من المهم طرح هذا السؤال: كيف تكون ريادة الأعمال أسلوبًا لحياتك؟ خاصة أن المكسب في هذا المجال ليس ماليًا فحسب، بل إن أغلب رواد الأعمال متوجهون صوب إحداث الفرق وصناعة التأثير أكثر من كونهم هادفين إلى جني الربح.
ومما يجعل التفكير في كيفية جعل ريادة الأعمال أسلوب حياة ضرورويًا هو أن بعض رواد الأعمال يفشلون في تحقيق الربح من مشروعاتهم، إذًا، لماذا لا نفكر في الاستفادة الحياتية من هذه التجربة؟
من هنا تنبع أهمية سؤالنا الراهن: كيف تكون ريادة الأعمال أسلوبًا لحياتك؟ وسنحاول فيما يلي طرح بعض الخطوات التي تساعد في صناعة هذا التحول.
اقرأ أيضًا: 4 نماذج عالمية على نجاح ريادة الأعمال
إعادة التفكير في ريادة الأعمال
للرد على سؤال: كيف تكون ريادة الأعمال أسلوبًا لحياتك؟، أول ما يجب علينا فعله إذا كنا نفكر في جعل ريادة الأعمال نمطًا لحياتنا، أن نعيد التفكير في الريادة ذاتها، وأن نفهم جوهرها على النحو الصحيح. فهي، وفقًا للفهم الذي يجب أن نتبناه، روح المثابرة، وتحمل المسؤولية تجاه المجتمع، كما أنها سعي إلى الحلول الجذرية، التي من شأنها إحداث تغيير حاسم.
تُشجع ريادة الأعمال على التفاؤل والتفكير الإيجابي _لا يمكن أن رائد الأعمال متشائمًا أصلًا _، كما أنها تعلمنا كيفية اقتناص الفرص، والتغلب على الصعوبات. ويتعلم رائد الأعمال، كذلك، حُسن إدارة الموارد لتتناسب مع أهدافه ورؤيته.
وغاية ذلك كله أن العيش بروح ريادة الأعمال يتعلق بإحداث تأثير، ليس على الصعيد الشخصي فحسب، وإنما على الصعيد الكلي؛ فرواد الأعمال لا ينظرون نظرة ضيقة إلى الأمور، وإنما هم موجهون نحو الشأن الإنساني بشكل عام.
اقرأ أيضًا: المعرفة قبل ريادة الأعمال
شراكات الأعمال والعلاقات الاجتماعية
كثير من رواد الأعمال يبدأون مشروعاتهم بالتعاون مع غيرهم، هذه الشراكة في المشروع، بالإضافة إلى كل العلاقات التي يضطر رائد الأعمال إلى خوضها، أشبه ما يكون بالزواج، فشريكك في المشروع سيكون معك في الربح والخسارة، وسيكون إلى جانبك طوال الوقت.
تعلمك هذه الشراكة التجارية جدوى وأهمية الصداقة، كما أن أغلب شركاء الأعمال يتحولون إلى أصدقاء مقربين. إذًا يمكن أن تكون ريادة الأعمال أسلوبًا لحياتك حين تمتلك نظرة أخرى إلى علاقاتك التجارية.
الجداول الخاصة
يعمل رواد الأعمال في ساعات مختلفة، وليس لديهم تقريبًا أوقات عمل محددة، إنهم يعملون في أوقات متقطعة، وغالبًا ما ينفقون الكثير من الساعات في العمل. لكن لا يجب أن تفكر في الأمر من هذه الزاوية، وإنما ثمة جانب آخر يمكن النظر منه إلى هذه المسألة؛ وهو أن رائد الأعمال يملك وقته، ناهيك عن أنه قادر على صنع جداوله الخاصة، دون الارتباط بساعات محددة من العمل، أو أيام إجازات محددة.
اقرأ أيضًا: أهمية ريادة الأعمال.. ميزة استشراف المستقبل
المرونة
يفكر رائد الأعمال في إحداث تغيير كبير لكنه _في الوقت نفسه_ ليس متصلبًا، وإنما يعمل على تكييف أهدافه، بل مشروعه برمته وفقًا للوقائع المتاحة. ريادة الأعمال مرونة أكثر منها أي شيء آخر. وإذا كنت، كرائد أعمال، مرنًا في عملك فيجب أن تكون كذلك في حياتك الشخصية.
الكثير من المشكلات _المهنية والشخصية_ يمكن أن تُحل بهذه المرونة، وحتى إن لم تكن رائد أعمال يمكنك أن تتعاطى مع الحياة كما يتعامل معها رواد الأعمال، فهذا النمط من التفكير ليس حكرًا على أحد.
اقرأ أيضًا:
أساسيات ريادة الأعمال.. الخطوط العامة لطريق النجاح
تطور ريادة الأعمال خلال الـ 5 أعوام الأخيرة
التحول الرقمي وريادة الأعمال.. التأثير والتأثر