متلازمة الأرض اللزجة هو مصطلح يستخدم لتصوير وضع المرأة في مسارها المهني عندما تتعثر ولا تحقق تقدمًا ملموسًا. وهي تشبه فكرة “السقف الزجاجي”.
يستخدم هذا المصطلح بشكل خاص لوصف الفجوة بين الجنسين في تحقيق التقدم الوظيفي للرجال والنساء عندما يبدأون حياتهم المهنية في وظائف منخفضة الأجر.
متلازمة الأرض اللزجة
في البداية، يتقدم الرجال والنساء من الوظائف المبتدئة بطريقة متشابهة ويتحركون صعودًا. ولكن بعد ذلك، يختلف تقدمهم.
فوفقًا للأبحاث. يميل الرجال إلى تحقيق تقدم تصاعدي مستمر مقارنة بالنساء. اللواتي يتقدمن ببطء أكبر ومن المرجح أن يتراجعن نحو أدوارهن الوظيفية الأصلية.
وبهذه الطريقة، تميل النساء إلى البقاء أو العودة إلى أدنى الأدوار المهنية. ليصبحن عالقات في ما يسمى بـ“الأرضية اللزجة”.
يتناقض هذا التأثير مع فكرة “نقطة الانطلاق” (Springboard). حيث يستمر الرجال في التقدم إلى وظائف أفضل. مستخدمين أدوارهم المبتدئة للانطلاق قدمًا في مسارهم المهني.
ويعود جزء من هذه الفجوة بين الجنسين إلى خضوع النساء لحواجز هيكلية في مكان العمل. بما في ذلك العوائق الناشئة عن مسؤوليات رعاية الأطفال و”التحيز من الجيل الثاني”.
أسباب ظاهرة الأرض اللزجة
- التوازن بين العمل والحياة الشخصية. حيث تتحمل النساء مسؤوليات رعاية الأطفال والأعمال المنزلية، ما يحد من فرصهن للتطور المهني.
- الصور النمطية الجندرية التي تبث ثقافة مفادها أن النساء أقل قدرة أو غير مناسبين لأدوار القيادة.
- الثقافة المجتمعية الأبوية التي تعطي الرجل مكانة أعلى في المجتمع وفي سوق العمل.
- انخفاض مستوى التعليم في بعض الحالات يؤثر على فرص التقدم المهني للنساء.
تأثير الظاهرة
- النساء يبقين في وظائف منخفضة الأجر أو ينتقلن إلى وظائف أدنى بدون ترقية فعلية، ما يزيد من فجوة الأجور والتمثيل الوظيفي بين الجنسين.
- تزايد الفجوة بين فرص الرجال والنساء في التطور المهني. حيث يتقدم الرجال بشكل أكثر استمرارية، بينما تبقى النساء عالقات في نفس المستوى أو تنحدر إلى وظائف أدنى.
- تؤثر هذه الظاهرة في رفاهية المرأة المهنية والنفسية وتحد من الاستفادة من مواهبها بالكامل في سوق العمل.
تختلف متلازمة الأرض اللزجة عن السقف الزجاجي، حيث إن الأخير يشير إلى الحواجز التي تعيق الوصول إلى المناصب العليا؛ أما الأرض اللزجة فإنها تعني البقاء في وظائف بداية المسار الوظيفي دون حركة إلى الأمام.
النساء اللاتي يعانين من السقف الزجاجي غالبًا ما يكن أكثر تعليمًا وتميزًا لكنهن يواجهن قيودًا على القمة. بينما النساء المحاصرات بالأرض اللزجة قد لا يصلن حتى إلى مرحلة التقدم المهني بسبب العوائق الأولية.
لمعالجة هذه الظاهرة، تحتاج المؤسسات إلى تنفيذ برامج فعالة لمعالجة التحيز. مثل التدريب على التنوع والشمول. وإتاحة برامج إرشاد ودعم مهني رسمي. إلى جانب تقديم ترتيبات عمل مرنة تمكن النساء من التوفيق بين العمل والحياة الشخصية.
