أسباب فشل الشركات العائلية كثيرة، لكن أغلبها نابع من ماهية نموذج الأعمال ذاتها، بل من طبيعة هذه الشركات، دون أن ينفي هذا أهمية هذه المؤسسات العائلية ودورها في دعم الاقتصادات الوطنية.
ولتعلم أن أكثر الأنشطة التجارية نجاحًا في العالم تدار من قبل عائلات متعددة الأجيال. كريستيان ديور وبيجو وليجو هي ثلاثة أمثلة بارزة، وتشكل الشركات التي تديرها عائلة غالبية المشهد التجاري الأمريكي.
ووفقًا لمبادرة Smith Family Business التابعة لجامعة كورنيل الأمريكية يتم إنشاء 77% من الشركات الصغيرة بمشاركة عائلية كبيرة. ولأن أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ناتج عن الشركات العائلية فإن ضمان نجاحها أمر بالغ الأهمية.
ما هي أسباب فشل الشركات العائلية؟
نوضح في «رواد الأعمال» أسباب فشل الشركات العائلية وذلك على النحو التالي..
-
الخلافات العائلية
الصراع العائلي هو تحدٍ شائع في أي شركة عائلية. غالبًا ما يُشار إلى التنافس بين الأشقاء، والخلافات بين الأصهار والعائلة الممتدة، والقيم والأولويات المختلفة بأنها أبرز أسباب فشل الشركات العائلية والتي تؤدي دومًا إلى قرارات تجارية سيئة. يمكن للقرارات الضعيفة المتراكمة وإخفاقات الأعمال أن تصبح بسرعة كومة كبيرة من المشاكل التي قد تعرض العمل التجاري للخطر.
الخلافات العائلية أمر لا مفر منه، وعدم فصل مشاعرك الشخصية عن دورك في العمل يمكن أن يعيق الطريق ويصبح من أسباب فشل الشركات العائلية؛ فغالبًا ما تمنع هذه النزاعات، مهما كانت طفيفة أو واسعة النطاق، الشركة من المضي قدمًا.
أفضل طريقة لمعالجة الخلافات العائلية هي وضع إجراء لإدارة وحل النزاعات، وتوفير طريقة حيث يمكن لأفراد الأسرة المخالفين التواصل بشكل موضوعي والتعبير عن مظالمهم والسماح لهم بالتصالح مع قضاياهم واهتماماتهم.
اقرأ أيضًا: الشركات القابلة للتطوير.. هل شركتك من بينها؟
-
غياب التخطيط للتعاقب
يعد تخطيط التعاقب عملية حيوية لإعداد منظمة تحل محل القادة القدامى. عندما يحين الوقت سوف يستمر أكثر الأشخاص المؤهلين فيما بدأوه. في كثير من الأحيان ترفض الشركات المملوكة للعائلة قبول هذه الاستراتيجية خوفًا من تسليم العمل للموظفين والأشخاص الذين ليسوا من أفراد العائلة المباشرين، هذا الرفض في حد ذاته أحد أسباب فشل الشركات العائلية.
وتعتبر خطة التعاقب بمثابة خارطة طريق لا تقدر بثمن حول مستقبل الأعمال. بخلاف تحديد الأشخاص لتولي أدوار قيادية جديدة تتطلب هذه العملية وقتًا وتدريبًا؛ إذ يستغرق الأمر وقتًا لتهيئة وإعداد شخص سيتولى في النهاية مسؤوليات تجارية كبيرة.
إذا كنت تبدأ شركة عائلية أو كنت تديرها بنجاح لسنوات فهذا هو أفضل وقت لبدء التخطيط لتعاقب الموظفين. وسواء كنت تخطط لتسليم الشركة بشكل صارم إلى العائلة أو حريصًا على استقدام مدراء من الخارج فإن وجود خطة تعاقب هو أحد الضمانات لبقاء عملك.
اقرأ أيضًا: لماذا تخطط الشركات للاستدامة؟
-
القيادة غير المؤهلة
تعتبر ترقية أفراد العائلة غير المؤهلين في الشركة مسألة خطيرة بل هي من أبرز أسباب فشل الشركات العائلية، ويجب معالجتها إذا كنت تريد نجاح عملك. بسبب العلاقات الأسرية غالبًا ما تتم ترقية أفراد الأسرة غير المؤهلين إلى مناصب قيادية رئيسية كمفضلات خاصة.
عندما تعين شخصًا غير مؤهل لهذا المنصب فإنك تخاطر بوجود موظفين غير سعداء وممتعضين. غالبًا ما يتم الاستياء من المحسوبية، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير في معنويات الموظفين ورضاهم؛ ما يؤثر سلبًا في الأداء والإنتاجية.
يضمن وضع السياسات والمبادئ التوجيهية لتحديد المؤهلات والتعليم والخبرة اللازمة قبل أن يتمكن أحد أفراد الأسرة من شغل منصب رفيع أن يكون مجهزًا جيدًا لإدارة الأعمال.
-
أدوار ومسؤوليات غير محددة
أخيرًا يعد الافتقار إلى الهيكل الرسمي والحوكمة سببًا آخر من أسباب فشل الشركات العائلية؛ حيث يعمل هيكل الحوكمة كأساس متين للدور والمسؤوليات المهنية لكل فرد من أفراد الأسرة. ويوفر خطًا محددًا وإدراكًا أفضل لدور الجميع في العمل.
تؤدي الأدوار والمسؤوليات غير المحددة إلى إرباك وتعقيد العلاقات الأسرية؛ لأن الوظائف لا يتم توصيلها بشكل مناسب. تساعد الحوكمة العائلات التجارية في تبسيط تدفق الاتصالات والمعلومات للتأكد من أن جميع أفراد العائلة على دراية بما يجري في الشركة.
من خلال عقد اجتماعات وتجمعات ومجالس عائلية منظمة سيكون جميع الأعضاء جزءًا من عملية صنع القرار الحيوية مع ضمان عدم شعور أي فرد من أفراد الأسرة بالإهمال والاستبعاد. إن وجود هيكل وسياسات تنظيمية رسمية مطبقة يحدد أدوار ومسؤوليات كل فرد من أفراد الأسرة. كما أنه يساعد في تنظيم العلاقات الأسرية وتجنب سوء الفهم والصراعات المحتملة.
اقرأ أيضًا:
“الشخصية المنفتحة” هل تكون سببًا في نجاح رواد الأعمال؟
إدارة التغيير.. المفهوم والمزايا والتحديات
التخطيط لزيادة الأرباح.. هل تعرف الطريق؟
كيف يتعامل رواد الأعمال مع التضخم؟