الحق أن حصر إنجازات المرأة السعودية أمر متعذر؛ إذ هي ما فتأت ترتاد مناطق ومجالات جديدة، وتسطر كل يوم إنجازًا ونصرًا جديدين، ومرد ذلك إلى أمرين: الرعاية الكبيرة التي يقدمها للنساء السعوديات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ وسمو ولي العهد، ومن ورائها كل قطاعات الدولة.
أما الأمر الآخر فهو ذاك المتعلق بقدرة المرأة السعودية على اجتياز الصعاب، وتحقيق النجاحات بعزم لا يلين وهمة لا تفتر، إن إنجازات المرأة السعودية، من زاوية مباشرة، انعكاس لتلك التحولات التي تحدث في المملكة على شتى الصُعد والمجالات.
وقد سنت المملكة العديد من القرارات الحاسمة والمهمة في سبيل تمكين المرأة، فصار لها الحق في استخراج أوراقها الثبوتية؛ من بطاقة الهوية الوطنية وجواز السفر، بنفسها، وذُللت العقبات في سبيل تنقلها، وأُعطيت حرية التنقل والسفر دون تصريح من ولي أمر ذكر.
ونظرًا لهذه القرارات الحاسمة وتلك الانفتاحات الكبرى، التي تنبي بمستقبل مشرق للمملكة العربية السعودية، تسهم المرأة السعودية في تفعيل دورها بصفتها مواطنة شريكة في بناء الوطن وأجهزته على الرغم من التحديات والمعوقات.
اقرأ أيضًا: سارة السحيمي.. رائدة النجاح الاقتصادي
إنجازات المرأة السعودية
لن يكون في المستطاع الحديث عن إنجازات المرأة السعودية هكذا على إطلاقه، فمن ذا يمكنه حصر نجاحات لا تُعد ولا تُحصى؟! وإنما سيحاول «رواد الأعمال» ذكر نبذ من هذه الإنجازات وذلك على النحو التالي..
-
ريادة رياضية
ومن باب الحديث عن إنجازات المرأة السعودية في مجال الرياضة ترانا مدفوعين إلى الحديث عن آخر هذه الإنجازات؛ حيث أصدر مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، مؤخرًا، قرارًا بتعيين لمياء بنت إبراهيم بن بهيان مديرًا لإدارة كرة القدم النسائية.
ومن جانبها أعربت لمياء بنت إبراهيم بن بهيان؛ عبر حسابها الشخصي على “تويتر”، عن سعادتها باختيارها عضوًا في مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومديرة لإدارة كرة القدم النسائية، مقدمة الشكر لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم على هذه الثقة.
وتقدمت بالشكر لزميلتها الأستاذة أضواء العريفي؛ الرئيس السابق لإدارة كرة القدم النسائية، التي اعتبرتها مثالًا يحتذى به في تاريخ كرة القدم النسائية، شاكرة إياها على تمهيدها الطريق لها وللأجيال القادمة في هذا المجال.
وكان المجلس أعلن، خلال اجتماعه، عن قبوله اعتذار أضواء بنت عبد الرحمن العريفي عن عدم استمرارها كعضوٍ في المجلس، وتعيين لمياء بنت إبراهيم عضوًا ومديرًا لإدارة كرة القدم النسائية.
وقدّم المجلس الشكر لـ”أضواء بنت عبدالرحمن العريفي” على ما قدمته من أعمال أثناء الفترة السابقة، ومن ضمنها إنجاز الملفات الخاصة بتأسيس كرة القدم النسائية.
اقرأ أيضًا: “ملامح نجدية” لفاطمة النمر.. إكمال مسيرة التعبير عن المرأة
-
سعودية في إدارة الفيسبوك
لكن إنجازات المرأة السعودية لا تقتصر على المجال الرياضي فحسب، بل هي ضاربة بسهم في المجال التقني؛ حيث أصبحت سمر السلطان أول سعودية وعربية يتم تعيينها مديرًا في فيسبوك؛ إذ تشغل منصب مديرة حوكمة الشراكات الاستراتيجية مع الحكومات في الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا.
ودرست «السلطان» تخصص المحاسبة في جامعة الملك فيصل بالأحساء، وكانت تطمح دائمًا لاستكمال دراساتها العليا في إحدى أفضل عشر جامعات في العالم، لكنها لم تنجح في هذه التجربة بعد ذهابها إلى أمريكا، فسافرت إلى أيرلندا ودرست في جامعة ترينيتي.
وحصلت على الماجستير في التجارة الدولية من كلية ترينيتي بأيرلندا، والدبلوم في إدارة الأعمال من جامعة فودان الصينية.
وتناولت رسالة الماجستير التي قدمتها “التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة في الوصول إلى العولمة”، وهو الأمر الذي ساعدها في الحصول على وظيفة في فيسبوك، الذي انضمت إليه في عام 2018، وتولت منصب مستشار للشركات الصغيرة والمتوسطة لدعمها في التسويق الإلكتروني، ثم أصبحت مستشارة للسوق السعودي قبل أن تتولى منصب المدير.
اقرأ أيضًا: “قائدات التجارة الدولية”.. مبادة لتمكين المرأة السعودية من المشاركات الدولية
-
المستكشفة السعودية الصاعدة
أما عن إنجازات المرأة السعودية في المجال الطبي فدونك حياة سندي خير شاهد ومثال على ذلك؛ إذ تخصصت في التقنية الحيوية، علاوة على كونها باحثة زائرة في “جامعة هارفارد”.
وقدمت «سندي» إسهامات رائدة في اختبارات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية، وأسست مشروع “التشخيص للجميع”؛ حيث شاركت في اختراع مجس للموجات الصوتية والمغناطيسية يحدد الدواء المطلوب للجسم، كما يساعد رواد الفضاء في مراقبة معدلات السكر، ومستوى ضغط الدم لديهم، كما يتميز مجس الموجات الصوتية بتطبيقات متعددة في نواحٍ مختلفة للصناعات الدوائية.
وحصلت «سندي» في عام 2010 على جائزة مكة للتميز العلمي من قِبل صاحب الأمير خالد بن فيصل آل سعود.
وفي عام 2011م منحتها مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك لقب “المستكشفة الصاعدة”، بالإضافة إلى تصنيفها من قِبل مجلة “نيوزويك” ضمن قائمة “أكثر 150 امرأة مؤثرة في العالم” في عام 2012.
وتم تعيينها عام 2012 سفيرة للنوايا الحسنة؛ لجهودها في تشجيع تعليم العلوم بالشرق الأوسط، خاصة للفتيات.
وفي عام 2013 أصبحت عضوًا ضمن أول مجموعة نسائية تعمل في مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية. وتم تصنيفها من قِبل مجلة “أريبيان بزنس” عام 2012 في المركز التاسع عشر ضمن قائمة الشخصيات العربية الأكثر تأثيرًا في العالم العربي، وفي المركز التاسع ضمن قائمة السيدات العربيات الأكثر تأثيرًا.
تلك هي نبذ وإشارات عن إنجازات المرأة السعودية في عدة مجالات محدودة، وإلا فإن النساء السعوديات ما زلن يحققن نجاحًا إثر نجاح؛ بفضل عزائمهن الصلبة وهممهن العالية، وبفضل ما توليه لهن القيادة الرشيدة من دعم ومعونة.
اقرأ أيضًا:
المرأة السعودية.. دور ريادي وتقدم واضح
برامج دعم المرأة بالمملكة.. تمكين للقيادات
رشا القحطاني: المرأة السعودية حققت إنجازات تاريخية على مدار 5 أعوام