تُعد أمريكا أكبر مصدر للعلامات التجارية في العالم، فهي تمتلك سلسة كبيرة من الفروع لعلاماتها التجارية وتهيمن المنتجات الأمريكية على صدارة أعلى الشركات العاليمة قيمة في السوق. ووفقًا لقائمة “براند فينيس جلوبال 500” يبلغ حجم العلامات الامريكية 3.9 تريليون دولار وتشكل 49% من حجم العلامات التجارية في العالم.
ويحتل قطاع المطاعم جزءًا كبيرًا من هذه الأرقام؛ إذ تعد المطاعم الأمريكية الأسرع انتشارًا والأكثر رواجًا بين منافسيها من الدول الأخرى التي تتسابق لاقتسام هذه الشريحة الكبيرة من المستهلكين، وهي تضخ مئات ملايين بل مليارات الدولارات على ميزانية التسويق في سبيل توفير الوعي ورفع الطلب على المنتجات الخاضعة لسياسات تسويقية صارمة ومعايير تنافسية عالية رسالتها دائمًا العميل أولًا وصنع القيمة التنافسية لمنتجاتهم وتحقيق أعلى المكاسب واختراق الأسواق المحلية للدول المستهدفة من قِبل العلامات التجارية الكبيرة؛ ومنافسة اللاعبين المحليين على المستهلكين، ولكن هل دائمًا القوة هي التي تنتصر؟
و”دومنيوز بيتزا”، عملاق البيتزا الأمريكي، يبلغ عدد فروعها حول العالم أكثر من 16 ألف فرع، ورغم هذا الانتشار والسمعة السوقية القوية واستراتيجيات التسويق الحديثة إلا أن تلك المعطيات لم تُمكّن “دومينوز” من مقارعة البيتزا الإيطالية ذات الطابع الكلاسيكي الذي لم تتمكن الابتكارات الأمريكية في تشكيل قائمتها المتنوعة من تغييره ولو بقوة البيتزا بنكهة الأناناس! أو بيتزا البرجر.
بهذه المسميات لقائمة إعداد البيتزا في ايطاليا حاولت “دومينوز” أن تنافس في حلبة شديدة التحدي وقوية البأس كان بطلها المستهلك الإيطالي المتمسك بأصالة نكهات البيتزا وبساطة مكوناتها اللذيذة.
ونتيجة لذلك أعلن عملاق البيتزا الأمريكي عن إغلاق فروعه في إيطاليا، وهو القرار الذي لاقى استحسانًا من الإيطاليين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك رغم خطة “دومينوز” للتوسع خلال العقد الحالي للوصول إلى 800 فرع في ايطاليا لوحدها.
وتعتبر إيطاليا ثاني أكبر مستهلك للبيتزا بعد الولايات المتحدة، وسوقًا حيويًا للبيتزا بل الرئيسي لها.
وتتم الاستفادة من هذه التجربة في الأبحاث التسويقية ودراسة سلوك المستهلك وبناء المنتج وفق منهجية تتمحور حول العميل أولًا.
والآن سيخطر في بالك تساؤل: ما هي نكهة البيتزا المفضل لديك.. هل هي على الطريقة الأمريكية أم تفضلها إيطالية؟