ليس مستغربًا أن تصل مبيعات التجارة الإلكترونية إلى مستويات كبرى وغير متوقعة من الأساس؛ ليس فقط لأن جائحة كورونا أسهمت في تعزيز التحول صوب الرقمنة، وأتمتة كل العمليات الحياتية المخلتفة، وإنما لأن هذا التوجه موجود من قبل، كل ما هنالك أن هذه الجائحة سرّعت من وتائره لا أكثر.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية أصبحت التجارة الإلكترونية جزءًا لا غنى عنه في إطار البيع بالتجزئة العالمي. ومثل العديد من الصناعات الأخرى شهد مشهد البيع بالتجزئة تحولًا كبيرًا بعد ظهور الإنترنت، وبفضل الرقمنة المستمرة للحياة الحديثة يستفيد المستهلكون في كل بلد تقريبًا من مزايا المعاملات عبر الإنترنت.
ونظرًا لأن الوصول إلى الإنترنت والاعتماد عليه يتزايدان بسرعة في جميع أنحاء العالم يستمر عدد المشترين الرقميين في الارتفاع كل عام، وهو ما يعني أن مشهد مبيعات التجارة الإلكترونية سيتعاظم هو الآخر وربما بشكل غير مسبوق ولا متوقع كذلك.
اقرأ أيضًا: صغار المستثمرين.. بين الإجراءات والمخالفات
مبيعات التجارة الإلكترونية
في عام 2020 بلغت مبيعات التجزئة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم 4.28 تريليون دولار أمريكي، بحسب موقع Statista، ومن المتوقع أن تنمو عائدات التجزئة الإلكترونية إلى 5.4 تريليون دولار أمريكي في عام 2022.
واشترى أكثر من ملياري شخص في عام 2020 سلعًا أو خدمات عبر الإنترنت، وخلال العام نفسه تجاوزت مبيعات التجزئة الإلكترونية 4.2 تريليون دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم.
واعتبارًا من عام 2019 مثلت الأسواق عبر الإنترنت أكبر حصة من عمليات الشراء عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم؛ إذ تتصدر أمازون الترتيب العالمي لمواقع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت من حيث حركة المرور، فقد سجلت الشركة أكثر من 5.2 مليار زائر فريد في يونيو 2020. وهو تلك الزيارات التي تُترجم بشكل مباشر إلى تعزيز وتعظيم مبيعات التجارة الإلكترونية في أقطار العالم كافة.
وتحتل أمازون المرتبة الثالثة بعد المنافسين الصينيين Taobao وTmall. ويتم تشغيل كلا النظامين من قِبل Alibaba Group، المزود الرائد للتجارة عبر الإنترنت في آسيا.
وتحظى التجارة الإلكترونية بشعبية خاصة في جميع أنحاء آسيا؛ حيث تستحوذ دول مثل كوريا الجنوبية ما يصل إلى 65% من إجمالي حجم المعاملات عبر الإنترنت وذلك عن طريق حركة مرور الهاتف المحمول.
اقرأ أيضًا: كيف تتسوق بذكاء؟.. طريقة فعّالة لاستخدام كوبونات الخصم
الهواتف المحمولة
لا يمكن الحديث عن مبيعات التجارة الإلكترونية بدون التطرق إلى الهواتف المحمولة، والدور الفاعل الذي لعبته على صعيد تسهيل وتيسير عملية الشراء عبر الإنترنت.
ففي عام 2021 شكلت الهواتف الذكية ما يقرب من 70% من جميع زيارات مواقع البيع بالتجزئة في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن زيارات أجهزة الكمبيوتر المكتبية والأجهزة اللوحية أدت إلى معدلات تحويل أعلى في عام 2020.
كورونا ومشهد التجارة الإلكترونية
لا يزال لوباء فيروس كورونا (كوفيد -19) تأثير كبير في مبيعات التجارة الإلكترونية وسلوك المستهلك عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم، فمع بقاء ملايين الأشخاص في المنازل مطلع عام 2020 بسبب الظروف التي فرضها فيروس كورونا، أصبحت القنوات الرقمية البديل الأكثر شعبية للمتاجر المزدحمة والتسوق الشخصي.
وفي يونيو 2020 سجلت حركة تجارة التجزئة الإلكترونية العالمية رقمًا قياسيًا عند 22 مليار زيارة شهرية، مع ارتفاع الطلب بشكل استثنائي على العناصر اليومية مثل البقالة والملابس، وكذلك عناصر التكنولوجيا للبيع بالتجزئة.
اقرا أيضًا: الأسبوع العالمي لريادة الأعمال ودعم المملكة للشركات الناشئة
التجارة الرقمية في المملكة
ومن المتوقع أن تصل مبيعات التجارة الإلكترونية في المملكة، بحسب الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»، بحلول عام 2025، إلى 131 مليار ريال وذلك للخدمات والسلع غير المادية، كما يُتوقع أن تتجاوز المبيعات في السعودية 55 مليار ريال سعودي، وأن يصل سوق التجارة الإلكترونية في المملكة إلى 78 مليار ريال بحلول عام 2025م.
وفي السياق ذاته أعلنت “سايتكور”، الشركة العالمية البارزة في مجال برمجيات إدارة التجربة الرقمية، في وقت سابق أن 95% من المستهلكين في المملكة العربية السعودية قد تحوّلوا إلى عالم التجارة الإلكترونية منذ بدء الجائحة، وأنهم يرغبون في مواصلة شراء كل شيء عبر الإنترنت.
وبحسب تقرير غرفة الرياض حول واقع التجارة الإلكترونية في المملكة أصبحت السعودية أحد أكبر الأسواق العالمية في 2019 بسبب جائحة كورونا، وتوسعت بشكل كبير إلى أن وصل حجم التعاملات في القطاع لنحو 5.7 مليار دولار في العام الماضي 2020.
وأفاد التقرير بأن مؤشر التجارة الإلكترونية العالمي في العام الماضي أظهر أن المملكة جاءت في المركز الثاني عربيًا و49 عالميًا بين 152 دولة يضمها المؤشر الصادر مؤخرًا عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد”.
وأبان التقرير أن بيانات وزارة التجارة تشير إلى ارتفاع عدد المتاجر الإلكترونية المرخصة نحو 14% عن عام 2019، وكذلك ارتفاع عدد السجلات التجارية للمتاجر الإلكترونية لتبلغ 28.676 متجر ومنصة للتجارة الإلكترونية في نهاية النصف الأول من عام 2020، بزيادة قدرها 3571 منصة إلكترونية مقارنة بعام 2019 والتي بلغت نسبة زيادتها 14%.
اقرأ أيضًا:
- ما توفره ريادة الأعمال من مميزات.. المجال الأقوى لنمو الاقتصادات
- الأسبوع العالمي لريادة الأعمال وجهود مسرعة مسك لدعم الشركات الناشئة
- كيف تعزز كفاءتك في العمل؟.. طرق مهمة لزيادة الإنتاج
- نصائح أليكو دانجوتي لرواد الأعمال.. كبسولات ريادية مذهلة
- أشهر الرياضيين الرياديين.. خطوة الحفاظ على الثبات المالي