إن وتيرة الإقبال على الاستهلاك الرقمي ومتابعة محتويات الفيديو عبر الإنترنت لا تُظهر أي مؤشرات على تباطؤ أو تراجع زخمها في عام 2022. وخلال العام السابق طرأت تغيرات كثيرة على العالم من حولنا، ومن أبرز تلك التغيرات أن الناس يقضون وقتًا أطول في المنزل وهم يستهلكون ويتفاعلون مع المحتوى باستخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المتنقلة التي بحوزتهم.
وفي المقابل شهدت وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا تطورًا لافتًا؛ حيث تحولت من مجرد كونها وسائل للتعليق على المحتوى والإعجاب به ومشاركته لتصبح بمثابة شريان حيوي للتواصل والتفاعل مع العالم الخارجي؛ باستخدام المزايا والأدوات الإضافية واتباع الاتجاهات المستجدة.
وقال المتحدث باسم منصة البث المباشر “بيجو لايف” (Bigo Live): “باعتبارنا منصة تواصل داعمة ومحفّزة سنواصل حشد كل الإمكانات التي من شأنها تعزيز الابتكار وتحقيق أفضل قيمة للمستخدمين”.
وأضاف: “يتمثل التغيير الرئيسي الأبرز والأهم خلال العام السابق في أن الناس قد أعادوا تشكيل ملامح أسلوب حياتهم وتبنّوا السلوكيات المستجدة وتعلموا المهارات الجديدة، بل إنهم تمكنوا من التعبير عن شغفهم الحقيقي عبر الإنترنت ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ومع حلول العام الجديد ستبدأ الحاجة إلى المحتوى التفاعلي وتجارب البث المباشر والمشاركة الحقيقية في العالم الرقمي في استعادة الزخم والظهور كقوة دافعة رئيسية للتحول الرقمي”.
الفيديو عبر الإنترنت في 2022
ومن بين كل المحتوى الذي تم إنشاؤه كان محتوى مقاطع الفيديو هو الأفضل؛ لذا نعرض لكم فيما يلي الاتجاهات الخمسة التي ينبغي على الجميع أخذها في الاعتبار فيما يتعلق بمحتوى الفيديو عبر الإنترنت في 2022.
الاتجاه 1: البث المباشر يكتسب مزيدًا من النمو
وفقًا لوكالة الأبحاث “تيك جوري” (Tech jury) شهد قطاع البث المباشر نموًا هائلًا في عام 2021، بزيادة 99% خلال الفترة بين أبريل 2019 وأبريل 2020، وبحلول عام 2027 من المتوقع أن يصل حجم هذا القطاع إلى 184.27 مليار دولار أمريكي.
وينطوي البث المباشر على منافع كبيرة لكل من الأفراد والشركات على حد سواء؛ لأنه يعكس مدى المصداقية والموثوقية لديهم من خلال استعراض معرفتهم في مجالات تخصصهم بشكل فوري تقريبًا. وفضلًا عن ذلك من خلال بث محتوى الفيديو المباشر يتمكن الأشخاص والشركات من ترك انطباع إيجابي حولهم؛ من حيث كونهم واثقين بأنفسهم ويتمتعون بالخبرة والمعرفة وبأن إمكانية التواصل مع متابعيهم وجمهورهم متاحة.
وبالإضافة لذلك فإن تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي جعل من الصعب للغاية حضور الأحداث بكامل طاقتها الاستيعابية. واليوم، وبصرف النظر عما إذا كانت هناك قيود تباعد اجتماعي مطبقة أو غير ذلك، فإن قيامك ببث محتوى الفيديو المباشر الخاص بك يلغي الشعور بالخوف من تفويت الأحداث، ويمنحك الفرصة لتجربة الأحداث والملتقيات الاجتماعية في الوقت الفعلي بغض النظر عن مكان وجودك.
ومن الممكن كذلك استخدام البث المباشر عبر الفيديو لإشراك جمهورك وترك بصمة بارزة ومؤثرة على البث؛ من خلال إجراء مقابلات مع نخبة خبراء القطاع أو عقد جلسة صحفية أو حتى استضافة أحداث تسوق مباشرة.
الاتجاه 2: إطلاق العنان لاتجاه البث المباشر لأنشطة التجارة الإلكترونية
من ضمن أحدث اتجاهات التجارة الإلكترونية التي من المرجح أن تهيمن على العالم في السنوات القادمة هي أحداث التسوق المباشر المترافقة مع دعوة لعقد جلسات بث مباشر للتسوق الإلكتروني.
في الواقع أصبح التسوق عبر البث المباشر اتجاهًا رئيسيًا في الصين. فقد ارتفعت قيمة سوق التجارة الإلكترونية عبر البث المباشر في الصين بنحو 280% بين عامي 2017 و2020 وهي الآن في طريقها لتصبح سوقًا يقدر حجمها بما يقارب 423 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية العام المقبل. وبحسب شركة “ماكينزي” تعمل بعض العلامات التجارية الغربية، مثل “تومي هيلفيجر” و”ولمارت”، أيضًا على تطوير فعاليات التجارة عبر البث المباشر للترويج لمنتجاتها، وقد قامت بالفعل بتوسيع نطاق برنامج البث المباشر ليشمل أوروبا وأمريكا الشمالية.
وباعتبار أن التسوق يمثل شكلًا من أشكال التواصل الاجتماعي والعلاج والترفيه، بل قد يكون في بعض الأحيان ضرورة ملحّة للأشخاص الذين يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن البث المباشر سيصبح حتمًا وسيلة بديلة للناس لمعاينة المنتجات والخدمات المفضلة لديهم بسهولة وملاءمة من منازلهم.
الاتجاه 3: صانعو محتوى الفيديو يحققون دخلًا باستخدام منصات التواصل الاجتماعي الجديدة
إن عملية كسب دخل من المحتوى تتوقف على شيئين؛ هما: توفر المنصة المناسبة للإعلان ووجود صانع محتوى لديه استعداد لاستضافة الإعلانات. وكلا الأمرين يتطلب الاهتمام والمشاركة لتحقيق الدخل.
وبصرف النظر عن الشكل أو الصيغة يتطلب الأمر أن يكون المعلنون على استعداد لرعاية المذيعين المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبث المباشر؛ ولهذا السبب اكتسبت منصات التواصل الاجتماعي التي يديرها صانعو المحتوى مباشرة هذا الزخم الهائل.
ووفقًا لتقرير صدر عن شركة الأبحاث App Annie تشير التوقعات إلى أن البث المباشر عبر الفيديو سيواصل دعم وتعزيز اقتصاد المبدعين البالغ 78 مليار دولار أمريكي حتى عام 2025، ويأتي صانعو المحتوى في صميم هذا النمو، وبإمكان مشجعيهم الآن الاشتراك في القنوات أو المساهمة في دعم صانعي المحتوى المفضلين لديهم؛ ما يقلل الاعتماد على عائدات الإعلانات الخاصة بالمنصة.
الاتجاه 4: ترسيخ مكانة العلامات التجارية عن طريق تسويق محتوى الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي
يُعد محتوى الفيديو الطريقة الأكثر فعالية لنقل المعلومات والاحتفاظ بها؛ إذ يحتفظ المشاهدون بنسبة 95% تقريبًا من الرسالة المقدمة لهم في مقاطع الفيديو مقارنة بنسبة 10% عند قراءة النص.
وفيما يتعلق بالعلامات التجارية فإن مختصي التسويق الذين يستخدمون الفيديو قد حققوا نموًا في إيراداتهم بنسبة 49% وعلى نحو أسرع من غير مستخدمي الفيديو، والعامل الأساسي لتحقيق النجاح في هذا الأمر يتمثل في جذب انتباه المشاهد؛ عن طريق تقديم معلومات ممتعة أو ترفيهية أو مزيج من الاثنين.
