذه ميزة جليلة، خاصة في زمن لا يميزه شيء أكثر من التقلب والتغير الجذري المستمر، لكن ما الذي يجعل المشاريع الخدمية أقل عرضة للتقلبات الاقتصادية؟ الإجابة عن هذا السؤال، حسب ظني، بسيطة وبديهية؛ فمعنى بُعد المشاريع الخدمية عن التقلبات الاقتصادية أنه لا غنى للناس عنها، ومهما كانت الظروف سيظل الطلب عليها مرتفعًا، وبالتالي هي في مأمن، إلى حد بعيد، من خطر التقلبات الجذرية التي تحدث على الصعيد الاقتصادي.
اقرأ أيضًا: مشروع الأكواب الورقية.. مزايا أساسية
-
قلة عدد العمالة
هذه الميزة من مزايا المشاريع الخدمية لا يمكن إطلاقها هكذا على علاتها؛ فشرط نجاح بعض المشاريع القدرة على الوصول إلى عدد كبير من العملاء، وتقديم أفضل خدمة ممكنة لهم، وهو الأمر الذي يحتم وجود عدد كبير من العمالة والموظفين.
لكن إن نظرنا إلى الأمر من زاوية مغايرة، وتصورنا أن المشروع الخدمي صغير أو متوسط الحجم، ويعمل في نطاقات محددة، فيمكن القول إن عدد الموظفين المطلوب هنا سيكون محدودًا.
أضف إلى ذلك أن أغلب مقدمي الخدمات سيكونون هم رواد الأعمال أصحاب المشروع أنفسهم، وبالتالي لن يتكبد رائد الأعمال صاحب المشروع الخدمي عناء دفع رواتب للعديد من الموظفين.
اقرأ أيضًا: مبيعات التجارة الإلكترونية.. أرقام ومؤشرات
-
فرص لا محدودة
المشاريع الخدمية غير قابلة للحصر _تخيل كم المشاريع التي يمكن إطلاقها وهي تقدم فقط منتجات غير مادية، فكر في المهارات على سبيل المثال_ وهذا يعني أن المجال أمام رائد الأعمال الراغب في العمل بالمشاريع الخدمية مفتوح تمامًا؛ إذ يمكن أن تبدأ في أي صناعة أو مجال متخصص؛ ما يعني أن الفرص المتاحة أمامك لن تنفد أبدًا.
اقرأ أيضًا: إيفست.. المنصة الأولى لتداول الأسهم
-
التحرر من المخزون وأعبائه
نظرًا لأن ريادة الأعمال الخدمية _أو قل إن شئت المشايع الخدمية_ تتعلق في الغالب ببيع مهاراتك بدلًا من السلع أو العناصر المادية، فإن خطر فقدان المخزون يكون أقل من بدء عمل تجاري بالتجزئة مع جرد للسلع المادية.
لكن الأمر لا يتعلق فقط بفقدان المخزون أو تعرضه للتلف وإنما هناك الكثير من المزايا التي ينطوي عليها هذا الأمر؛ فأولًا لست بحاجة إلى مكان للتخزين فيه؛ فكل مكان يصلح لإطلاق المشروع الخدمي؛ إذ هو مشروع فوق ظروف المكان.
وثانيًا لن تحتاج إلى تعيين موظفين لإدارة المخزون والعناية به، وثالثًا لن تكون هناك تكاليف نقل وشحن وخلافه. وكل هذه المزايا تُترجم مباشرة إلى تقليل في النفقات وتعظيم في الأرباح.
فإذا كنت تبيع خدمة عادةً ما لا يكون لديك أي مخزون، وبدلًا من شراء المنتجات وبيعها فأنت تقنع العملاء بالاستفادة من قدرتك على جعل حياتهم أسهل.
لست مضطرًا أيضًا للتصنيع؛ لذلك ليست لديك منشأة للإنتاج، ولا داعي للانتظار حتى يتم الانتهاء من المنتجات وتفتيشها حتى تتمكن من بيعها. كل هذا يدفعك للتركيز على المبيعات بدلًا من المخزون أو التصنيع.
اقرأ أيضًا:
مشروع زراعة البن.. ما هي مميزاته؟
مشروع إنتاج الفحم المضغوط.. أرباح مذهلة في انتظارك
مشروع زراعة المشروم.. ما هي مميزاته؟
أفكار مشاريع تجارية تدعم الابتكار.. فرصة ربح مذهلة
مميزات المشاريع الصناعية.. نفع متعدٍ ومكاسب اجتماعية