يتطلب التفكير في شخصية رائد الأعمال متخذ قرار التخطيط الاستراتيجي، التأكد من قدرته على استيعاب فرضية تأسيس العلاقة الجدلية بين الفرد والمؤسسة والمجتمع، بروابط نفعية من المنظور الاقتصادي والاجتماعي، بعد أن وُضع التخطيط الاستراتيجي المعاصر على أساس علاقة التأثير المتبادل وغير المجزأ بين تقنية الذكاء الصناعي والبشري.
وتُعد رؤية لرائد الأعمال الشمولية للأمور من أهم الصفات التي يجب أن يتسم بها- هو وقائد فريق العمل-؛ لأنها تمنحه القدرة على اتخاذ قراره ببصيرة وحكمة؛ إذ تقتضي التغيرات السريعة في الحياة أن يكون تفكير القائد مرنًا للتجاوب مع عمليات التبديل الاختياري والاضطراري التي قد تدفع إلى إجراء تعديلات لتنفيذ أهداف المؤسسة الحالية والمستقبلية.
وطبيعي ألا يستقيم العمل وفق الخطط الموضوعة، إلا بوجود إدارة رقابة ومتابعة ذات خبرة، تتابع سير مراحل العمل وفق الخطة، وتسجيل العراقيل التي تعيق العمل أو تؤخره.
ومن حق المدير إحاطة نفسه بفريق عمل كفء وقادر على إنجاز المهام بأعلى مستوى، وفي أسرع وقت، وبأقل تكلفة، مراعاةً للقيد المالي.
لقد أصبحت النظرة الشمولية، ضرورة وظيفية للمؤسسة؛ لأنها الضامن في إعداد استراتيجيتها التي تسير جنبًا إلى جنب مع مسار التنمية الاقتصادية لتحقيق رؤية وطنية؛ فبقيامها على مبدأ التكامل يمكنها الاستفادة من بعض التسهيلات الحكومية لمتابعة نشاطها بأمان.
والاستراتيجية هي فن القيادة، والتخطيط القائم على قواعد علمية محددة، والعمل الذي يستند إلى تجربة مهنية وخبرة معرفية عبر مسار عملي طويل لتقدم قراءة واعية ودراسة موضوعية شاملة متكاملة الجوانب بنظرة متفحصة لكل العناصر.
ويعكس التفكير الاستراتيجي في حقيقته ما يتمتع به القائد من خصائص القيادي الاستباقي الذي يتجاوز بمهارته الاستكانة في حدود دائرة رد الفعل بأن يبادر بالفعل نفسه الذي ينم عن رؤية واسعة وبصيرة ثاقبة في التوقيت المناسب وبشكل مبكر.
كذلك، يعكس هذا التفكير مدى قدرة القائد على الاستفادة من مختلف الرؤى، ومستوى مهارته في التوحيد بين تلك الرؤى، وإجادة تقييم المعلومات الحيوية والاستفادة من نتائج الدروس المستفادة من منظور علمي؛ وبهذا تلعب القيادة الإدارية دورًا في إقامة بناء متكامل ومنسجم بين رسالتها ورؤيتها وأهدافها، وفي تهيئة المؤسسة للعمل في مختلف الظروف بما يتناسب مع جهود استكمال مقومات التميز في الأداء، والتفرد في النتائج.
وكثيرًا ما تدفع عدة مؤثرات خارجية- وخاصة التكنولوجية- إلى خلق ظروف طارئة في محيط أعمال المؤسسة، وخلق حدة في مناخها التنافسي وصولًا إلى عدم مواءمة طبيعة نشاط المؤسسة مع معطيات السوق؛ فتلجأ المؤسسة إلى إعادة صياغة خطتها؛ لربطها بالواقع الجديد وانسجامها مع القفزات النوعية المادية الملموسة؛ لتناسب الطاقات الإنتاجية المتاحة، وحجم المصادر المتوفرة.
اقرأ أيضًا:
فشل التخطيط الإداري.. كيف تتأهب له؟
استراتيجيات المدير الناجح.. رؤى وتصورات
القواعد الإدارية.. لماذا يجب اتّباعها؟
الصدق في مكان العمل.. كيف يمكن تعزيزه؟
النجاح رغم الإدارة السيئة.. هل تجرؤ على المحاولة؟