لايزال لدى المرأة السعودية من الأفكار والإمكانيات، ما يُميزها ويتيح لها مواصلة مسيرة الصعود التي سلكتها بقوة منذ أعوام؛ موجهة بذلك أنظار العالم إلى أفكار فريدة،وقدرات هائلة، وطاقات لا تنفد.
ويدل على إبداع المرأة السعودية، ما أحدثته ريوف بنت عبدالرحمن الحميضي؛ الفتاة السعودية ذات الـ15 عامًا والطالبة بإحدى مدارس برلين في ألمانيا- من ضجة كبرى إثر ابتكارها رموزًا تعبيرية إسلامية؛ لاستخدامها في الرسائل النصية الإلكترونية، شملت: رمز الفتاة المحجبة، والرجل الذي يرتدي الشماغ.
تضمنت تصميمات “ريوف” دلالات عدة: فمن الناحية الدينية، تحمل مبادرة استحداث فكرة “الإيموجي الإسلامي” بين طياتها دعوة غير مباشرة للاهتمام بمظاهر الدين الإسلامي والمسلمين، عبر إضافة رموز تُمثلهم في إحدى أهم قنوات التواصل الاجتماعي العالمية الـ “واتس آب”.
على صعيد التقاليد والأعراف المُجتمعية، جسدت “ريوف” نموذجًا رائعًا للفتاة المُتمسكة بعادات مُجتمعها المُحافظ، على الرغم من ظروف تعليمها التي أجبرتها على السفر لدولة أوروبية ذات ثقافة مُختلفة وطابع منفتح.
وفي لفتة إنسانية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتعاليم الدين الإسلامي الذي يحثنا على مراعاة شعور الغير والتخفيف عن المرضى، أشارت إلى إمكانية استخدام رمز الفتاة المُحجبة بواسطة مصابات بمرض السرطان، يقمن بلفّ وشاح حول رؤوسهن.
اللافت للنظر أن فكرة “ريوف” ليست بالـ”معضلة”؛ فقد يبدو للكثيرين سهولة تواردها للأذهان، لكنَّ أحدًا لم يسبق له إطلاقها، وهذا هو مكمن الإبداع الحقيقي الذي لا يرتبط -في الأصل- بالأمور المعقدة، بقدر ما يتسم بالسبق، واستقلالية الفكر، والخروج عن المألوف ولو بأبسط الطرق، علاوة على الشجاعة والجرأة والتحلي بروح المُغامرة في عرض الأفكار، ثم السعي لتنفيذها.
لم تكتف “ريوف” بالإعلان عن فكرتها الجديدة، بل تواصلت-رغم حداثة سنها-،مع منظمة يونيكود كونسورتيوم الأميركية؛ المسؤولة عن إنشاء وتحديث لوحة الرموز المُستخدمة عبر محادثات شبكة الإنترنت، مُطالبةً بإضافة رمز يُمثلها كفتاة مسلمة.
أتوجه بالشكر للمرأة السعودية في مُختلف مراحلها العمرية؛ إذ باتت سببًا رئيسًا في إثراءالمُجتمع اجتماعيًا، وثقافيًا، واقتصاديًا، وسياسيًا؛ لما تملكه من حس إبداعي وقدرة هائلة على الربط بين تقاليدها،ودينها،وعلمها،وأحلامها التي لاحدود لها؛ ليصبحن سفيرات للإبداع في دول عدة، ويُعلين من اسم المملكة بين دول العالم.