تعتبر الشركات الناشئة إحدى القوى الديناميكية التي تشكّل مشهد الأعمال في العصر الحديث. وبينما يُعتبر التركيز التقليدي للشركات الناشئة هو تحقيق النجاح التجاري والربح إلا أن هناك تغييرًا متزايدًا في توجه هذه الشركات نحو تحقيق التأثير الاجتماعي. فبدلًا من النظر إلى النجاح من منظور الأرباح المالية فحسب تسعى الشركات الناشئة اليوم إلى صنع تأثير إيجابي في المجتمع وتحقيق التوازن بين الأرباح والفوائد الاجتماعية.
تترك الشركات الناشئة أثرًا اجتماعيًا قويًا في المجتمعات التي تعمل فيها. وبدلًا من التركيز فقط على تحقيق الربح هي تسعى إلى تحقيق التوازن بين الأرباح والتأثير الاجتماعي الإيجابي. من خلال تعزيز الابتكار الاجتماعي وتوفير فرص العمل، وتعزيز التنمية المجتمعية المستدامة، وتحفيز ثقافة ريادة الأعمال، تصبح الشركات الناشئة عاملًا قويًا في تحقيق التغيير الاجتماعي والاقتصادي.
التأثير الاجتماعي للشركات الناشئة
نوضح في «رواد الأعمال» بعض ملامح التأثير الاجتماعي للشركات الناشئة وكيف يمكنها تحقيق تغيير إيجابي في المجتمع، وذلك على النحو التالي:
-
تعزيز الابتكار الاجتماعي
تعد الشركات الناشئة بؤرًا للابتكار والإبداع، وقد يكون لديها تأثير كبير في المجتمع من خلال تطوير حلول مبتكرة للمشاكل الاجتماعية. يمكن للشركات الناشئة العمل على تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تقديم منتجات أو خدمات تلبي احتياجات المجتمع.
فمن خلال تطبيق التكنولوجيا والابتكار تساعد الشركات الناشئة المجتمع في مجالات مثل: التعليم، والصحة، وحقوق الإنسان، والبيئة.
اقرأ أيضًا: تأثير المسؤولية الاجتماعية في الموظفين والمجتمعات
-
تعزيز التوظيف والفرص الاقتصادية
بجانب تأثيرها في المجتمع من خلال المنتجات والخدمات التي تقدمها تسهم الشركات الناشئة في توفير فرص عمل جديدة وتعزيز التوظيف. عندما تنمو الشركات الناشئة وتتوسع فإنها تحتاج إلى توظيف المزيد من العاملين؛ ما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتخفيض معدلات البطالة في المجتمعات المحلية. كما يجذب نجاح الشركات الناشئة المستثمرين، ويعزز قدرتها على توفير فرص اقتصادية مستدامة للمجتمع.
-
تعزيز التنمية المجتمعية المستدامة
تعمل الشركات الناشئة كوسيلة لتعزيز التنمية المجتمعية المستدامة. فعندما تكون ملتزمة بالمسؤولية الاجتماعية تساهم في حل المشاكل الاجتماعية الملحة وتعزز التنمية المستدامة في المجتمعات. يمكن للشركات الناشئة دعم المشاريع الاجتماعية والبيئية، وتعزيز المساواة وتقليل الفجوات الاجتماعية، ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة؛ من خلال استخدام الابتكار والتكنولوجيا.
اقرأ أيضًا: الأثر الاجتماعي للشركات.. قوة التغيير الإيجابي
-
تحفيز ثقافة ريادة الأعمال
تعمل الشركات الناشئة كمحفز لثقافة ريادة الأعمال في المجتمع. عندما ينجح رواد الأعمال في تحقيق النجاح وتحقيق التأثير الاجتماعي يصبحون نماذج للآخرين ويلهمونهم لاستكشاف أفكارهم وتحويلها إلى واقع. تعزز الشركات الناشئة ثقافة الابتكار والمغامرة وتشجع الأفراد على تحقيق طموحاتهم وتحقيق التغيير في مجتمعاتهم.
-
التعاون والشراكات
يمكن للشركات الناشئة أن تحقق تأثيرًا اجتماعيًا أكبر من خلال التعاون والشراكات مع مؤسسات أخرى، بما في ذلك: الحكومات والمنظمات غير الربحية والجمعيات المحلية. عندما يتعاون الجميع يتم تبادل المعرفة والخبرات والموارد لتحقيق أهداف مشتركة وتعزيز التأثير الاجتماعي بشكل أكبر.
اقرأ أيضًا:
مستقبل المسؤولية الاجتماعية للشركات.. رؤى استشرافية
الاستثمارات المسؤولة بيئيًا.. دور المستثمرين في التنمية المستدامة
استثمارات البنية التحتية الخضراء.. بناء مستقبل مستدام
ازدهار العلامة التجارية للشركات في ظل المسؤولية الاجتماعية الحقيقية
تعزيز التنوع والمساواة.. أي دور للمسؤولية الاجتماعية؟