بأكثر من ٢٠ مشروعًا عقاريًا وتنمويًا، ورحلة بدأت من المنطقة العربية، مرورًا بماليزيا، ووصولًا إلى جورجيا، أصبح رائد الأعمال هاني حبيشي؛ مؤسس مجموعة حبيشي القابضة، ومؤسس الاتحاد الجورجي العربي الأفريقي للأعمال “جابو”، من الشخصيات العربية ذات البصمة المؤثرة في عالم ريادة الأعمال، خاصةً أنه يقدّم خدمات متميزة في مجالات العقارات، والسياحة، والترفيه، والخدمات الطلابية؛ لذا أجرينا معه في “رواد الأعمال” هذا الحوار..
حدثنا عن مسيرتك الناجحة؟
بدأت العمل الخاص في مصر في عام2008م؛ حيث عملنا على تأهيل العمالة لسوق العمل، بالتعاون مع شركات كبرى تقدّم الفرص لحديثي التخرج، ثم سافرت إلى السعودية؛ حيث عملت في مجال التفكير الإبداعي، ومهارات التفكير والتدريب، لمدة سنة، ثم انتقلت للعمل في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات.
ومنذ 2012م، عملنا على تطوير بعض الأفكار في هذا المجال، وطرح مبادرات ريادية، وعقد مؤتمرات عديدة برعاية الملك عبدالله -رحمه الله- وكذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين؛ الملك سلمان؛ إذ عملت خلال هذه الفترة في الغرف التجارية بكل المناطق السعودية، كما كنا نقدم للشركات استشارات للعمل المجتمعي والمسؤولية الاجتماعية.
وبعد 3 سنوات في العمل بهذا المجال، طوّرنا فكرة “الريادي المجتمعي”؛ وكانت المرة الأولى التي تحدث في المملكة أو المنطقة العربية بشكل عام؛ إذ يجب على رائد الأعمال عند بداية إطلاق مشروعه أن يفكر في المجتمع، مثلما يفكّر في الأرباح.
وعلى الرغم من كون الفكرة جديدة في وقتها، إلا أنها وجدت استحسانًا؛ لتميزها؛ إذ نالت دعم كثير من الجهات المانحة والداعمة، فمن خلالها طرحنا العديد من المشروعات، سواء تلك التي تراعي البُعد البيئي، أو المشروعات الخيرية، أو مشاريع الأسر المنتجة، أو تلك التي تساعد على الحدّ من البطالة، وكان المعيار لدينا أن يكون للمشروع عائد إيجابي وتنموي على المجتمع.
ثم انتقلنا بالفكرة إلى قطر؛ حيث نظّمنا مؤتمرًا ضخمًا للاستثمار وريادة الأعمال، ثم انتقلنا إلى ماليزيا، ونظمنا مؤتمر Muslim World Peace، الذي ضمّ ممثلين من ٨ حكومات، و١٢ قطاع استثمار، بحجم استثمارات 3 مليارات دولار.
وكيف لعب المؤتمر دورًا في الانتشار العالمي؟
فتح لنا هذا المؤتمر، أبوابًا كثيرة في البلدان العربية؛ حيث بدأنا في التعاون مع رجال الأعمال والمستثمرين، وكانت لنا جولة في السودان مع جامعة أم درمان؛ حيث درّبنا أطقم عمل الجامعة على إدارة المشاريع التنموية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى جورجيا لتكون البوابة إلى أوروبا.
المركز المالي
كيف نجحت في الحفاظ على قوة مركزكم المالي؟ وكيف نوّعت من استثماراتكم؟
استطعنا خلال تلك الفترة، المحافظة على قوة ومتانة مركزنا المالي؛ من خلال التنوع في استثماراتنا محليًا وإقليميًا؛ ما ساهم في النمو المتواصل في الأداء المالي للمجموعة ونشاطها التشغيلي. وحاليًا، تشمل مشاريع المجموعة واستثماراتها العقارية: الاستثمار في المناطق الواعدة، وتطوير الأبراج الإدارية والتجارية، والوحدات السكنية، والاستثمار في قطاعات الفندقة والترفيه.
ويمثل “لؤلؤة باتومي” أحدث مشروعاتنا العقارية باستثمارات تبلغ 63 مليون دولار، يتميّز بإطلالته المباشرة على البحر الأسود، ويتفرد بموقع استراتيجي ضمن النطاق الحيوي من شاطئ البحر الأسود.
