انطلقت مؤحرًا فعاليات النسخة الثانية من قمة الشرق الأوسط الأخضر في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، وسط مشاركة واسعة من كبار القادة في العالم، بما في ذلك رؤساء الدول والحكومات من مجلس التعاون الخليجي، ومنطقة الشرق الأوسط، ودول المشرق العربي، وإفريقيا، والشركاء الدوليون.
وانطلقت قمة الشرق الأوسط الأخضر برئاسة مشتركة بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ رئيس جمهورية مصر العربية.
تجمع قمة الشرق الأوسط الأخضر قادة العالم في شرم الشيخ هذا العام، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر كوب 27؛ لحشد الاهتمام العالمي تجاه الحلول المناخية التي تحتاجها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودفع الحلول الشاملة لتعزيز رحلة الانتقال الأخضر.
اقرأ أيضًا: البعد الاقتصادي للمسؤولية الاجتماعية.. آفاق أرحب
أهداف قمة الشرق الأوسط الأخضر
وقال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ خلال افتتاح قمة الشرق الأوسط الأخضر، إنّ تحقيق الأهداف المرجوة من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الطموحة يتطلب استمرار التعاون الإقليمي، والإسهامات الفاعلة من قبل الدول الأعضاء؛ للإسهام في الوصول إلى الأهداف المناخية العالمية، وتنفيذ التزاماتها بوتيرة أسرع في إطار الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وأضاف سموه: وبتضافر الجهود الإقليمية تسعى المبادرة إلى دعم الجهود، والتعاون في المنطقة لخفض الانبعاثات وإزالتها بأكثر من 670 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي الكمية التي تمثل الإسهامات الوطنية المحددة من جميع دول المنطقة، كما تمثل 10% من الإسهامات العالمية عند الإعلان عن المبادرة.
وتابع سمو ولي العهد: بالإضافة إلى زراعة 50 مليار شجرة وزيادة المساحة المغطاة بالأشجار إلى 12 ضعفًا، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، مخفضة بذلك 2.5% من معدلات الانبعاثات العالمية.
وتحقيقًا لمستهدفات خفض الانبعاثات أطلقت المملكة مبادرة “السعودية الخضراء” لخفض الانبعاثات بأكثر من 278 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030م.
الحياد الصفري
وأعلن سمو ولي العهد، خلال كلمته الافتتاحية في قمة الشرق الأوسط الأخضر، عن استهداف صندوق الاستثمارات العامة للوصول إلى الحياد الصفري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050م؛ من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون ليكون من أوائل صناديق الثروة السيادية عالميًا، والأول في منطقة الشرق الأوسط، في استهداف الوصول للحياد الصفري بحلول عام 2050م، بما يعزز دور الصندوق كلاعب رئيسي في دعم الجهود العالمية بمواجهة تحديات المناخ.
وأردف قائلًا: وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار الخطط التنموية للدول الأعضاء، وقدرتها على الانتقال المسؤول إلى أنظمة طاقة أكثر استدامة، وتشجيع الاستثمار فيها بالتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية.
الاستدامة وحماية المستقبل
وتنبع أهمية قمة الشرق الأوسط الأخضر من المخاطر المحدقة بالكوكب في الوقت الراهن؛ حيث تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حاجة ملحة لوقف تداعيات تغير المناخ؛ إذ باتت مظاهر التصحر والعواصف الرملية، وشحّ الموارد المائية العذبة، والارتفاع المستمر في درجات الحرارة، والظواهر المناخية المتطرفة، تؤثر سلبًا في الظروف المعيشية والفرص المتاحة لسكان المنطقة.
لذلك هناك حاجة ماسة إلى نهج شامل يراعي خصوصيات المنطقة ويجمع كل فئات المجتمع. وتفخر المملكة العربية السعودية بدورها المحوري في قيادة جهود التعاون الدولي الرامية لبناء مستقبل أكثر استدامة للعالم أجمع.
مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
يُشار إلى أن بادرة الشرق الأوسط الأخضر هي مسعى إقليمي تقوده المملكة العربية السعودية للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ في المنطقة، والعمل المشترك لتحقيق أهداف العمل المناخي العالمي. ومن خلال توسيع التعاون الإقليمي وإنشاء بنية تحتية كفيلة بخفض الانبعاثات وحماية البيئة يمكن لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر أن تحقق نجاحًا كبيرًا في المعركة العالمية ضد تغير المناخ.
باعتماد مبدأ “كوكب الأرض أولًا” تتيح مبادرة الشرق الأوسط الأخضر إحداث أثر إيجابي يتجاوز مجال البيئة، ويساهم في توفر فرص اقتصادية ضخمة. كما ستؤدي التنمية المستدامة الناجمة عنها إلى دفع عجلة التنويع الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتحفيز استثمارات القطاع الخاص في عموم المنطقة؛ ما يعود بالنفع على الأجيال المقبلة ويفتح الآفاق أمام المستقبل الأخضر.
اقرأ أيضًا:
برنامج حساب المواطن.. نجاحات ومسؤولية اجتماعية
المنصة الوطنية للعمل التطوعي.. الأهداف والاستراتيجيات
المسؤولية الاجتماعية ودعم الموظفين.. ما العلاقة؟
برنامج سند.. العطاء وأثره في المجتمع
ما يجب أن يعرفه رائد الأعمال عن المسؤولية المجتمعية.. مزايا مهمة