إن الاعتقاد بأن القادة يولدون قادة، ليس سوى خرافة، فكثيرًا مانحدث أنفسنا: لو كنا نمتلك القوة الخارقة مثل “سوبر مان”، أو ليتنا خلقنا قادة؛ وهو ما يصطدم بقول Warren Bennis- مؤلف ” كيف تصبح قائدًا؟- : “القادة هم من يبتكرون أنفسهم”.
يمتلك القائد بذرة الفضيلة في نفسه؛ حتى يأتي يوم تشتعل فيه هذه الشرارة لتدفعه إلى فعل مايجب عليه فعله، فالقيادة هي أن تفعل الشيء الصحيح في التوقيت الصحيح، فقد سئل جون إف كينيدي بعد أن أنقذ طاقم سفينته وسط مياه تعج بأسماك القرش، فتجاهل الجواب وقال: “لقد كان غرق سفينتي أمرًا خارجًا عن إرادتي”.
وعلى الرغم من امتلاك القادة غالبًا مهارات الإدارة والقيادة، إلا أنَّ القيادة الحقيقية تأتي من داخل الإنسان.
جوهر القيادة
هناك خمسة أمور أساسية تشكل جوهر القيادة وهي: الرؤية، والاستقامة، والتعطش، والمخاطرة، والشغف:
- الرؤية: وتعني القدرة على أن ترى ما لايستطيع غيرك رؤيته، كأن يكون منتجًا رائعًا أو خدمة أو اكتشافًا، وأنت فقط من يعرف أنه يمكن تنفيذه، فقد كان Wayne Gretzky يتزلج إلى المكان المحتمل الذي ستؤول إليه الكرة؛ وليس إلى المكان الذي هي فيه.
- الاستقامة: استغرقت عشرين سنة لأفهم معنى شعار مدرستي الثانوية “اعرف نفسك”؛ فهل تعرف من أنت، وما الهدف الذي تعيش من أجله؟.
- التعطش: رغبة قوية في التعلم، والنمو، والابتكار، تدفع الناس لتسلق المصاعب. هذه الرغبة هي التي دفعت روجر بنيستر لقطع مسافة ميل في أقل من 4 دقائق، ودفعت بيل جيتس ليؤسس مايكروسوفت، هذه الرغبة هي السبب في ألا يكون هناك حدود لما تستطيع إنجازه.
- المخاطرة: عادة ما يتحدى القادة، العادات والقواعد، فقد أبحر كولومبس إلى العالم المجهول؛ حيث كان الجميع يعتقدون أنه سيقع من حافة العالم. إنَّ المخاطرة تدفعك لتحدي مالا يمكن لأي شخص عادي تحديه.
- الشغف: هل تريد أن تكون عقلانيًا، أم صاحب شغف؟ كثير من العظماء تبعوا شغفهم مثل تيري فوكس، ونيلسون مانديلا الذي كان يفصله عن حريته لمدة 27 سنة التراجع عن مبدئه، لكنه فضل التمسك به والبقاء في السجن، وهو يذكرنا بأن ” أعمق مخاوفنا ليست في عدم اكتفائنا، بل في قوتنا التي لايمكن قياسها، إنها نقطة مضيئة في نفوسنا، وليست مظلمة “.
هذه الأمور الخمس، يجب أن تكون تتوفر في كل رائد أعمال، فابحث عنها في داخلك، أو في المحيطين بك.
غالبًا ما يحفز رواد الأعمال، شي مؤلم مروا به ، إذًا ربما يمر بك موقف مؤلم يوقظ القائد في داخلك، اغتنم فرصة التغييرات التي قد تمر بها و أيقظ القائد الموجود بداخلك، لكنَّ بعض رواد أعمال هذه الأيام يظهرون وكأنهم يتمتعون بالصفات القيادية التي يتمتع بها المستكشفون القدامى، متجاهلين أن كل إنسان يحمل بداخله القدرة على القيادة، لكنَّ قليلين هم من يكتشفون ذلك!.