تعتبر الموازنة بين الأمان والمخاطر أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها المستثمرون في عالم الاستثمار. ففي حين أن الاستثمارات ذات المخاطر العالية قد توفر عوائد كبيرة إلا أنها تحمل أيضًا خطر فقدان جزء كبير أو حتى كل رأس المال المستثمر. من ناحية أخرى تعد الاستثمارات ذات المخاطرة المنخفضة أكثر أمانًا، لكنها قد لا توفر عوائد كافية لتحقيق الأهداف المالية المرجوة.
أهمية الموازنة بين الأمان والمخاطر
نناقش في «رواد الأعمال» أهمية الموازنة بين الأمان والمخاطر في الاستثمارات وبعض الاستراتيجيات المفيدة لتحقيق هذا التوازن، وذلك كالتالي:
-
تحقيق الأهداف المالية
تحقيق الأهداف المالية هو الهدف الأساسي لأي مستثمر. ولكن من الضروري أن يكون هناك توازن ملائم بين الأمان والمخاطر لضمان تحقيق هذه الأهداف. إذا اتخذ المستثمر مخاطرة عالية واستثمر في أصول ذات مخاطرة عالية فقد تكون هناك إمكانية تحقيق عوائد كبيرة ولكنه أيضًا قد يكون عرضة للخسارة.
ومن الناحية الأخرى إذا تفادى المستثمر المخاطرة تمامًا واستثمر في أصول ذات مخاطرة منخفضة فقد يؤدي ذلك إلى تحقيق عوائد محدودة وعدم تحقيق الأهداف المالية المرجوة؛ لذا يجب أن يكون هناك توازن مناسب بين الأمان والمخاطر؛ لتحقيق الأهداف المالية بطريقة فعالة.
اقرأ أيضًا: تمويل الشركات الناشئة الاجتماعية.. دعم الأثر وتحقيق الربح
-
تقليل المخاطر المالية
عندما يتم توزيع رأس المال على مجموعة متنوعة من الأصول يتم تقليل المخاطر المالية المحتملة. إذا كان لديك استثمار واحد فقط فإن الخطر الواحد قد يؤثر بشكل كبير في قيمة استثمارك. لكن عندما تكون لديك محفظة تضم أصولًا مختلفة فإن الانخفاض في قيمة أحد الأصول قد يتم تعويضه بارتفاع قيمة أصول أخرى؛ ما يحد من تأثير التقلبات الواحدة في قيمة محفظتك بشكل كبير.
وبالتالي فإن الموازنة بين الأمان والمخاطر من خلال توزيع رأس المال على أصول متنوعة تساهم في تقليل المخاطر المالية.
اقرأ أيضًا: التمويل التكنولوجي.. دعم الابتكار والنمو المستدام
استراتيجيات للموازنة بين الأمان والمخاطر
نذكر منها ما يلي:
-
التنويع
التنويع هو استراتيجية مهمة لتحقيق الموازنة بين الأمان والمخاطر. يتضمن التنويع توزيع رأس المال على مجموعة متنوعة من الأصول مثل: الأسهم، والسندات، والسلع، والعقارات، وبالتالي يمكن تقليل المخاطر المتعلقة بتقلبات سوق واحدة وزيادة فرص تحقيق عوائد متوازنة من مختلف الأصول.
-
فهم المخاطر
من المهم أن يفهم المستثمر المخاطر المرتبطة بكل نوع من الأصول قبل الاستثمار فيها. يجب دراسة وتقييم المخاطر المحتملة وفهم كيفية التعامل معها. هذا يعني ضرورة مقارنة العائد المتوقع لكل استثمار مع المخاطر المرتبطة به لاتخاذ قرار استثمار مدروس.
اقرأ أيضًا: التحليل المالي للشركات.. فهم الأداء وتقييمه
-
وضع خطة استثمارية
يجب على المستثمر وضع خطة استثمارية محكمة تحدد الأهداف المالية والفترة الزمنية ومستوى المخاطرة المقبول. يساعد وضع خطة استثمارية واضحة في توجيه القرارات وتحقيق التوازن المطلوب بين الأمان والمخاطر.
-
متابعة وإعادة التوازن
من المهم متابعة أداء الاستثمارات وإعادة التوازن عند الحاجة. ينبغي تقييم أداء الأصول المختلفة بانتظام وضمن السياق الحالي للسوق. قد يتطلب ذلك إعادة توزيع رأس المال بين الأصول للحفاظ على الموازنة المناسبة بين الأمان والمخاطر.
اقرأ أيضًا:
طرق التمويل الممكنة لبدء مشروع جديد
6 أخطاء مالية يقع فيها رواد الأعمال
أدوات التمويل الجديدة وتأثيرها على المشروعات الناشئة
التمويل الأسري.. استراتيجيات لتحقيق التوازن بين الإيرادات والنفقات
إدارة التدفق النقدي والتعامل مع مشكلاته