حذر أليكسيس أوهانيان؛ المستثمر والشريك المؤسس لموقع ريديت، من أن الإنترنت أصبح أقل إنسانية بسبب انتشار الروبوتات والمحتوى المولّد آليًا بالذكاء الاصطناعي. معتبرًا أن جزءًا من نظرية «موت الإنترنت» يحمل قدرًا من الحقيقة. وأن حقبة جديدة من وسائل التواصل الاجتماعي في طريقها للظهور نتيجة لذلك.
كذلك قال “أوهانيان” خلال حديثه إلى مقدمي بودكاست TBPN مطلع هذا الأسبوع: «أنتم جميعًا تثبتون هذه النقطة. أن جزءًا كبيرًا من الإنترنت أصبح ميتًا الآن – سواء كان مملوءًا بالروبوتات أو محتوى شبه آلي أو محتوى لينكدإن الرديء. وجود دليل على الحياة، مثل المشاهدين المباشرين والمحتوى الحي. أصبح ذا قيمة كبيرة جدًا لجذب الانتباه».
نظرية «موت الإنترنت»
كما كان سام ألتمان؛ مؤسس شركة أوبن إيه آي ورئيسها التنفيذي، قد توصل الشهر الماضي إلى استنتاج مشابه. إذ كتب على منصة إكس: «لم أكن آخذ نظرية موت الإنترنت على محمل الجد من قبل. لكن يبدو أن هناك فعلًا عددًا كبيرًا من الحسابات على تويتر تُدار بواسطة نماذج لغوية كبيرة».
ظهرت هذه النظرية لأول مرة في عام 2021 من خلال منشور كتبه مستخدم باسم «IlluminatiPirate» على منتدى Agora Road. قبل أن تتناولها مجلة ذي أتلانتيك تحت عنوان «ربما لم تلاحظ ذلك، لكن الإنترنت “مات” قبل خمس سنوات». وحتى وقت كتابة الخبر، تمت مشاهدة المنشور الأصلي أكثر من 363 ألف مرة.
كما تشير بيانات من شركات الأمن السيبراني بشكل متزايد إلى صحة هذه الرؤية. إذ أظهرت بيانات منصة Cloudflare للأمن السيبراني أن نحو ثلث حركة الإنترنت خلال الأشهر الاثني عشر الماضية جاء من الروبوتات.
فيما كشف تقرير «الروبوتات السيئة» لشركة Imperva في يوليو أن ما يقرب من 50% من حركة الإنترنت مصدرها غير بشري، بما في ذلك 20% من «الروبوتات السيئة» التي تقوم بأنشطة ضارة.
كذلك قد تتراوح أنشطة هذه الروبوتات بين إنشاء تعليقات عامة أو غير منطقية على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي. إلى توليد زيارات وهمية للصفحات وانطباعات المستخدمين وأوقات الجلسات. ما يؤدي إلى تضخيم مقاييس الأداء التي يمكن استخدامها لتقديم صورة مضللة عن قوة الشركات.
ومع تزايد المخاوف الجدية لدى قادة الأعمال والاقتصاديين بشأن فقاعة الذكاء الاصطناعي. أصبح انتشار هذه الروبوتات العشوائية مقلقًا نظرًا لقدرتها على تشويه البيانات الأساسية المستخدمة لتقييم استدامة ونمو شركات التكنولوجيا الناشئة.
أنسنة الإنترنت
كذلك بالنسبة لأوهانيان، فإن الحل للتخفيف من تأثير الروبوتات على الإنترنت ربما يكون أكثر رومانسية: يجب أن تكون التطبيقات أكثر إنسانية.
كما قال “أوهانيان”: «أعتقد أننا سنشهد جيلًا جديدًا من وسائل التواصل الاجتماعي التي ستكون إنسانية بشكل يمكن التحقق منه؛ لأن كل شيء يحدث الآن داخل مجموعات الدردشة – وهذه ليست تقنية جديدة. لا بد من وجود تكرار جديد لهذه الفكرة؛ لأنها المكان الذي نحصل منه جميعًا على أفضل معلوماتنا حاليًا».
وقد وصفت الناقدة الثقافية في صحيفة نيويورك تايمز صوفي هيجني مجموعات الدردشة بأنها «مناهضة لوسائل التواصل الاجتماعي». إذ أصبحت وسيلة شائعة وخاصة لمناقشة الظواهر الثقافية والحياة الشخصية والسياسة.
وفي أبريل، ذكر بن سميث؛ رئيس تحرير منصة سِمافور، أن مجموعات الدردشة أصبحت مؤثرة إلى درجة أنها «غيرت أمريكا».
كما أشار إلى مجموعة على تطبيق سيجنال تُدعى «تشاتام هاوس» تتمحور حول المستثمر مارك أندريسن. وقد «أشعلت تحالفًا جديدًا» بين صناعة التكنولوجيا واليمين السياسي في الولايات المتحدة، كما كشف عن مجموعات دردشة «قوية» أخرى على سيغنال وواتساب وحتى مجموعة موالية للصين على وي تشات.
كذلك أشار أوهانيان إلى أن التحول المحتمل نحو منصات تقوم على تفاعلات بشرية أكثر حميمية يأتي جزئيًا نتيجة صعود الروبوتات. وأيضًا بسبب الازدحام في مجال الذكاء الاصطناعي. ما يترك المجال حاليًا للشركات التي لا تسعى إلى منافسة عمالقة مثل أوبن إيه آي وجوجل، بل إلى ابتكار منتجات جديدة ومبهجة للمستهلكين.
كما قال أوهانيان: «أعتقد أننا سنحصل على تجارب استهلاكية مبهجة وممتعة، يقدمها مؤسسون مبدعون في بروكلين مثل فريق Doji، الذين قالوا “دعونا نجعل التسوق ممتعًا من جديد باستخدام هذه التقنية”».
كما تُعد Doji منصة قائمة على الذكاء الاصطناعي تتيح للمستخدمين تجربة أزياء مختلفة من خلال صور رمزية.
وكانت شركة رأس المال المغامر التابعة لأوهانيان Seven Seven Six قد شاركت في جولة التمويل التأسيسي للمنصة بقيمة 14 مليون دولار في وقت سابق من هذا العام.
المصدر: fortune