وفي واقع الحال يحقق بث الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاركات أكثر بنسبة 1.200% مقارنة بالنصوص والصور مجتمعة، ويقول 81% من الأشخاص إن مقاطع الفيديو التي ترّوج لعلامات تجارية محددة قد أقنعتهم بشراء منتج أو خدمة ما.
ومع أخذ ما سبق في الاعتبار سيكون للبث المباشر عبر الفيديو حضور مهيمن؛ لأنه سيلعب دورًا حيويًا في رحلة العميل وتحفيز الأشخاص على شراء المنتجات أو الخدمات أو التجارب.
الاتجاه 5: التجارب الغامرة وتبني الإصدارات المستقبلية المفترضة للإنترنت (الميتافيرس) بدأ يتبلور على أرض الواقع
تواصل التكنولوجيا الغامرة تطورها؛ حيث أصبح استخدام تقنية “XR” (الواقع الحقيقي الممتد، وهو مجموعة من التقنيات ذات الصلة التي تتيح لنا المزج بين العالمين المادي والافتراضي الرقمي) أكثر سهولة بالنسبة للأفراد، بل أصبح متأصلًا في مختلف الأعمال.
إن الشركات من مختلف القطاعات، مثل موردي خدمات الرعاية الصحية الذين يستخدمون الواقع الافتراضي والواقع المعزز للتشخيصات الموجهة ذاتيًا ومتاجر البيع بالتجزئة التي تقدم ميزة “تجربة السلع قبل شرائها”، تستخدم هذه التقنية لتوفير تجارب افتراضية غير مسبوقة. كما تتطلع بعض أكبر الشركات، بما فيها “أبل” و”مايكروسوفت” و”سامسونج”، إلى تبني وتقديم حلول الواقع الافتراضي والواقع المعزز أو حلول “الميتافيرس” لتحقيق نمو في السوق والاستفادة من هذا الطلب.
وبالتطلع نحو الأمام يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من بنية النظام الذي يتم تطويره واختباره من أجل بلورة تقنية “الميتافيرس”. وفي شهر نوفمبر طرح موقع التواصل الاجتماعي، المعروف سابقًا باسم “فيسبوك”، تقنية غير مسبوقة عبارة عن قفازات رقمية تتيح للناس لمس الأشياء في العالم الرقمي.
وبالرغم من مشهد وسائل التواصل الاجتماعي دائم التغير فإن العامل الرئيسي لتحقيق النجاح في عام 2022 يتمثل في فهم وإدراك توقعات جمهورك ومعرفة أين وكيف يقضون وقتهم هناك والالتقاء معهم؛ من خلال تقديم المحتوى الذي يواكب تطلعاتهم بصرف النظر عن الوسيلة، سواء من خلال شاشة أم تقنية الواقع الافتراضي والوقع المعزز أو تقنية “الميتافيرس” المرتقبة.
ويتطلب الأمر اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أن يكون العملاء محط الاهتمام الرئيسي لكل محتوى أو حملة ترويجية أو استراتيجية يتم وضعها محل التنفيذ للمساعدة في بناء حضور قوي لها مستقبلًا. وبالاستفادة من اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي الناشئة لوضع خطط طويلة الأجل فإن منصات التواصل الاجتماعي اليوم تمتلك القدرة على مواكبة هذه المنافسة المحتدمة وإثبات حضورها وتحقيق التميز.
اقرأ أيضًا:
- تويتر بعد “جاك دورسي”.. إلى أين يقود “باراج أجراوال” أسهم الشركة؟
- عيوب Google Meet.. التطبيق الأول في عصر العمل عن بُعد
- مستقبل مواقع التواصل الاجتماعي في 2022.. اتجاهات رقمية جديدة
- كيف يوفر تطبيق “لايكي” منصة تواصل آمنة للمستخدمين؟
- مستقبل فيسبوك بعد Meta.. تغيير يحمل مستقبلًا مجهولًا