يبدو أن رواد الأعمال في محافظة الأحساء، هم الأكثر سعادة بصدور الأمر الملكي لخادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- بإنشاء هيئة تطوير الأحساء، بناءً على ما رفعه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد–حفظه الله-؛ لما يحمله هذا القرار من فرص ريادية تتولد في شتى مناطق محافظة الأحساء؛ كونها مركزًا اقتصاديًا وتجاريًا وثقافيًا وتراثيًا هامًا.
وكانت الأحساء- على مدى قرون طويلة- مركز إشعاع حضاريًا في الجزيرة العربية؛ كونها واحة خصبة بها كل مقومات الحياة من مياه عذبة، وأرض خصبة، ومناخ مناسب للزراعة، ما جعلها موطن جذب للسكان الباحثين عن الاستقرار ومصادر الرزق.
ويعي رواد الأعمال أن بالأحساء مقومات هائلة تجعل منها مركزًا اقتصاديًا ومساهمًا أكبر في الاقتصاد الوطني؛ ما يفسر صدور قرار إنشاء هيئة تطوير الأحساء.
وتعمل رؤية 2030 -منذ إطلاقها – على تنمية وتطوير جميع مناطق المملكة، وتعظيم الاستفادة المُثلى من الموارد البشرية والطبيعية والجغرافية، وترجمة هذا إلى موارد اقتصادية، تحقق أهم مستهدفات الرؤية، المتمثلة في تنويع الاقتصاد، وتنمية الناتج المحلي الإجمالي، وتحقيق التنمية المستدامة؛ وهو ما تأكد من خلال نجاح هيئات التطوير التي أُنشئت من قبل في كلٍ من مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وحائل، والشرقية، وعسير، والجبيل، وينبع، والعلا.
استغلال ثراء الأحساء
ومن المتوقع استغلال تنوع وثراء الأحساء التي تضم خليطًا متناسقًا من الأنشطة الاقتصادية المتنوعة؛ كالزراعة، والسياحة، والصناعة، والطاقة، والخدمات اللوجستية والاستراتيجية الحيوية؛ من خلال قيام الهيئة الجديدة بوضع استراتيجيات وخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى؛ للنهوض بهذه القطاعات، وإطلاق المبادرات اللازمة، ومتابعة تنفيذ المشروعات وفق المخطط المرسوم لها، وتقييم وقياس أثرها الاجتماعي والاقتصادي.
مجال الطاقة
وتمثل الطاقة أهم المجالات التي تنتظر رواد الأعمال؛ فالأحساء من المحافظات الواعدة في هذا المجال، فإلى جانب كونها من المراكز المهمة لإنتاج الغاز والنفط، فإن التجارب المنفذة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة أثبتت نجاحًا يؤهلها لأن تكون من المراكز المهمة لإنتاج هذا النوع من الطاقة النظيفة والمستدامة؛ بتعزيز وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فيها، خاصة مع التزايد الكبير في الطلب على استخدام الطاقة المتجددة.
ولا شك في أن ذلك يفسح المجال لتوفير النفط للتصدير، والغاز للصناعة، ويَحُد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة بالبيئة، وفضلًا عن الاستفادة من فائض الطاقة بمد خطوط كهرباء إلى الدول المجاورة؛ ما يعظم من القيمة المضافة من هذه الاستثمارات.
القطاع الثقافي والسياحي
وأمام رواد الأعمال فرص كثيرة ومتنوعة في التعاون مع الهيئة الجديدة؛ للاستثمار في القطاع الثقافي والسياحي، وتعظيم الفائدة من القيمة الثقافية والحضارية والتاريخية للأحساء؛ بتحويلها لمركز ثقافي وحضاري هام، يستفيد مما تمتلكه الأحساء من مخزون ثقافي وتراثي رائع، فالبيئة الإحسائية واحة إبداع ثقافي وفكري، يتميز أبناؤها في فنون الأدب والقص والشعر والفنون التشكيلية والفنون الشعبية، فضلًا عن تميزها في مجال الحرف التقليدية والمشغولات اليدوية والأزياء التراثية؛ ما يعضد اختيار منظمة اليونسكو لها كأكبر واحة في العالم في لائحتها لمواقع التراث العالمي في فرع التراث الثقافي.
موسوعة جينيس
وتصدرت “الأحساء” موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة نخيل في العالم في 8 أكتوبر 2020، إلى جانب عضويتها في شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، ووجود كثير من المعالم الأثرية والسياحية فيها؛ مثل سوق القيصرية التراثي، والمدرسة الأميرية، ومسجد جواثي التاريخي، وقصر إبراهيم وبيت البيعة، وغيرها من المناطق؛ ما يؤهلها لأن تصبح مركزًا سياحيًا وتجاريًا هامًا للمنتجات الإبداعية والتراثية.
الخدمات اللوجستية
أيضًا، أمام رواد الأعمال فرص ثرية ومتعددة في قطاع الخدمات اللوجستية والنقل، فالأحساء مهيأة للعب دور مهم كمركز للخدمات اللوجستية يخدم الحركة التجارية والاقتصادية بين المملكة وجاراتها؛ كونها تمثل بوابة تربط السعودية بثلاث دول خليجية هي الإمارات وقطر وعمان؛ من خلال ساحل يمتد 150كم على الخليج العربي، وبه ميناء العقير أقدم مواني المملكة الذي يأتي بالتأكيد على قمة أولويات التطوير؛ ليصبح منفذًا تجاريًا هامًا من الناحية الشرقية للمملكة، فضلًا عن توفر شبكة خطوط برية ومنافذ تربط المملكة عبر الأحساء بالدول الثلاث.
وألفِت نظر رواد الأعمال في قطاع الزراعة إلى وجود كثير من الفرص للاستثمار في تطوير الأحساء بما تمتلكه من مقومات زراعية تجعلها مركزًا زراعيًا هامًا يؤمِّن الغذاء للمملكة، ويُصدَّر فائضه من الخضروات الطازجة والفواكه لدول الجوار، مع توقعات بتطوير وتنمية زراعات التمور والصناعات القائمة عليها؛ لتعظيم الفائدة من 3 ملايين نخلة تمتلكها واحة الأحساء، يمكن أن تتضاعف بحسن الاستثمار، وتعظيم الاستفادة من القيمة المضافة لها.
ويسرنا – نحن شباب الأحساء- أن نتقدم بالشكر لخادم الحرمين الشريفين، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد، ولصاحب السمو الأمير سعود بن نايف؛ أمير المنطقة الشرقية، ونهنئ سمو الأمير سعود بن طلال، محافظ الأحساء الجديد، عاقدين العزم على العمل مع فريق الهيئة؛ للنهوض بالأحساء، وبوطننا الكبير ليتبوأ مكانته المستحقة.
اقرأ أيضًا: