قبل أن نتحدث عن التسويق الشامل، دعونا نسأل: عندما تفكر في كلمة تسويق، ما هو أول شيء يتبادر إلى ذهنك؟ اللوحات الإعلانية؟ وسائل التواصل الاجتماعي؟ بريد إلكتروني؟ المؤثرون؟
يعد التسويق مجالًا متنوعًا للغاية وقد يكون من الصعب اختيار أفضل نهج لعملك. وفي الوقت نفسه، فإن الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا تتقدم بوتيرة سريعة؛ لذا فإن أفضل طريقة لاختيار النهج التسويقي الأكثر فعالية هي النظر إليه من منظور شمولي.
وفي هذه المقالة، سنناقش مفهوم التسويق الشامل وكيفية استخدامه لصالح عملك.
ما هو التسويق الشامل؟
مفهوم التسويق الشامل، تعبير عن جميع الأجزاء المختلفة للعمل ككيان واحد، يقوم على فرضية أن الكل أكبر من مجموع أجزائه.
على هذا النحو، هناك هدف وغرض مشترك لجميع الأنشطة المتعلقة بالأعمال التجارية. وهذا يضمن أن كل شخص في كل قسم، من المبيعات إلى العمليات إلى الموارد البشرية إلى التسويق وغيرها، يعمل على تحقيق هدف مشترك واحد.
مثال عملي
لدى شركة كوكا كولا أحد أفضل الأمثلة على مفهوم التسويق الشامل؛ إذ قاموا مؤخرًا بتحديث هويتهم العالمية بالكامل إلى “Real Magic”.
وتكمن الفكرة وراء هذه الإستراتيجية في عرض هدف العلامة التجارية المتمثل في تحديث العالم وإحداث فرق. ويقول مانويل أرويو، كبير مسؤولي التسويق العالمي لشركة كوكا كولا:
”السحر الحقيقي ليس مجرد شعار. نحن ننظر إليها باعتبارها فلسفة تتجاوز الإعلانات وتجسد كل ما هو مميز حول العلامة التجارية”.
3 مميزات لفلسفة التسويق الشاملة
هناك ثلاث سمات رئيسية لفلسفة التسويق الشاملة: “هدف مشترك، أنشطة متسقة، وأنشطة متكاملة”.
الهدف المشترك: تركز جميع أجزاء العمل على هدف واحد وهو توفير تجربة رائعة للعملاء.
الأنشطة المتوافقة: يجب أن تكون جميع الأنشطة والعمليات والاتصالات التي تحدث داخل الشركة متوافقة مع تحقيق الهدف المشترك.
الأنشطة المتكاملة: ينبغي فضلًا عن ذلك تصميم جميع الأنشطة التي تتم داخل الشركة وتكاملها بحيث تعمل في مجموعة لتوفير تجربة سلسة ومتسقة للعملاء.
أهمية التسويق الشامل
احتياجات العملاء تتغير باستمرار، كما لا يقومون بالشراء إلا بعد إجراء الكثير من البحث سواء على الإنترنت أو خارج الإنترنت عن المنتج المناسب.
وبالتالي فإن التسويق الشامل هو حاجة الساعة للتأكد من أن العميل يختار منتجك بدلًا من منافسيك، فيما يلي بعض الأسباب الإضافية التي تجعلك بحاجة إلى التسويق الشامل:
1. بناء العلامة التجارية
أحد أفضل الطرق لبناء الوعي بالعلامة التجارية هي تسليط الضوء على القيم الأساسية للعلامة التجارية عبر جميع المنصات.
وبما أن سلوكيات المستهلك تتغير دائمًا؛ فمن المحتم أن تتولى الشركة الحفاظ على الاتساق عبر قنوات متعددة لضمان أقصى سعة للعلامة التجارية.
2. التركيز
تسمح الرسائل المتسقة والواضحة للعميل بالتركيز على القيم الأساسية للشركة. وهذه القيم الأساسية تجعل الناس يربطون العلامة التجارية بقيمها وليس بمنتجاتها فقط.
