ربما لا يخفى على أحدٍ منا أن ريادة الأعمال من أكثر المجالات التي أولت اهتمامًا كبيرًا بالمساواة بين الجنسين؛ حيث أصبحت النساء يومًا بعد يوم أكثر مشاركةً ونجاحًا في هذا المجال.
تاريخيًا تم حرمان المرأة من فرص تجارية وتعليمية واجتماعية عديدة؛ ما أدى إلى تقليل مشاركتها في مجال ريادة الأعمال. لكن في العقود الأخيرة شهدنا زيادة كبيرة للغاية في عدد النساء اللواتي يُشاركن في المجال الريادي ويُحققن نجاحًا.
وبطبيعة الحال هناك عدة أسباب تدعم فكرة أن النساء أفضل من الرجال في العالم الريادي، على سبيل المثال: بعض الدراسات الأوروبية تُشير إلى أن النساء يتمتعن بقدرة على التعاون وبناء الكثير من العلاقات القوية، وبلا شك تلك مهارات أساسية في بناء فرق عمل فعالة وتحقيق النجاح في الأعمال التجارية،
علاوة على أن النساء غالبًا ما يظهرن مهارات قيادية قوية؛ حيث يتمتعن بقدرة على التحليل واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
بالإضافة إلى ذلك هن يتميزن بمرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة في بيئة الأعمال، في الواقع تجربة النساء في التعامل مع التحديات اليومية والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية تُعزز قدرتهن على الابتكار والاستجابة السريعة والعاجلة لاحتياجات السوق.
هل النساء أفضل من الرجال في ريادة الأعمال؟
بالنظر إلى الجوانب الإيجابية للنساء في العالم الريادي يُمكن القول إن النساء غالبًا ما يتمتعن بقدرة على بناء العلاقات الاجتماعية بشكلٍ جيد، ومهارات الاتصال القوية والقدرة على فهم احتياجات العملاء وتلبيتها بشكل فعال، كما أنهن قادرات على التعامل مع الضغوط وحل المشكلات، بالطبع هذه المهارات مهمة جدًا في بيئة ريادة الأعمال.
من الجانب الثقافي والاجتماعي قد تكون للنساء مزايا إضافية في بعض الثقافات التي تعتبر النساء مرجعية قوية في المجتمع، ويصبحن قدوة للفتيات اللواتي يطمحن للعمل في المجال الريادي، وذلك يعزز التنوع ويشجع المزيد من النساء على الانخراط في هذا المجال.
اقرأ أيضًا: أفكار مشاريع تساعد المرأة في النهوض بالأعباء الأسرية
مع ذلك لا تزال هناك تحديات تُواجه النساء في العالم الريادي؛ منها: وجود تمييز جنسي وتحيز في بعض الأحيان، والتوازن بين الحياة العملية والشخصية، وصعوبة الوصول إلى التمويل والموارد؛ لذا يجب أن نعمل على إزالة هذه العقبات وتوفير بيئة تشجع المرأة على المشاركة في عالم المشاريع الناشئة.
أهمية تعزيز مشاركة النساء في ريادة الأعمال
بالطبع تؤدي المشاركة الكاملة للنساء في سوق العمل والأعمال التجارية إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز النمو الاقتصادي.
وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة النقد الدولية يُمكن لزيادة معدلات التشغيل للنساء بنسبة 1% أن تزيد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 0.2%، بالإضافة إلى ذلك تفيد رائدات الأعمال المجتمع من خلال دفع الضرائب وتوفير فرص عمل للآخرين.
ويُمكن لتعزيز مشاركة النساء في ريادة الأعمال أن يُسهم في تعزيز المساواة بين الجنسين؛ فعندما تتوفر للنساء فرص متساوية للدخول إلى عالم ريادة الأعمال وتطوير أفكارهن ومشاريعهن يتم تحقيق توازن أفضل وتقليل الفجوة بين الجنسين في هذا المجال، كما يغيّر تعزيز مشاركة النساء في ريادة الأعمال الصورة النمطية لدور المرأة في المجتمع، وتعزيز القدرة على اتخاذ القرار والقيادة لدى النساء.
علاوة على ذلك يُمكن لرائدات الأعمال أن يُقدمن رؤى ومنتجات مبتكرة؛ حيث إن التنوع في الأفكار والخلفيات يعزز الابتكار والإبداع في المجال الريادي، وعندما تشارك النساء في هذا المجال تتم إضافة وجهات نظر مختلفة ومهارات متنوعة إلى السوق.
وبالتالي يُمكن لرائدات الأعمال تلبية احتياجات السوق وتقديم حلول جديدة للمشكلات الموجودة؛ فالنساء يمتلكن خبرات ومهارات فريدة قد تُساهم في تطوير منتجات وخدمات تُلبي احتياجات المستهلكين بشكلٍ أفضل.
بشكلٍ عام لا يُمكننا القول إن النساء أفضل من الرجال في ريادة الأعمال، ولا إغفال العديد من القصص الناجحة للرجال في هذا المجال، لكن يجب أن نعترف بأن النساء يمتلكن القدرة والإمكانات للنجاح في العالم الريادي، ويجب أن نعمل على تعزيز التكافؤ وتوفير فرص متساوية لنجاح كلا الجنسين في هذا المجال.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
كيف تختار فكرة مشروعك بنجاح؟.. نصائح مُهمة
عوامل نجاح المشروع.. لحظة قبل الانطلاق
كيف تبدأ مشروعك الخاص؟.. خطوات جادة
أهم المشاريع التي يمكنها دعم رائدات الأعمال
أفكار مشاريع للمرأة.. فرص ربح واعدة