لا شيء أهم في عصر كهذا من تنظيم الوقت أثناء الأزمات؛ لأنه إن كان من عادة الحياة مفاجأتنا دومًا، ووضعنا أمام خيارات واحتمالات لم نضعها في الحسبان من قبل، فإن هذا العصر يضعنا في اليوم الواحد ألف مرة أمام أمور لم تخطر لنا قط على بال.
الأحداث غير المتوقعة كثيرة جدًا وإن تفاوتت في حدتها من حيث التأثير؛ فموت أحد المقربين ليس كتسريحك من العمل مثلًا، هذان أمران غير متوقعين، ومع ذلك تتفاوت حدة تأثيرهما في مجريات حياتك.
لكن المؤكد أن تلك الأمور غير المتوقعة تؤثر في إيقاع حياتك، وتجعلك تخبط خبط عشواء، لكن يمكنك من خلال معرفة كيفية تنظيم الوقت أثناء الأزمات أن تنجو أو على الأقل تخرج بأقل الخسائر.
اقرأ أيضًا: إدارة وقت الأعمال.. كيف تحافظ على صحتك العقلية؟
كسر الروتين
هناك مسألة أخلق بنا أن نشدد عليها، في معرض حديثنا عن تنظيم الوقت أثناء الأزمات، وهي أن مناداتها بتنظيم الوقت لا تعني _كما قد يُفهم ضمنًا_ أن جدولك وروتينك يجب أن يظلا ثابتين، وأنك مجبر على اتباعهما حتى في أحلك الظروف، وأغرب الاحتمالات.
مؤكد أن هذا ليس القصد، بل إننا نذهب في الاتجاه المخالف والذي يرى أن هناك بعض الظروف والمجريات التي يكون كسر الروتين فيها واجبًا.
لا نبغي التوسع في تلك المسألة الآن فهي مثار جدل وخلاف كبيرين، لكن ما يعنينا هنا أن تدرك أن تنظيم الوقت أثتاء الأزمات يعني أنك قادر على التأقلم والتكيف، والاستمرار في متابعة الهدف حتى وإن اختلفت الطرق الموصلة إليه.
اقرأ أيضًا: الروتين الصباحي وعادات الناجحين
تنظيم الوقت أثناء الأزمات
والسؤال الأولى بالطرح هنا هو: ما السبيل إلى تنظيم الوقت أثناء الأزمات؟ وهو ذاك السؤال الذي يحاول «رواد الأعمال» تقديم إجابة عنه على النحو التالي..
-
تكييف الجداول
عندما تحدث أزمة أو يقع أمر طارئ فإن الخطوة الأولى الواجب علينا النهوض بها هي الاستعداد للتكيف مع الظروف الطارئة تلك، وأن نُغيّر جداولنا تبعًا لذلك.
مثلًا بعض الناس قد رتّب نفسه للعمل في الأوقات التي تناسبه طالما كان ذلك مسموحًا، وأغلب الناس يكون أكثر إنتاجية في فترة الصباح، فوفقًا لاستطلاع Fast Company /SurveyMonkey “يقول غالبية الناس (61%) إنهم يشعرون بأنهم أكثر إنتاجية في الصباح، بينما يقول 22% إنهم أكثر إنتاجية في فترة ما بعد الظهر، و10% في المساء و(7% فقط) في وقت متأخر من الليل.
لكن هب أن ظرفًا طارئًا ما قد حدث ومنعك من العمل في الوقت الذي ترى نفسك فيه أكثر إنتاجية ما العمل إذًا؟ أن تتأقلم، ذاك هو السر الأول من أسرار تنظيم الوقت أثناء الأزمات.
اقرأ أيضًا: تنظيم الوقت للمدير الجديد.. الشعور بالرضا والإنجاز
-
التخطيط قصير الأجل
الآن حدثت أزمة ما فالواجب هنا أن تتعامل معها بنفس منطقها، فطالما هي فعل مؤقت لا بد أن يكون تخطيطك للتعامل معها مؤقت هو الآخر.
يعني هذا أن تنظيم الوقت أثناء الأزمات يستلزم أن تُقصّر من أمد خططك، وأن تتعامل مع كل يوم على حدة حتى تمر هذه الأزمة بسلام.
ومن شأن الأزمات أنها كلما تفاقمت صار من العسير التنبؤ بتبعاتها وما يمكن أن تصل إليه؛ لذلك فإن حكمة التفكير ومهارة التنظيم تقتضيان أن تتعامل مع كل يوم على أنه بنية مستقلة بذاتها، لا علاقة له بما فات ولا بما هو آت.
اقرأ أيضًا: تنظيم الوقت وفترات الراحة من العمل.. كيف يكون؟
-
إعادة ترتيب الأولويات
ترتيب الأولويات مهمة أساسية ولا تقتصر على تنظيم الوقت أثناء الأزمات، لكنها هنا أوجب وأكثر تأكيدًا، فإذا كنت تتعامل مع يومك على أنه مستقل بذاته ومن العسير ربطه بالماضي والقياس عليه، ولا التنبؤ بما قد يقع في المستقبل القريب، فإن المحتم أن تختار ما تفعله أولًا.
وهنا ستكون مجبرًا على ترتيب أولوياتك من جديد؛ فالجدول القديم والأولويات القديمة كل ذلك تغير وأمسى من الماضي ولا علاقة للأحداث به، ذلك أيضًا من الاستعدادت النفسية اللازمة للنجاح في تنظيم الوقت أثناء الأزمات.
وعلى هذا أنت مطالب، كأحد مقتضيات تنظيم الوقت أثناء الأزمات، أن تعيد هندسة أولوياتك من جديد، وأن تفكر فيما ينبغي عليك النهوض به أولًا، وتلك مسألة عسيرة، وعلى الرغم من ذلك يتوجب عليك القيام بها بأسرع وقت ممكن؛ كي لا تتفاقم الأمور وتخرج عن نطاق السيطرة.
اقرأ أيضًا:
حُمّى الـ Deadline.. نصائح لإدارة وقتك وإتمام المهام
تنظيم البريد الإلكتروني.. نصائح عملية
تنظيم وقت رواد الأعمال.. الانضباط سر النجاح