3. الكفاءة
يزيد التسويق الشامل من التواصل بين الأجزاء المختلفة من العمل؛ حيث إن كل شخص لديه هدف مشترك.
علاوة على ذلك، فهو يضمن أن جميع العمليات التجارية متناغمة مع بعضها البعض لتعزيز الوعي بالعلامة التجارية.
4. الفعالية
يركز التسويق الشامل على الأهداف طويلة المدى، كما يسمح للأعمال بالازدهار والاستفادة المثلى من مواردها.
وعلى سبيل المثال، “Apple” هي شركة أخرى تستخدم التسويق الشامل بنجاح، عادةً ما يتخذ معظم الأشخاص قرار شراء جهاز iPhone أو Mac حتى قبل دخولهم إلى صالة العرض.
5. التماسك
بدلًا من وجود معلومات متضاربة في مجالات مختلفة من علامتك التجارية؛ فإن التسويق الشامل يجمع كل شيء تحت سقف واحد. وهذا يقدم قدرًا أكبر من الاتساق والتماسك لجميع عملائك.
5 مفاهيم ومكونات أساسية
يحتوي التسويق الشامل على خمسة مكونات مختلفة تجتمع معًا لتوحيد صورة العلامة التجارية للشركة.
1. تسويق العلاقات
يتمحور تسويق العلاقات حول العلاقات التي تربطك بالعملاء والموظفين والشركاء والمنافسين المحتملين والحاليين.
كما يركز هذا المكون من التسويق الشامل على إنشاء خطة عمل شاملة ذات أهداف طويلة المدى تغطي نظام الأعمال بأكمله.
ولعل الهدف الرئيسي هو التركيز على الأنشطة التسويقية التي تخلق رابطة عاطفية قوية وتعزز الولاء من أصحاب المصلحة هؤلاء، بدلاً من مجرد التفاعل معهم عند الحاجة فقط.
2. التسويق الداخلي
يرى التسويق الشامل نوعين من العملاء: داخلي وخارجي.
ففي حين أن العملاء الخارجيين هم الأولوية القصوى لأي عمل تجاري، فإن العملاء الداخليين (الموظفين) يلعبون أيضًا دورًا حيويًا في عملية التسويق.
ويعامل التسويق الداخلي الموظفين كعملاء يجب أن يقتنعوا بالقيم الأساسية للشركة بنفس القدر من القوة التي يقتنع بها عملاؤها الخارجيون. وهذا يضمن أنهم يفهمون دورهم في عملية التسويق.
-
3. التسويق المتكامل
يخلق التسويق المتكامل تجربة سلسة للمستهلك للتفاعل مع العلامة التجارية من خلال دمج قنوات الاتصال المختلفة (ترويج المبيعات، العلاقات العامة، الإعلان، التسويق المباشر، التسويق الرقمي، إلخ).
وهذا يضمن أن يكون الاتصال متزامنًا ويعرض صورة علامة تجارية قوية ومركزة.
-
4. التسويق المجتمعي
يتضمن التسويق المجتمعي أو المسؤول اجتماعيًا اهتمامًا أوسع بالمجتمع ككل، كما أنها تتبع الفلسفة القائلة بأن الأعمال التجارية جزء من المجتمع ويجب أن ترد الجميل له.
وهذا يتطلب اتباع بعض أخلاقيات العمل والتركيز على العمل الخيري والمنظمات المجتمعية. كما يشجع التسويق المجتمعي جميع أصحاب المصلحة في الأعمال التجارية على إحداث تأثير إيجابي على المجتمع.
-
5. تسويق الأداء
يركز تسويق الأداء على الأنشطة المختلفة للشركة، مثل بيع منتج أو خدمة، والمسؤوليات الأخلاقية والقانونية كشركة، والعلامة التجارية وحقوق الملكية للعملاء، وما إلى ذلك.
بقلم/ نيكيتا دوجال
المقال الأصلي (هنــــــــــــــا).