نحاول تحقيق التطلعات لكننا موجودات لفتح آفاق المستقبل
وجودنا اكسب المجلس نوع من التفاعل والحيوية
نحن لاعبات جدد ونحتاج لفترة لتعلم قوانين اللعبة
حجم التوقعات وثقلها يمثل ضغطا علي نساء المجلس
كغيرها من النساء المميزات تحاول رؤية الأحداث من خلال نظرة واسعة؛ ولهذا فإن تقييمها لمحيط الأحداث من حولها يبدو في أغلب الأحوال عميقا لكنه يتسم بالوضوح والدقة.
ساعدها على هذا التميز خلفية ثقافية ضخمة اكتسبتها في تبادل الثقافات مع الشعوب الأخرى من خلال إجادة لغات التخاطب معهم، ساندتها في ذلك خلفية علمية ممتازة فالأستاذة هدى عبد الرحمن صالح الحليسي حاصلة على ماجستير في اللغة الفرنسية وآدابها بتقدير امتياز من جامعة كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية و بكالريوس في اللغة الفرنسية والإنجليزية عام 1982م من كلية كووين ماري جامعة لندن في المملكة المتحدة.
وشغلت مناصب عدة منها وكيلة قسم اللغة الإنجليزية والترجمة بجامعة الملك سعود ورئيس قسم اللغات الأوروبية والترجمة بالجامعة ذاتها.
تجيد الأستاذة هدى التحدث بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية إضافة إلى لغتها الأم ولديها العديد من المشاركات في ندوات وفعاليات ثقافية مختلفة.
قلنا: هدى ما هو تقييمكم لتجربة وجودكم في مجلس الشورى بعد قرار تعيينكم في 11/11/2013م بمرسوم ملكي أي بعد مرور حوالي عام ونصف؟
أجابت بنبرة واضحة: أعتقد أن ما حدث من نقلة كان كبيرا جدا ربما لا يراه ولا يحسه من هو خارج المجلس، ولكن الواقع أن التغيير كان واضحا وتأثيره محسوس حتى على زملائنا في المجلس، فوجودنا أكسب المجلس نوع التفاعل والحيوية ربما يصل إلى حد التنافس لمزيد من التجويد في الأداء، فقد وجدنا أنفسنا نعمل على تشجيع الآخر لإيجاد حلول لبعض المشكلات في المجتمع والأهم من ذلك إنها تجربة رغم قصرها إلا أننا تعلمنا منها الكثير.
ثم سألنا الأستاذة هدى عن ارتفاع سقف التوقعات عند المرأة السعودية بعد دخول ممثلين من جنسها المجلس، وهل يمكن لهذا الوجود تحقيق هذا السقف أو حتى زيارته؟
أجابت الأستاذة هدى: التوقعات والطموحات كبيرة جدا وليس من السهولة تحقيق كل التوقعات والآمال؛ لأن الواقع مختلف عندما نتحدث عن هذه التوقعات من زاوية التنفيذ الفعلي، فنحن استناداً إلى فترة تواجدنا في المجلس لاعبات جدد ونحتاج إلى فترة لتعلم قوانين اللعبة وكيف تدار الأمور، وما هي خطوات تنفيذ المطالب وما إلى ذلك من معطيات؟ فليس هنالك أجندة معينة نبحث فيها وإنما نحاول في هذه المرحلة ترتيب الأجندة ثم إن وجودنا هنا شمولي ليس لمناقشة قضايا المرأة، بل لمناقشة كل القضايا الوطنية وإيجاد أنسب الحلول لها.
حجم التوقعات وثقلها يمثل ضغطاً على الثلاثين امرأة الموجودة بالمجلس ولا بد أن يفهم الجميع أنه ليس شرطاً أن تحل كل التوقعات بين ليلة وضحاها، فقد تأتى الحلول فيما بعد، وقد تكون حلولاً على المدى الطويل وربما تأتي الحلول من الدفعات القادمة، المهم أننا موجودات لفتح آفاق المستقبل.
وتضيف هدى: نحتاج من المجتمع أن يشجعنا ويدعمنا ويساعدنا على إحداث التغير المنشود وذلك بالنقد البناء.
وفيما يتعلق بأثر تجاربها السابقة على وجودها داخل المجلس كشغلها لمنصب رئيس قسم اللغات بجامعة الملك سعود أشارت هدى إلى أن تجاربها السابقة علمتها الكثير مما سيساعدها على التأقلم بسرعة في مجلس الشورى، وإنها تعلمت من الجوانب الإدارية في خبرات امتدت لما يقارب 14 عاماً، هذا التحصيل جعلها تنظر لقضايا من النظرة العامة وتعتبر أن هذا دافعا لها.
وحول وجود المرأة في لجان المجلس حسب التخصصات أكدت هدى أن للمرأة وجودا مكثفا في كل لجان مجلس الشورى وليس هنالك اشتراطات معينة تتطلب وجود المرأة باللجان المختصة فقط بقضايا المرأة.