نحتاج إلى مساعدة الجميع لتحقيق سقف التوقعات
راودني شعور غامر بالفرح المصحوب بالخوف بعد التعيين
التجربة قصيرة لكنها ثرية والتحول يحتاج إلي وقت ومعرفة
لا ننوي التوقف عند سقف معين للطموحات
تخصصها النادر منحها خصوصية استثنائية إذ إن مجالها يعتبر شاقا ومرهقا ويحتاج إلى نوعية من التميز والذكاء فالدكتورة فردوس بنت سعود بن محمد الصالح حاصلة على درجة الدكتوراه في الفيزياء النووية، جامعة الأميرة نورة، ودرجة الماجستير تخصص دراسات فيزياء نوويه (دراسات تفاعل الهدرونات مع الثانوية الثقيلة والخفيفة) في كلية التربية للبنات في الرياض أما البكالوريوس فقد نالته في تخصص الفيزياء والرياضيات في كلية التربية.
تقلدت العديد من الوظائف المرموقة منها وكيلة جامعة الأميرة نورة للدراسات العليا والبحث العلمي وأستاذ قسم الفيزياء بالجامعة نفسها، ورئيس قسم الفيزياء بكلية التربية للبنات بالرياض.
وخلال مسيرتها شاركت في ندوات ومحاضرات محلية ودولية، أبرزها ترؤسها وفد جامعة الأميرة نورة لحفل تخريج الدفعة الرابعة للخريجين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، كما شاركت في مؤتمر الشبكة العربية للمرأة والعلوم والتكنولوجيا بجامعة الخليج في البحرين ومؤتمر الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص في البحث والتطور، ولديها عضوية في أكثر من عشرين لجنة ومؤسسة، أما مؤلفاتها وأبحاثها فقد تجاوزت الثلاثين بحثا ،كما يظهر تواصلها العلمي في كثير من المجالات العلمية كمحكم معتمد ، وقضائها بعض الفترات في معامل خارج المملكة كمركز فورشيجستريم في يولش بألمانيا.
وفي سياق ردها على سؤالنا حول تقييمها لتجربة دخول المرأة مجلس الشورى بعدما مضى ما يقارب العام ونصف العام ركزت الدكتورة فردوس في البداية على نقل مشاعرها الداخلية، واعتبرت نفسها من المحظوظات إذ كانت إحدى المدعوات في شرفة المجلس لحضور الخطبة الملكية والتي أعلن في حينها والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن قراره بمشاركة المرأة في مجلس الشورى وتعينها كعضوه مثلها مثل أخيها الرجل في الدورة القادمة فلما علمت بنبأ اختيارها راودها شعور عامر بالفرح والرهبة ، وبعد أداء القسم أصيبت برعب كبير لم تستطع تجاوزه إلا بعد مضي الوقت، فقد أحست أن المسؤولية كبيرة ولكن ما أفادها وساعدها على تجاوز الأمر عودتها إلى خلفية أنها وغيرها تعمل وستظل تعمل من أجل الوطن مهما كان التكليف صعبا.
وفيما يخص تقييمها للتجربة قالت الصالح: التجربة بالنسبة لنا ما زالت قصيرة ومثل هذا التحول يحتاج إلى زمن ومعرفة لاكتساب كل الخبرات، ولكن رغم قصر التجربة استطعنا تكوين فريق عمل فعال ومتكامل، وصار لدينا قاعدة نسير عليها. ومن أبرز المكتسبات أننا تحولنا إلى شمولية المشاركة في القضايا التي تهم الوطن، ولم ينحصر نطاقنا في الجوانب التي تخص المرأة، وإجمالا يمكننا القول إن تجربة العام ونصف ثرية، بدأنا نتعرف من خلالها على ماهية عمل مجلس الشورى، والأهم من ذلك أن مجلس الشورى جمعنا بمختلف اتجاهاتنا الفكرية والثقافية وأتاح لنا فرصة التعرف على شخصيات نتشرف بوجودها، وقد استفدنا من هذا التواجد فائدة قصوى.
قلنا للعالمة فردوس: ارتفع سقف التوقعات عند المرأة السعودية عند دخولكن مجلس الشورى، برأيكن هل يمكن لوجود المرأة داخل المجلس تحقيق هذا السقف أو حتى زيادة ارتفاعه؟
أجابت الدكتورة فردوس قائلة: سقف التوقعات بالنسبة للرجل أو المرأة أو المجتمع عال وهذا أمر طبيعي، وسيرتفع سقف هذه التوقعات أكثر مهما قدمنا وبذلنا من جهد وحققنا أهداف، وهذا لا يعني بالضرورة أننا ننوي التوقف عند حد معين؛ لأن السقف بدأ بدخول المرأة مجلس الشورى وسيكون لنا نظرة بعيدة لاحتياجات المرأة والأسرة والمجتمع ككل، ونحن نجتهد الآن ونقوم برفع ما نستطيع رفعه من توصيات وأفكار إلى متخذي القرار، فالقطاعات كثيرة وبإذن الله ثم بمساعدة الجميع ومشاركتهم لنا بالرأي والمشورة سنحقق ما نصبو إليه.
ثم سألناها عن تخصصها العلمي النادر الذي يحتاج إليه المجتمع، وهل تعتقد أن وجودها في مجلس الشورى سيؤثر على الجانب الأكاديمي؟
أجابت وبسرعة وكأنها تختزن الإجابة في مخيلتها: على العكس فوجودي في مجلس الشورى أكثر فائدة؛ لأن المجلس يحتاج إلى مرئيات في مثل هذه التخصصات، ثم إن عضوية المجلس لم تبعدني إطلاقا عن المجال الأكاديمي، فأنا أعمل الآن على ثلاثة أبحاث للتحكيم شارفت على إنهائها.
وحول توفيقها بين عضوية أكثر من سبع لجان إضافة إلى عضوية مجلس الشورى واتجاهها الأكاديمي والاجتماعي الأمر الذي يجعلها في حالة حراك دائم ، أكدت الصالح في جملة مختصرة: هذا يبين قدرة المرأة على فعل شبه المستحيل.