عبير صالح الحسن
تعد مبادرة مستقبل الاستثمار، وتعرف أيضُا بشكل غير رسمي باسم “دافوس في الصحراء”، فعاليات اقتصادية على مستوى عالمي تُنظم في العاصمة السعودية الرياض، وتحت إدارة صندوق الاستثمارات العامة الذي تَمرَّس في النجاحات والشراكات حتى أصبحت لديه خلال الخمسة أعوام الخمسة قصة نجاح إيجابية، دفعت الكثيرين للعمل معه ومشاركته هذه الاستثمارات.
انطلقت أول نسخة في 2017 والثانية عام 2018، ثم تحولت المبادرة في عام 2019 -بأمر ملكي- إلى مؤسسة أهلية تعرف باسم «مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار» غير هادفة للربح ولها الأهلية الكاملة، ويكون مقرها الرئيسي في العاصمة الرياض. وتُفتتح لها فروع داخل المملكة وخارجها.
والهدف منها المساعدة في جذب رؤوس أموال أجنبية بمليارات الدولارات في إطار إصلاحات هدفها إنهاء اعتماد السعودية على صادرات النفط وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، واستغلال الفرص الاستثمارية لدفع عجلة النمو الاقتصادي.
ويأتي توجه مبادرة مستقبل الاستثمار هذا العام 2022 إلى مجموعة من المستثمرين والمبتكرين والقادة الذين يساهمون في إثراء مجتمعاتهم وتشكيل الاقتصاد الجديد وفق رؤى مستقبلية في الاستثمار؛ لصياغة الحلول في ظل التحديات العالمية.
انطلقت فعاليات النسخة السادسة من المبادرة في الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر 2022، في الرياض تحت شعار «الاستثمار في الإنسانية: تمكين نظام عالمي جديد” داخل مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات. بمشاركة فعلية وافتراضية لنخبة من المتحدثين في الرياض ونيويورك وباريس وبكين ومومباي عبر تقنية البث المباشر، إضافة إلى عقد عدد من الجلسات الحوارية وورش العمل المتنوعة.
وشهدت فعاليات المؤتمر 47 جلسة ومحورًا وورشة عمل وثلاثة قمم داخل المنتدى، شارك فيها 49 جهة؛ منها 12 جهة ضمن الشركات العالمية الرائدة في مجال الخدمات الاستشارية، و21 جهة تكنولوجية عالمية بالإضافة إلى 16 شريكًا استراتيجيًا.
وشهدت جلسات اليوم الأول، تحت شعار “صراع الأجيال”، مناقشة عدد من الموضوعات والتي ركزت على إيجاد حلول مستدامة لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان العالم. كما تم الحديث عن التحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد. فضلًا عن الفرص التي تنشأ عنه، مثل: إنشاء نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم.
وقد حفلت هذه المبادرة بالكثير من النجاحات على الصعيدين الداخلي والخارجي، والتي عكست قوة الاستثمار الحقيقي والفرص الواعدة التي استعرضها الرؤساء التنفيذيون وقادة القطاع المالي والبورصات والاستثمار؛ منها توقيع 26 اتفاقية تزيد قيمتها الإجمالية على 20 مليار دولار، ونجاح تداول 1.4 مليون طن من الكربون في المزاد الأكبر من نوعه على مستوى العالم، وإطلاق برنامج العضوية الحصري الجديد الذي يمنح للمستثمرين العالميين وصُناع التغيير، وإطلاق جائزة Algoritmi بدعم من ناشر الأبحاث العالمي Springer Nature؛ بهدف إنشاء جائزة العلوم والتكنولوجيا السنوية للاحتفال بالذكاء الاصطناعي (AI) وأبحاث الروبوتات التي لديها القدرة على إنتاج حلول واقعية لمواجهة التحديات العالمية، مثل: الأمن الغذائي والمائي، والرعاية الصحية، والطاقة وتغيُّر المناخ، وسيحصل الفائزون فيها على تمويل لتطوير التكنولوجيا الخاصة بها وتوسيع نطاقها.
لقد بدأت هذه المبادرة كفعاليات اقتصادية وها هي الآن تساهم في تشكيل المستقبل ورسم سياساته الاستثمارية على الساحة العالمية، بمشاركة مميزة من الشخصيات والشركاء الاقتصاديين، الذين يحمل بعضهم جوائز نوبل. وكان المؤتمر الأول من نوعه على مستوى العالم، الذي سعت فيه المملكة لمعرفة الأولويات الاقتصادية والتعامل معها، والمضي قدمًا لبناء السياسات الاقتصادية الاستثمارية من جديد منطلقة برؤية 2030 الواعدة.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
سمو أمير منطقة الباحة يناقش إمكانية تنفيذ مجموعة من المشاريع الاستثمارية
الرياض تستضيف فعاليات مؤتمر “سيملس السعودية” للمدفوعات
سمو محافظ الأحساء يرعى مُلتقى “التحول الرقمي في القطاع الصحي”
“هدف” يدعم تنفيذ برنامج تدريبي لتأهيل الكوادر الوطنية في صناعة هياكل الطائرات
ميجا تطلق القمة العالمية للتسويق نوفمبر القادم