ليس من قبيل المبالغة لو قلنا إن أخلاقيات العمل الحر سبيل النجاح المعبّد في هذا العصر؛ فلئن كان الناس يتمسكون دومًا بأهداب كل ما هو قانوني، أو يحاولون الالتزام به على الأقل تجنبًا من العقوبة وخوفًا من الوقوع تحت طائلة القانون، فإن الذين يتمسكون بالأخلاق متقدمين خطوة أخرى إلى الأمام.
فالذين يتبعون الوازع الأخلاقي إنما يستبطنون الأمر القانوني، ولا يكون رادعهم العقوبة القانونية، وإنما يحفزهم الضمير الأخلاقي للالتزام، وفعل ما يتوجب عليهم فعله.
علاوة على أن الذين يطبقون أخلاقيات العمل الحر إنما يؤمنون بقانون أخلاقي آخر مفاده: أنه من الواجب عليهم فعل الصواب، فعل ما ينبغي عليهم فعله لا ما يتوجب فعله؛ إنهم من معسكر “ينبغي” _وهو بعد أخلاقي_ وليس معسكر “يجب” الذي هو بُعد قانوني في المقام الأول.
الأخلاق والنجاح المهني
عادةً ما يضع الأشخاص الذين يتمتعون بأخلاقيات العمل الحر قيمة عالية للنجاح المهني، ودومًا هم أجدر الناس بالنجاح.
إن واحدة من أفضل النصائح للمستقلين للمبتدئين هي امتلاك أخلاقيات عمل ممتازة؛ حيث يطلب العملاء دائمًا تقديم الأعمال في الوقت المحدد، ويجب أن تكون ذات جودة استثنائية. ولا شيء يدفع إلى ذلك أكثر من أخلاقيات العمل الحر؛ حيث يجب أن يمتلك المرء أخلاقيات عمل جيدة لإقناع العملاء والاحتفاظ بهم لفترات طويلة. كفرد يجب أن تكون موثوقًا ومتفانيًا ومنضبطًا.
هذه القيم والمبادئ والمعايير وعادات العمل الجيدة والاتجاهات المقبولة والسلوكيات هي التي تحكم الإجراءات والعلاقات والأداء السليم لواجبات الفرد وقواعد المشاركة في الوظيفة؛ من أجل تعزيز الثقة والإنتاجية والنمو، وفي النهاية الانطباع الدائم، والسمعة، والتعليقات الإيجابية للعملاء، بل إحالة عملاء آخرين إليك.
اقرأ أيضًا: فريق العمل المتناغم.. هل من طريق؟
أخلاقيات العمل الحر
ويرصد «رواد الأعمال» طائفة من أخلاقيات العمل الحر، وذلك على النحو التالي:
-
إنتاجية عالية
تحيل أخلاقيات العمل الحر إلى إنتاجية عالية وبشكل مباشر؛ فالذين يتمتعون بهذه الأخلا، لا يماطلون ولا يتوانون عن فعل ما يتوجب عليهم فعله، وإنما هم دومًا عند حسن ظن الآخرين بهم، يبذلون قصارى جهدهم، ويتفانون في أداء واجباتهم ومهامهم.
إذًا من المؤكد أنه لا توجد طريقة يمكنك من خلالها أن تكون منتجًا دون امتلاك أخلاقيات العمل الحر؛ تلك التي تعينك على تحقيق أهدافك وأهداف عملائك.
اقرأ أيضًا: 7 طرق لتوفير بيئة عمل إيجابية
-
الموثوقية
الموثوقية؛ أي أن تكون شخصًا جديرًا بالثقة، من أهم وأبرز أخلاقيات العمل الحر، وهي تلك الصفة التي يجب أن يمتلكها كل عامل مستقل، سواء كنت مبتدئًا أو متمرسًا.
يجب أن يكون لديك أخلاقيات عمل قوية لتكون موثوقًا، فالأشخاص أهل الثقة يكملون المشاريع قبل الموعد النهائي، ويقومون بعمل استثنائي.
فعندما تكون مستقلًا موثوقًا به فإنك تبني ثقة العميل. بهذه الطريقة تزيد احتمالات حصولك على مشاريع مستقبلية من العميل نفسه.
-
التفاني
ولا مجال للحديث عن أخلاقيات العمل الحر من دون التطرق إلى التفاني؛ فهذه الصفة أحد أعمدة الأخلاق التي تدفعك إلى بذل قصارى جهدك.
فبصفتك مستقلًا فأنت تعمل غالبًا بدون إشراف ويجب أن تمتلك مهارات إدارية قوية. يجب أن تكون قادرًا على التعامل مع عوامل التشتيت، والتأكد من أن لديك بيئة عمل جيدة. ومن خلال هذا التفاني ستتمكن من التعامل مع مشاريعك والتأكد من اكتمالها في الوقت المحدد.
اقرأ أيضًا: كيفية الحفاظ على الود بين الزملاء؟
-
الانضباط
الانضباط جزء مهم آخر يساعد الناس في إظهار أخلاقيات عمل جيدة. الأشخاص المنضبطون _والانضباط شيء أساسي في أخلاقيات العمل الحر_ مخلصون لما يفعلونه ومصممون على إكمال المهام في الوقت المحدد، فهم دائمًا يلبون متطلبات العميل ويقررون تجاوزها، إلى جانب ذلك يتضمن الانضباط رغبة قوية في التعلم واكتساب مهارات جديدة.
ولا شك أن أخلاقيات العمل الحر تتضمن لائحة أخرى من الأخلاق والصفات غير تلك التي أتينا على ذكرها لتونا في هذا المقال، ولكن، على الرغم من ذلك، فإن الصفات التي تمت مناقشتها أعلاه هي مثال للفرد الذي يتمتع بأخلاقيات عمل قوية، وإذا كنت تمتلك هذه الصفات فمن المقدر أن تنجح كعامل مستقل.
اقرأ أيضًا:
كيف تتعامل مع الموظف الجيد؟.. استراتيجية نجاح الشركات
جمع بيانات الموظفين.. من الأخلاقية إلى الاستفادة المهنية
جذب المواهب.. معركة لا بد من خوضها
استطلاع: 51% من موظفي السعودية أكدوا زيادة المهام منذ التحوّل إلى العمل عن بُعد
رهاب العمل الجديد.. أسبابه وطرق التخلص منه