العملات الرقمية
ما الذي لفت انتباهك في العملات الرقمية؟
نعمل حاليًا على تدشين عملة “فوتيرا” الرقمية مع الدكتور حاتم زغلول؛ مخترع تقنية “الواي فاي”؛ وذلك بهدف تأسيس شركات اتصالات للمناطق الفقيرة والمحرومة من الاتصالات والإنترنت في إفريقيا؛ حتى تنفتح على العالم.
من هو رائد الأعمال المجتمعي الناجح؟
رائد الأعمال المجتمعي الناجح، هو من يهتم بالمسؤولية الاجتماعية التي تضيف قيمة حقيقية لمشاريع رواد الأعمال، وهي ما تجعل رائد الأعمال يشعر بقيمة ما يقدّمه من منتجات أو خدمات.
التفكير الإبداعي
ما أهمية التفكير الإبداعي لرائد الأعمال؟
عندما نعمل مع رواد أعمال، نقدّم نماذج عقلية مختلفة، كما ندرس الشريحة، ومصادر الدخل، والشركاء، كما نؤكد على رائد الأعمال ضرورة وجود أمرين ضروريين عند تأسيس فكرته؛ وهما: حل مشكلة ما، أو إضافة شيء جديد للمجتمع؛ فإن كان مبدعًا فهذا يعني وجود سيل من الأفكار المبتكرة لديه، وإلا كان مقلدًا؛ وبالتالي لا مكان له في السوق في ظل العولمة؛ كون تناقل الأفكار بات سريعًا للغاية. ومن الممكن أيضًا أن يقدم الفكرة ذاتها، ولكن بأسلوب جديد وشكل فريد.
من الاستثمار العقاري إلى السياحة إلى الخدمات الطلابية، كيف لفتت هذه القطاعات المختلفة انتباهك؟
القطاعات مختلفة، لكنها تخدم بعضها البعض، فالعميل عندما يصل إلى جورجيا يحتاج إلى شركة سياحية؛ لذا قدّمنا للعملاء وسائل الرفاهية والراحة؛ لنشعره بالأمان والاستقرار، كما نقدّم له الاستثمار في العقارات، والخدمات الطلابية إن كان لديه أبناء؛ وهو جانب من إيماننا بالمسؤولية الاجتماعية، والتزامنا تجاه عملائنا بتقديم خدمات متكاملة تغطي كافة احتياجاته.
استدامة العملاء
كيف تحافظ على استدامة العملاء؟
نُبل الهدف هو أهم شيء؛ فلابدَّ من تقديم خدمة حقيقية للعميل؛ إذ أفكر في كيفية نظرته للمنتج بعد استلامه، وما انطباعه؛ لذا ينبغي أن يكون المنتج مميزًا. كذلك، أفكر في العلاقة المستدامة مع العميل، وخدمة ما بعد البيع، وتذليل الصعاب التي تواجهه؛ فالعميل لابدَّ أن يشعر أنه في بيت العائلة.
ما الاختلاف الذي لاحظته في بيئة ريادة الأعمال بين المنطقة العربية وجورجيا؟
يمكننا القول إن المملكة العربية السعودية لها السبق في ريادة الأعمال، خاصةً وقد شهدت الفترة الأخيرة برؤية سمو الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد، أزهى الفترات؛ من حيث الاهتمام بدعم الشباب؛ ما جعل المملكة بيئة جاذبة لريادة الأعمال، أما بالنسبة للغرب، فقد اهتموا بالانفتاح؛ وهي ما حثنا عليه ديننا الإسلامي، علاوة على حثه على اهتمام الإنسان بأخيه الإنسان.
ماذا عن طموحك؟
أطمح لأن نكون شركة عالمية، تمتلك نموذجًا في القيم، والاستثمار، والأخلاق، يُحتذى به في كل العالم.
اقرأ أيضًا:
ضيف الله بن شرف الزهراني: «القهوة السعودية» تفتح أسواقًا جديدة للانطلاق نحو العالمية
د. حنين السبيعي: طموح دارينت أن تكون الدليل الملائم للرحالة والمسافرين
حامد الشريف مؤسس “تيبرو”: جائحة كورونا أحدثت ثورة في مجال التجارة الإلكترونية
حصة الصفار: “سعف” تُركز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة
المهندس محمد عبد العالي العجمي: المملكة تشهد إنجازات حضارية وتنموية في جميع المجالات