أكدت أنجيلا دكوورث أستاذة علم النفس بجامعة بنسلفانيا ومؤلفة الكتاب الأكثر مبيعًا Grit: The Power of Passion and Perseverance أن الأشخاص الذين يحققون أهدافهم باستمرار يتمتعون بأربع سمات شخصية أساسية تجعلهم أكثر قدرة على النجاح من غيرهم.
وأوضحت دكوورث أن هذه السمات الشخصية الأربعة تشكل دافع اكبر يسمى بـ “العزيمة” أي الالتزام طويل الأمد الذي يشجع الإنسان على الاستمرار حتى يصل إلى هدفه.
السمات الشخصية اللازمة لتحقيق الأهداف بنجاح وانتظام
-
السعي وراء المشاريع المتعلقة بميولهم وتخصصهم
كذلك، تقول دكوورث “عندما تنظر إلى الأشخاص المتميزين فيما يفعلونه، تجد أن عقولهم تنجذب تلقائيًا إلى هذا الموضوع وتريد البقاء فيه.” وأضافت: “لا يمكن أن تنمو الشغف بدون بذرة الاهتمام.”
ولكن، إذا كنت لا تستطيع تحديد ما الذي يثير شغفك، فانظر إلى ما يعجب به الآخرون لديك.
ربما يقول أحدهم: “تتحدث كثيرًا عن هذا الموضوع”، أو “تقضي وقتًا طويلًا في التفكير في ذلك”. هذه الإشارات يمكن أن تكشف ما يثير اهتمامك فعلًا.
كما قالت دكوورث “لا تفرط في التفكير. توقف عن كتابة المذكرات أو طرح الأسئلة على نفسك. فقط جرب شيئًا جديدًا الشغف مثل الطعام، عليك أن تتذوقه لتعرف إن كنت تحبه.”
ممارسة المهارات المفضلة بجدية وتركيز
كشفت دكوورث تجربتها الشخصية كمحبة لرياضة الجري، حيث قضت وقتا تتدرب بانتظام دون أن تلاحظ تحسنًا ملحوظًا.
كذلك سألها مرشدها الراحل، عالم النفس أندرس إريكسون:
-
هل لديك هدف واضح؟
-
هل تتدربين بتركيز وجهد كامل؟
-
هل تحتادين ملاحظات لتحسين أدائك؟
كذلك، أجابت دكوورث: “لم أفعل أيًا من ذلك.” لتجد نفسها مارست تدريبًا منخفض الجودة أي النشاط دون نية حقيقية للتحسن.
بالتالي، إن ممارسة المهارة ليست كافية ما لم تكن موجهة بهدف واضح.
تحديد اهداف محددة
علاوة على ذلك، يتيح وجود هدف يتجاوز المصلحة الشخصية للشخص دافعًا أقوى للاستمرار.
كما تشير دكوورث إلى أن الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين يولد نوعًا من الالتزام الداخلي.
وعلى الرغم من ذلك، يحذر الخبراء من التركيز المبالغ فيه على “الصورة الكبيرة” وإهمال قيمة الرحلة نفسها.
كذلك، كتب جوردان غرومت الطبيب والمؤلف في مقال على CNBC Make It “تصبح حياتك أكثر إشباعًا، عندما تركز على العملية وليس النتيجة. حيث تستغرق الأهداف الكبرى سنوات، إلا أن الأهداف الصغيرة اليومية تمنحك شعورًا بالرضا المستمر.”
تجديد الأمل في مستقبل أكثر إشراقا
من ناحية أخرى، يعتبر التفاؤل محرك للاستمرارية ليس مجرد شعور إيجابي.
كذلك، أوضحت دكوورث أنه في حالة الشعور بالإحباط، تستخدم أسلوبًا بسيطًا قائلة: “أخرج قلمي وأكتب قائمة مهام سخيفة في بساطتها مثل: ‘افتح مستند Google’. ثم أفتحه وأضع علامة عليه. فوز صغير.”
وأضافت: “عندما يبدو لك أي هدف صعبًا أو محبطًا، قسمه إلى خطوات أصغر. ليست المسألة أنه مستحيل، بل أنه كبير جدًا دفعة واحدة.”
بإختصار، لا يعتمد النجاح على الموهبة فقط، بل على الاهتمام الحقيقي، الممارسة الفعالة، القدرة على تحديد الهدف، والأمل المتجدد نحو التحسن.
وكما تقول دكوورث “العزيمة ليست مجرد صبر، بل تعتبر مزيج من الشغف والانضباط والاستمرار في المحاولة رغم الصعوبات.”
سمات الشخصية القوية
عادة ما يُفهم موضوع الشخصية القوية بشكل خاطئ؛ فالناس يتصورون أن الشخص قوي الشخصية شديد الهيمنة، قليل التهذيب، مخيف.. إلخ هذه القوالب المحفوظة، لكن الحق ألا شيء من هذه الأمور حقيقي.
كل ما هنالك أن الشخص المتمتع بالشخصية القوية يتوفر على نوع من الوهج الذي قد يصد الناس عنه أو يرعبهم منه، أو يدفعهم إلى الكف عن التعامل معه، سوى أنك لو تمكنت من فهم شخص كهذا، فقد تعثر بداخله على حَمَل وديع. الفهم الخاطئ هو ما ينبي الحواجز بينك وبين أمثال هؤلاء المتمتعين بالشخصية القوية.
من نافل القول إن الشخصية القوية دائمًا ما تتولى زمام المبادرة؛ فالشخص القوي لا ينتظر من أحد، سواء كان مديره أو رئيسه في العمل أو حتى صديقه المقرّب، أن يخبره بما يجب عليه القيام به؛ فهو يعرف ذلك من تلقاء نفسه.
الطريق بالنسبة له واضح ومعلوم. طبعًا العثور على الطريق ليس بالأمر الهين، لكن ذلك بالنسبة للأشخاص العاديين، ومتوسطي الذكاء، أما أصحاب الشخصية القوية فيعرفون ما يجب القيام به.
وهو ما يعني أنهم لا يخبطون خبط عشواء دون هدف أو غاية واضحة، وإنما كل فعل من أفعالهم محكوم بغاية، ويعزف على لحن واحد، ومن ثم تمسي حياتهم كمعزوفة رائعة، كل خطوة يتم القيام بها تمثّل درجة يرتقونها على سلم العلو.
المقال الأصلي: من هنـا



