جذب المواهب هو ميدان المنافسة الحقيقي الآن بين الشركات؛ وذلك لأن الاستحواذ على أكبر قدر من المواهب يعني في طياته أشياء جمة، أقلها التغلب على المنافسين، والحصول على أكبر قدر من العملاء.
وجذب المواهب يؤهل الشركة لكي تكون الأفضل في مجالها، ليس هذا فحسب، بل إن وجود هذه المواهب يعين الشركة على حل معضلاتها الأساسية والتي من بينها قلة الموارد أو شُح رأس المال؛ إذ من شأن وجود الكفاءات البشرية المؤهلة جيدًا أن تعمل على تقديم الحلول المبتكرة؛ كيما تتمكن الشركة من تجاوز عثراتها ومعالجة نقاط ضعفها.
وبهذا يكون جذب المواهب هو الخطوة الأولى _أو الخطوة التي يجب أن تكون الأولى_ على طريق تحقيق الشركة التقدم والازهار. فأولى بكل شركة أن تجعل من جذب المواهب أولوية لها، وأن تضعها على رأس مهامها، وأن تجعلها الخطوة الأولى، فلو أفلحت فيها ستحقق المزيد من المكاسب والمنافع تباعًا.
اقرأ أيضًا: الإبداع في إدارة الموارد البشرية.. أنماطه وطرق تعزيزه
كيفية جذب المواهب؟
ترغب كل الشركات في جذب المواهب لكنها مع ذلك قد لا تصل إلى غايتها أو تحقق مرادها؛ ذلك لأن الرغبة وحدها ليست كافية، وإنما لا بد من التخطيط للأمر واتخاذ خطوات عملية تمكنها من تحقيق ما تريد.
إذًا كيف يتم جذب المواهب إلى الشركة؟ ذاك ما يحاول «رواد الأعمال» بيانه على النحو التالي..
-
مسؤولو التوظيف
لن نذيع سرًا إن نحن قلنا إن إدارة الموارد البشرية، وبالأحرى مسؤولو التوظيف، هم العتبة الأولى أو حلقة الوصل بين الشركة وبين من تريد جذبه من المواهب.
ومن المحتم أن يكون هؤلاء الموظفون مدربون ومؤهلون بما يمكنهم من تمييز المواهب من غيرها عبر مقابلات التوظيف، هذا أولًا، ثم أن تكون لديهم القدرة، ثانيًا، على إقناع هذه الموهبة أو تلك بالانضمام إلى الشركة.
لكن جذب المواهب يتطلب خطة واضحة واستراتيجية تضعها الشركة، ويسير عليها الجميع، وبالتالي فإنه يجب على مسؤولي التوظيف أن يعملوا وفق هذه الاستراتيجية، لكن إن غابت الاستراتيجية فلن يكون في مقدورنا أن ننحي باللائمة عليهم إن فشلوا في جذب المواهب.
اقرأ أيضًا: 6 نصائح لتمكين الناس من اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً في مجال الأعمال
-
فرص النمو
الموهوبون والأكفاء من البشر عمومًا لا يريدون الوقوف عند نقطة معينة، وإنما هم يطمحون إلى التطور الدائم والتقدم المطرد، وعلى ذلك فإن ضمان وتوفير فرص النمو لموظفيك خطوة لا بأس بها _إن لم نقل لا بد منها_ على سبيل جذب المواهب.
وإلا فلماذا يقبل هذا الموظف الموهوب بالانضمام إلى شركتك إذا كان سيظل مكانه لن يبرحه أبدًا، لن يتعلم جديدًا، ولن يترقى درجة واحدة؟! وأجدر بنا أن نعلم أن الأكفاء والموهوبين لا يعانون من شح في الفرص، فإن تركوا شركة ما فسوف تتلقفهم أخرى على الفور؛ ما يعني أن لديهم مساحة من الحرية تسمح لهم بالتحرك الحر والسلس، وتدفعهم إلى مغادرة أي شركة لا تعمل على تنمية مواهبهم ولا تدفعهم إلى التطور.
اقرأ أيضًا: الالتزام تجاه رواتب الموظفين وأهميته لتحسين جودة العمل
-
العوائد المادية
تلك مسألة موضع جدل وخلاف كبيرين، فمن الناس من يؤكد أن الموظفين يغادرون وظائفهم من أجل المدراء السيئين لا من أجل نقص الرواتب، لكننا هنا لا نتحدث عن مغادرة الوظائف وإنما عن جذب المواهب.
صحيح أن الرواتب المرتفعة ليست هي الضامن الوحيد أو الآلية الوحيدة التي تمكّن الشركة من جذب المواهب، إلا أن ذلك لا يمكن بدون العوائد المادية المرتفعة.
وذلك لأننا لو تصورنا العكس فهذا معناه أن الشركة لا تقدر موظفيها الأكفاء والموهوبين، وهذا في حد ذاته سبب كافٍ لدفعهم إلى الاستقالة.
اقرأ أيضًا: أتمتة الموارد البشرية.. بين التقنيات والخبرة العملية
-
بناء الشركة
إن الشركة التي ترغب في جذب المواهب يجب أن تكون مميزة هي الأخرى؛ فليس منطقيًا أن يقبل موهوب ما بالانضمام إلى شركة ذات سمعة سيئة في كل شيء.
وعلى الشركة التي تسعى إلى جذب المواهب أيضًا أن تكون ذات رؤية قوية، وتركز مهمتها على الأشخاص الذين ترغب في جذبهم، ومن المهم أيضًا تعزيز ثقافة التدريب والتعلم والتطوير المستمر، فكل ذلك من شأنه أن يسهل عملية جذب المواهب.
علاوة على أن وجود سياسات عادلة مطبقة باستمرار، ومزايا تعكس مستوى الموظف الذي تريد استقطابه، ومعاملة الموظفين بطريقة مهنية.. إلخ، كلها أمور تساعد في جذب المواهب والاستحواذ على أكبر قدر من الأكفاء.
اقرأ أيضًا:
- ما هي أنواع الإجازات؟
- إبداع مدير الموارد البشرية ومشهد التوظيف الحاضر
- التعامل مع الموظفين.. أسرار لا تعرفها عن إدارة الموارد البشرية
- إدارة التوظيف.. المفاهيم والمهام
- 4 خطوات أساسية عليك اتباعها عند العودة إلى العمل من المكتب