أيضًا تعزيز ثقافة عمل داعمة يمكن فيها التعبير عن الرأي بحرية ويسودها الاحترام يسهم في التمكين المهني. استخدام البيانات في عمليات التوظيف والترقية يساعد على ضمان المساواة والعدالة في فرص التطور.
هذه الظاهرة تمثل تحديًا كبيرًا لتحقيق المساواة في سوق العمل، إذ تمنع استفادة الأداء المهني الكامل للنساء وتستمر في توسيع الفجوة بين الجنسين في الأجور والمناصب.
كيف يمكن تطوير برامج تدريب لتمكين المتأثرين من المتلازمة
لتطوير برامج تدريبية تمكن المتأثرين بمتلازمة الأرض اللزجة (Sticky Floor Syndrome). يجب أن تكون البرامج شاملة ومصممة بعناية لمواجهة العوائق التي تعيق تقدمهم المهني وتدعم بناء ثقتهم وتحسين مهاراتهم. إليك كيفية تصميم مثل هذه البرامج بشكل مفصل:
تحليل الاحتياجات وتحديد الفجوات
بدايةً، يجب إجراء دراسة شاملة لفهم العوائق التي يواجهها المتأثرون. من حيث القدرات المهنية والشخصية، بالإضافة إلى المشكلات البيئية والتنظيمية التي تحول دون تقدمهم. يساعد هذا التحليل على تخصيص البرنامج ليناسب الاحتياجات الواقعية.
توفير التوعية والتثقيف
يتضمن البرنامج جلسات توعوية لتعريف المشاركين بمفهوم متلازمة الأرض اللزجة وتأثيرها في فرصهم المهنية. وكذلك تعليمهم عن التحيزات اللاواعية وكيفية مواجهتها، ما يعزز وعيهم الذاتي ويدفعهم نحو اتخاذ خطوات إيجابية.
تطوير المهارات الفنية والمهنية
يتضمن تدريبًا عمليًا على المهارات المطلوبة في سوق العمل، مثل مهارات: التواصل، القيادة، التخطيط والتنظيم، بالإضافة إلى المهارات التقنية الخاصة بمجالات عملهم. ويُراعى أن يكون التدريب عمليًا ويدعم فرص التطبيق في بيئة العمل.
تعزيز المهارات الشخصية والنفسية
يتضمن تعزيز الثقة بالنفس، القدرة على التعامل مع الضغوط، مهارات التفاوض، وإدارة الوقت. كما يمكن تقديم دعم نفسي وإرشادي لمساعدة المشاركين في تخطي الخوف أو الشك الذاتي الذي يعيق تقدمهم.
توفير شبكات الدعم والتوجيه المهني
يشتمل البرنامج على ربط المتدربين مع مرشدين مهنيين من ذوي الخبرة ممن يقدمون النصح والتوجيه، ويعملون كمصدر دعم وأمثلة ناجحة، ما يخلق بيئة محفزة ومشجعة.
تقديم ترتيبات ومرونة في التدريب
لتناسب ظروف المشاركين، خصوصًا النساء اللواتي قد يتحملن مسؤوليات عائلية، يفضل توفير مرونة في أوقات التدريب، مثل: الدورات عبر الإنترنت أو التدريب الجزئي.
المتابعة والتقييم المستمر
يجب متابعة تقدم المشاركين وتقييم أثر التدريب على مهاراتهم وتطورهم المهني باستمرار، مع تعديل الخطط التدريبية حسب الحاجة لتعظيم التأثير.
تكامل البرنامج مع السياسات المؤسسية
لضمان استدامة التغيير، يُنصح بأن تكون البرامج جزءًا من إستراتيجية شاملة للمؤسسة لتعزيز التنوع والتمكين المهني، مع سياسات واضحة تضمن فرص متساوية في الترقي والتطوير.
بهذه الطريقة، توفر برامج التدريب للمتأثرين بالأرض اللزجة الأدوات اللازمة لتجاوز العوائق المهنية، وتحقيق تطور مستدام في مسيرتهم الوظيفية. ما يترجم إلى تحسين لفجوة التفاوت المهني بين الجنسين أو بين الفئات المختلفة في سوق العمل.



