يتشكّل الوقت؛ وفقًا للأولويات التي تمر بها حياتك؛ إلا أن عملية تسويف الأمور المهمة تُعتبر أمرًا مهمًا، يتطلب الكثير من الاهتمام والعلاج؛ من أجل كيفية التعامل مع شعورك القهري الناجم عنه تأجيل الأعمال الذي قد يقضي على حماسك مستقبلاً.
أشكال التسويف
تتخّذ عملية تأجيل الأعمال وتسويف المهام أشكالاً متعددة؛ فربما تظهر بعض المعوقات والتحديات التي يجب أن تتعامل معها على الفور، الأمر الذي يحتّم عليك اللجوء إلى التأجيل، وتعد هذه الحالة هي الأكثر “تراجيدية”؛ حيث إن الظروف غير المأخوذة في الاعتبار تضعك في اختبار حقيقي مع الاختيارات في الحياة؛ وهو الاختبار الأصعب الذي يمر به الشخص.
أما الشكل الأسوأ للتسويف غير المبرر فهو يتجسّد عندما يجد الفرد نفسه أمام اختيارات واضحة؛ من شأنها أن تساعده في اختيار الطريق السليم، وذلك عن طريق إعطاء الأولوية للأمور الأكثر أهمية فالمهمة _على هذا الترتيب_؛ إلا أنك قد تقرر في لحظة أن تسلك دربًا آخر من سوء التصرٌف.
التحيُز للحاضر
لا تشعر بالذنب؛ إذ إن مشكلة التسويف تكمن في العقل البشري، فقد لقبه علماء السلوك بـ “التحيٌز للحاضر”، والذي يحدث عندما يعطي الأولوية للأمور البسيطة التي قد تصل إلى حد التفاهة أحيانًا، على حساب المهام الصعبة التي تتطلب وقتًا ومجهودًا، بل يجب إنجازها في أقرب فرصة ممكنة.
تحدث عملية “التحيُز للحاضر”، أيضًا، عندما تجد نفسك بين فكي الرحى، ففي الوقت الذي تتراكم عليك الكثير من المهام، فأنت تفتقد للقدرة الجسدية والنفسية لأدائها، وسرعان ما تلجأ للتسويف.
قبل معرفة الأساليب التي يمكنك اتباعها للتخلُص من إدمان التسويف، يجب أن تعلم أهمية تأثير البيئة المحيطة بك في قدرتك على التعامل مع الوقت بطريقة جيدة؛ فمصادقة الكسالى، أو الشخص المحبط، أو اتباع الجدول الزمني الخاص بالأسرة برمتها، يؤثر سلبيًا بالضرورة في روحك المعنوية.
طرق التغلُب على عادة تأجيل الأعمال
تتم برمجة العقل البشري منذ الصغر، بعد مواجهة الصعوبة في أداء المهام العملية التي قد تتأخر فائدتها على الصعيد الزمني، وهو الأمر الذي يتسبب لاحقًا في مأساة التسويف أو المعروفة بـ “التأجيل”، وللتغلُب على هذه المشكلة يمكنك اتباع الخطوات التالية:
• الترتيب المسبق
“لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد”؛ هكذا قال القدماء في حكمة توارثتها الأجيال، وهو الحل الأول والمثالي؛ للعمل على تأدية المهام بأفضل الطرق، علمًا بأن الترتيب المسبق لقائمة الأعمال يساعدك في الاستعداد الجيّد، ومن ثم، تحقيق العديد من الإنجازات، في فترة قياسية.
يمكنك أن تعد قائمة بكل خطوة من مهامك المطلوبة، على أن تقسّم الأعمال إلى المكونات الرئيسية، وهو الأمر الذي يجعلك تقضي على عملية التسويف التي تعاني منها.
لا تهمل سلاح المبادرة Initiative؛ فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة كما يقال، وهنا يجب أن تحرص على الحفاظ على ثباتك الانفعالي، وعدم الغضب عند اتخاذ الخطوة الأولى نحو العمل، والتمتُع بصحة نفسية مستقرة، واعلم أنه بمجرد جلوسك لإتمام جزء صغير من مهامك، فإن النتيجة ستبهرك عندما تكون على يقين بأن هذه النظرية تثبت قدرتك على إنجاز أغلب أعمالك في مدة زمنية قصيرة، وبأقل مجهود.
• تحديد المهام والأدوات
إن وضع خطة محددة؛ لتسير على خطاها يساعدك في جمع أدواتك، وحصد قائمة بالمهام المطلوبة منك، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على عملك، نتيجة عدم التحرُك الكثير، فكل شيء بات في متناول يديك.
لا تحاول أبدًا أن تنهي المهمة الموكلة إليك مرة واحدة، رغم علمك بأن الاستعداد التام يعتبر محفزًا قويًا للاستمرار في العمل حتى نهايته، ما يوّلد شعورًا بالإيجابية وطاقة غير محدودة، تساهم في تعزيز إنجازاتك، والقيام بها في الموعد المخصص لها.
استغل عملية التفكير السلبي في الشعور بالعواقب الوخيمة التي قد تعود عليك في المستقبل عند إهمال واجباتك، وهو الشعور الذي يمثّل الوقود في محرك سرعتك.
• أوقات الراحة
مهما بلغت طاقتك ذروتها، وأحببت العمل، واعتدت أن تقوم بالإنجازات، فإنك مدين لجسدك ونفسك بالكثير من الراحة؛ سعيًا لاستئناف وتيرتك السريعة.
يمكنك أن تقتطع من وقت العمل حوالي 15 أو 20 دقيقة، مع مراعاة عدم الشعور بالقلق أو التوتر؛ لتناول القليل من القهوة، أو العصير الطازج، لتحفيز خلايا عقلك، والبدء في المهمة الجديدة، أو استكمال القديمة الموكلة إليك.
ولضمان عدم تضييع الدقائق الثمينة من يومك، يمكنك أن تُدوّن وقت راحتك، أو تضبط إنذارًا على هاتفك النقّال؛ ليخبرك بضرورة الراحة، وفي الأغلب فإنك سوف تستجمع قواك، وتستعيد نشاطك للعمل.
واعلم أنه في حالة تقصيرك في حق راحتك، فأنت معرض للمرض، سواء الجسدي أو النفسي.
• التحمُل والانضباط
قد تحتاج إلى الراحة من وقت إلى آخر بترتيب معين؛ إلا أن عملية الإجبار والانضباط تجاه العمل، تساعدك في اكتساب مهارات جديدة، وتساهم في إنجاز العمل في الفترة المحددة.
يجب أن تقاوم فكرة التوقيف وإكمال المهمة في وقت لاحق، حتى تحرص على إبعاد فكرة “التسويف” من مخيلتك نهائيًا.
ارفض أن تتوقف سوى للراحة البسيطة التي تُعيد إليك نشاطك؛ فلا تتوقف سوى بعد الانتهاء من المهمة الموكلة إليك، واثبت لنفسك أنه بمقدورك الاعتماد على ذاتك وتطويرها على نحو أفضل، و لا تنس أن البداية دائمًا هي الأصعب، وفور تخطيها فأنت مؤهل بالكامل لاستقبال المستقبل بأذرع مفتوحة.
اقرأ أيضًا:
لتحقيق أهدافك.. 5 كتب تساعدك في تنظيم الوقت