لا تعزب فكرة جمع بيانات الموظفين عن معطيات واقعنا الحالي كثيرًا، فالحرب الآن حرب بيانات، والقدرة على المنافسة مرتهنة بالحصول على أكبر قدر من البيانات، وطالما أن جمع البيانات يجري على قدم وساق فلماذا نستغرب عندما تقوم الشركات بالأمر ذاته؟!
فالشركات التي تنهج هذا النهج ترى أن معها مبررًا قويًا للقيام به، وهو ذاك المتمثل بالعمل على تعزيز الرضا الوظيفي، ويبدو أن مع الشركات حق إن نحت هذا النحو؛ حيث يكلف عدم انتماء الموظفين إلى الشركة التي يعملون لصالحها ما بين 483 و605 مليارات دولار سنويًا في الولايات المتحدة وحدها.
اقرأ أيضًا: جذب المواهب.. معركة لا بد من خوضها
الجانب الأخلاقي في الموضوع
لكن على الرغم من الدفوعات والمبررات التي قدمتها وتقدمها الشركات من أجل جمع بيانات الموظفين فالمؤكد أن هناك بعض الجوانب التي قد تعرقل هذه المسألة، فثمة جانب أخلاقي مهم لا يمكننا إغفاله أو التغاضي عنه؛ إذ كيف يجب على الشركات جمع بيانات قيّمة حول استخدام الموظفين لوقتهم والأنشطة والعلاقات في العمل، مع احترام حدود موظفيها ومعلوماتهم الشخصية؟
ولا شك أن الموظفين يرحبون بجمع البيانات بخصوصهم عندما يكون ذلك من أجل مصلحتهم، ولكن عندما يتم استخدامه لاتخاذ قرارات بشأنهم قد تضر بهم أو تقلل من رواتبهم فإنهم يكونون أقل ارتياحًا لها.
وفي ضوء الأحداث السيبرانية التي أصبحت شائعة جدًا فإن احتمال وقوع هذه المعلومات في أيدٍ خبيثة يجب أن يقلق الموظفون بنفس القدر.
اقرأ أيضًا: استطلاع: 51% من موظفي السعودية أكدوا زيادة المهام منذ التحوّل إلى العمل عن بُعد
خصوصية من؟ العملاء أم الموظفين؟
على الرغم من أن المؤسسات أصبحت أكثر يقظة بشأن خصوصية عملائها إلا أنها لا تزال تتجاهل في الغالب خصوصية موظفيها. وتلك خطيئة لا ينبغي على الشركة أن ترتكبها أو تقع فيها؛ إذ من المهم أن يكون ثمة وحدة في المفاهيم والمبادئ، فإذا كانت الشركة تحترم خصوصية عملائها _والخصوصية بشكل عام_ فلا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تنتهك خصوصية موظفيها.
لكن هناك من يرى أن تجزؤ المبادئ ذاك إنما ينبع في المقام الأول من اختلال توازن القوى بين الموظف وصاحب العمل، وهو خلل يدركه جميع أصحاب العمل.
ويوجد سبب آخر لقلة الاهتمام بخصوصية الموظف هو أنه حتى وقت قريب كان جمع بيانات الموظفين يركز على المسائل الأساسية للتوظيف، مثل مدفوعات الرواتب، وإدارة الموارد البشرية وغيرها من الأمور العامة، أما الآن فالأمر قد اختلف كلية، وأمست عملية جمع بيانات الموظفين تشمل كل شيء بما في ذلك أكثر المسائل شخصية.
اقرأ أيضًا: رهاب العمل الجديد.. أسبابه وطرق التخلص منه
آليات جمع البيانات
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الطرق والآليات التي تساعد في جمع بيانات الموظفين، وذلك على النحو التالي..
-
تحديد مجال البحث
لا شك أن لكل بحث هدف وغاية، فإن لم يكن كذلك فلن نتمكن من الحصول على المعرفة التي نريدها، وطالما أن مجال جمع بيانات الموظفين مجال واسع، وليس منطقيًا أن تستوعب كل الجوانب في بحث واحد، فإن الخطوة في عملية جمع بيانات الموظفين هي تحديد مجال البحث، والهدف الذي تُجمع من أجله البيانات.
اقرأ أيضًا: أهم 10 نصائح في عملية توظيف المناصب العليا
-
تبسيط أسئلة الاستبيان
الهدف هو جمع ردود أفعال قابلة للتنفيذ، وليس إرباك أو إرهاق موظفيك؛ لهذا السبب حاول أن تجعل أسئلة الاستطلاع بسيطة قدر الإمكان.
فمن شأن تبسيط الأسئلة أن يتيح للموظفين تقديم إجابات أوضح، ويساعدك في تحليل البيانات بشكل أسرع. ومن ثم سوف تحقق عملية جمع بيانات الموظفين أهدافها وغاياتها المنشودة.
-
إتاحة الفرصة للموظفين
من المهم أيضًا في عملية جمع بيانات الموظفين أن تنطوي هذه الاستبيانات على أسئلة مفتوحة؛ إذ من شأن هذه الأسئلة أن تعين الموظفين على شرح وجهات نظرهم على نحو أكثر وضوحًا وجلاءً، كما أن مثل هذه الأسئلة ستطلعك على الكثير من المعلومات والبيانات، التي يجب أن تستفيد منها الشركة فيما بعد، في عملية وضع الاستراتيجية أو حتى سياستها الداخلية.
اقرأ أيضًا: التسامح في العمل.. استراتيجية الاستقرار وتحسين الإنتاجية
فوائد جمع بيانات الموظفين
- عندما تتخذ الشركات قرارًا بجمع بيانات الموظفين فإنها تجني العديد من الفوائد، والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- زيادة إنتاجية الموظفين.
- تحفيز الموظفين.
- تحسين ولاء الموظفين.
- انخفاض معدل الدوران الوظيفي.
- ثقافة الشركة أكثر شفافية.
- زيادة رضا العملاء.
- زيادة المبيعات والأرباح.
اقرأ أيضًا:
- الإبداع في إدارة الموارد البشرية.. أنماطه وطرق تعزيزه
- 6 نصائح لتمكين الناس من اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً في مجال الأعمال
- الالتزام تجاه رواتب الموظفين وأهميته لتحسين جودة العمل
- أتمتة الموارد البشرية.. بين التقنيات والخبرة العملية
- ما هي أنواع الإجازات؟