انطلقت صباح يوم الاثنين الموافق 5 أكتوبر جلسات الدورة الثامنة لمؤتمر “فيرتشوبورت” لحلول أمن المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنعقد افتراضيًا، تحت عنوان “التطور من المقاومة السيبرانية إلى المرونة السيبرانية في عصر المدن الذكية والاقتصاد الرقمي وإنترنت الأشياء”، برعاية الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز (الراعي الوطني)، وتستمر فعالياته من 5 إلى 6 أكتوبر الجاري، بمشاركة 7 دول عربية هي: “السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان ومصر والأردن”.
ويتسق عنوان مؤتمر الدورة الحالية “التطور من المرونة السيبرانية في عصر المدن الذكية والاقتصاد الرقمي وإنترنت الأشياء” مع تصاعد اهتمام حكومات دول المنطقة بتسيير خدماتها من خلال التحول الرقمي الكُلي، والوصول إلى مفهوم “الحكومة الرقمية”؛ وهو ما يزيد احتمالية تعرضها للتهديدات السيبرانية.
المرونة السيبرانية
أشار المهندس سمير عمر؛ المدير التنفيذي لفيرتشوبورت لحلول أمن المعلومات، إلى مشاركة عدد كبير من الخبراء الإقليميين والدوليين المعنيين بمكافحة التهديدات السيبرانية، بالإضافة إلى تنوع القطاعات المشاركة في المؤتمر الافتراضي الأول من نوعه على مستوى المنطقة.
وفي مؤتمر “التطور إلى المرونة السيبرانية في عصر المدن الذكية والاقتصاد الرقمي وإنترنت الأشياء” ناقش محمد علي الغامدي؛ مدير الأمن السيبراني بالاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة و الدرونز، موضوع اختبار الاختراق للجيل القادم، بالإضافة إلى حلقة نقاش بعنوان بعنوان “المرأة في الأمن السيبراني”، جاءت بمشاركة بسمة أحمدوش؛ مستشارة الأمن السيبراني، المؤسس المشارك لرابطة نساء الشرق الاوسط في مجال الأمن السيبراني (WiCSME)؛ حيث تم التركيز على الدور الريادي للمرأة محليًا وعالميًا في مجال الأمن السيبراني.
وخلال المنتدى الدولي للأمن السيبراني المنعقد بالرياض، والذي نظمته الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في فبراير الماضي، وجه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بتبني مبادرتین لخدمة الأمن السیبراني العالمي؛ الأولى مبادرة حمایة الأطفال في العالم السیبراني وذلك بإطلاق مشاریع لقیادة الجھود المتصلة بحمایة الأطفال في الفضاء السیبراني، أما المبادرة الثانیة فھي تمكین المرأة في الأمن السیبراني؛ بھدف دعمھا للمشاركة الفاعلة في ھذا المجال وتعزیز التطویر المھني للمرأة، وزیادة رأس المال البشري للأمن السیبراني.
وأشاد جيمس اليباند؛ خبير استراتيجي للأمن لدى شركة VMware Carbon Black، بمؤتمر تحت عنوان “التطور من المقاومة السيبرانية إلى المرونة السيبرانية في عصر المدن الذكية والاقتصاد الرقمي وإنترنت الأشياء”؛ حيث وصفه بأنه الحدث السعودي الأبرز في المجال، خاصة أن السعودية تُعتبر من أهم الأسواق الشرق الأوسطية، وتحظى بمزيد من الاهتمام، فيما ذهب طارق كزبري؛ مدير عام شركة سايبريزون Cybereason بالشرق الأوسط، إلى أن حجم “الأمن السيبراني” في السعودية سيتجاوز 425 مليون دولار في العام الجاري، مدفوعًا بالإنفاق على الاستشارات والتكامل والخدمات الأمنية المُدارة، وهو يمثل زيادة بنسبة 6.25% مقارنة بالعام الماضي.
الخصوصية الرقمية
وخلال جلسة “بناء المدن الذكية المرنة”، قدمت TREND MICRO؛ وهي جهة عالمية متخصصة في مكافحة الهجمات السيبرانية، رؤيتها المتقدمة لاستخدام المدن الذكية لتقنيات شبكات الجيل الخامس (5G) التي ستغير من مفهوم الاتصالات، ووضعت احتمالية استباقية من خلال أنموذج تعرضها للمخاطر الأمنية المتعلقة باختراق الخصوصية الرقمية للبنية التحتية المعلوماتية العامة والخاصة، وشددت على أهمية وضع الآليات الاستباقية المتبعة أثناء الاستجابة للحالات الطارئة، بالتركيز على عوامل التمكين البنائية القائمة على البرمجيات المرنة مثل: (SDN)، والشبكات المعرفة (SDA).
وذكرت CyberKnight خلال جلسة “دليل الأمان الجديد: ترويض تسونامي الأجهزة غير المُدارة وإنترنت الأشياء” أنه بحلول العام المقبل (2021) سيكون 90% من الأجهزة في الأعمال التجارية غير المُدارة وغير المحمية وغير القابلة للتحكم، مشيرة إلى أن جميع الشركات ستواجه هذه الموجة من الأنواع الجديدة من الأجهزة المتصلة ببنيتها التحتية، إلى جانب أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية، والأجهزة المحمولة التقليدية.
ونوهت Blackberry إلى أن تسارع الشركات الكبير نحو مشاريع التحول الرقمي نتج عنه زيادة في نسبة التهديدات؛ ما يتطلب منها مواجهة هذا التحدي من خلال التوازن بين إدارة وحماية قاعدة المستخدمين وتلبية احتياجاتهم بغض النظر عن مكان وجودهم ونوع الوصول الذي يحتاجون إليه عبر اتباع نهج ما يعرف بـ “الثقة الصفرية”.
وعدّت شركة VMware Carbon black أن سرقة البيانات تُعد إحدى حلقات مسلسل التهديدات الإلكترونية، وذكرت أن تحسّن وتنوّع طرق الهجمات المدمّرة واتساع تأثيرها في الشركات تسبّب في ضرر أكبر، كونها مصحوبة بالابتزاز المباشر، ووفقًا لـ Cyber Ranges فإن التدريب التقليدي لا يزال مقيدًا بتدابير احتواء الجائحة؛ لذا فإن المنظمات تبحث في حلول النطاق السيبراني؛ لتلبية متطلبات قدراتها الأمنية الحالية والمستقبلية.
اقرأ أيضًا:
هاني رجب لـ “رواد الأعمال”: الريادة الرقمية ستنعش الاقتصاد بشكل عام
المملكة تتقدّم في التنافسية الرقمية العالمية
“كورونا” يرفع التهديدات السيبرانية في المنطقة