دائمًا ما يُؤدي التسامح في العمل إلى بناء الجسور والاستفادة من الاختلافات الموجودة بين الموظفين في مكان العمل، مثل تلك المتعلقة بالخلفيات الثقافية المتنوعة؛ حيث يُساهم الافتقار إلى التسامح في إعاقة تقدم الفريق والشركة ويُشجع على وجود أرض خصبة لسوء الفهم والسلوك غير الأخلاقي.
وبالنسبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة يُعد التسامح في العمل جزءًا مهمًا من منظومة العمل نحو تحقيق المزيد من الأهداف وتطوير حلول إبداعية لمجموعة واسعة من المشكلات والصعوبات التي قد تواجه العمل؛ إذ يتطلب إظهار التسامح في العمل جهودًا متضافرة لتطوير فهم لخلفية الآخرين وخبراتهم ومعتقداتهم.
اقرأ أيضًا: كيف تجتاز الخوف من إطلاق مشروعك؟
لذلك يتناول موق «رواد الأعمال» في السطور التالية التسامح في العمل ودوره في تعزيز الإنتاجية.
التسامح في العمل
بطبيعة الحال تضم بيئات العمل أشخاصًا ينتمون إلى خلفيات مختلفة وفي بعض الحالات قد يتسبب هذا التنوع في التوتر ويجعل من الصعب على الموظفين التعايش بسهولة؛ لذا يُمكننا القول إن بناء التسامح في بيئات العمل خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين العمال، وكلما زاد احترامهم وثقتهم ببعضهم البعض كانت النتائج أفضل بكثير.
يُمكن أن يشكل التسامح في العمل من حيث المبدأ والممارسة تحديًا في بيئات العمل المختلفة لعدة أسباب، مثل: التحيزات الشخصية والخلافات والأحكام المسبقة، ومجرد أنهم يمثلون تحديًا كبيرًا لا يعني أنهم غير قابلين للإصلاح، إن اتخاذ المزيد من الخيارات الصحيحة على المستويين الفردي والتنظيمي سوف يساعد في التغلب على هذه التحديات.
أهمية التسامح في العمل
في عالم سريع التغير يتم الضغط على المنظمات لمواكبة العصر وتطوره، وتُعد الاستفادة من الإمكانات الكاملة للأشخاص من خلال التعاون السلس أمرًا ضروريًا لأي مؤسسة تتطلع إلى التنافس مع الأفضل في مجالها، إن تقديم تجربة عملاء متميزة، وزيادة كفاءة التشغيل والربحية يتطلبان عملًا جماعيًا.
اقرأ أيضًا: كيف تكون مقنعًا في مقابلة التوظيف؟.. استراتيجية القبول المضمونة
وعلى الرغم من اختلافاتنا المتأصلة فإن التسامح في العمل يسمح لنا ببقاء عقول متفتحة في تعاملاتنا مع أولئك الذين ليسوا مثلنا، قد لا تزال هذه العبارة التي يتذكرها الكثير منا صحيحة: «عامل الآخرين بالطريقة التي تريد أن يعاملوك بها» إذا كنا صادقين فهذا ما نأمل أن نختبره عندما نواجه بيئة جديدة.
وكما هو الحال في جميع العلاقات الجيدة يؤدي التواصل دورًا مهمًا في استقرار العمل داخل الشركات، ويجب أن يكون طريقًا ذا اتجاهين، لا نحتاج فقط إلى تقدير أن قيمنا وآراءنا ومعتقداتنا قد لا يتم مشاركتها مع زملائنا، ولكن هذه الاختلافات لديها القدرة على عرقلة علاقاتنا في مكان العمل بدلًا من تعزيزها.
لماذا التسامح مهم جدًا؟
نظرًا لأننا نخضع لمعايير المجتمع فإننا نطور آراءنا وخصوصياتنا ومعتقداتنا التي لا تتوافق دائمًا مع آراء زملائنا، هذه الاختلافات لديها القدرة على الوقوف في طريق إقامة وتعزيز العلاقات في مكان العمل، وفي بعض الحالات تنشأ الخلافات وتتصاعد عندما كان من الممكن تجنبها.
أهم النصائح للتسامح في العمل
لا بد من تأكيد أن التسامح هو مسؤولية كل من المدير والعامل أو الموظف، ضع في اعتبارك أن التسامح مسؤولية فردية يُمكن للمبادرات التنظيمية تعزيزها.
ومن الضروري أن تُشجع سياسة التسامح في العمل الموظفين على تبني موقف من التسامح مع تفصيل الكلمات والأفعال والسلوكيات المقبولة بالإضافة إلى تدابير الإنصاف المناسبة، بالإضافة إلى ذلك يجب على المديرين الذين هم في موقع السلطة أن يكونوا قدوة لأقرانهم ومرؤوسيهم، ويُمكن للعمال أن يحذوا حذوهم؛ وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة عمق ثقافة التسامح داخل وخارج العمل.
في نهاية المطاف يُمكنك معاملة الموظفين أو العمال بنفس الاحترام الذي تتوقع أن تحصل عليه في المقابل، ويتيح لك اتباع هذه السياسة رؤية الماضي وقبول الاختلافات في كل من حياتك الشخصية والعمل؛ لذا يجب عليك أن تُظهر اللطف للآخرين وتقدم المساعدة عند الحاجة، اختر أن تصبح قائدًا من خلال رفع مستوى الموظفين الآخرين، وتمسك بمعايير أخلاقية عالية لتجنب التورط في المواقف الصعبة وغير المستقرة.
اقرأ أيضًا:
- أضرار العمل خلال الإجازات وكيفية تنظيم الوقت
- أفكار لتنظيم الوقت وتغيير حياتك للأفضل.. فرصة لتحقيق التميز
- تنظيم الوقت للمدير الجديد.. الشعور بالرضا والإنجاز
- تنظيم الوقت وفترات الراحة من العمل.. كيف يكون؟
- كيف تكون مبرمجًا ناجحًا؟.. خطوات تجعلك في الصدارة