أخطاء الموظف الناجح وغير الناجح واقعة لا محالة وهذا أمر لا مفر منه؛ فالجميع يرتكب أخطاءً، لكن الفكرة كلها في كيفية التعاطي مع هذه الأخطاء لا سيما من قِبل المدراء، وطالما أن الأخطاء لحظات يمكن التعلم من خلالها، فإنها (أي هذه الأخطاء) هي التي تكشف الفرق بين القائد الأكثر فاعلية والقائد المتعثر في أذياله.
تتمثل إحدى تحديات الإدارة في التغلب على العديد من الأخطاء التي يرتكبها الموظف الناجح أو الموظفون عمومًا بمرور الوقت، ولئن كان من المحتمل أن تتفاقم هذه الأخطاء فإن استجابة القادة والمدراء لها هي التي يمكن أن تحد منها، وتحيلها إلى فرصة تعليمية قوية لأعضاء الفريق ككل.
أخطاء الموظف الناجح
ويرصد «رواد الأعمال» طائفة من أخطاء الموظف الناجح، وذلك على النحو التالي..
-
سؤال: ماذا أفعل؟
لعل أحد أبرز أخطاء الموظف الناجح طرحه الدائم لسؤال: ماذا أفعل؟ وهو سؤال نابع من شعور بعدم الارتياح للمخاطرة أو القيام بشيء بطريقة تخيب آمال المدير أو تغضبه، إنه ينشد الكمال؛ لذا يخشى الوقوع في الخطأ، وذاك خطأ كبير في حد ذاته.
ولكن إذا قمت بتغذية هذه العادة من خلال توفير التوجيه فقد لا يشعر العاملون لديك بالقدرة على اتخاذ الإجراءات وحل المشكلات أو اتخاذ القرارات، والحل للتغلب على هذا الخطأ من أخطاء الموظف الناجح عكسي تمامًا؛ فلا تعطِ الموظف توجيهًا مفصلًا، وإنما أبن له حدود توقعاتك منه ثم اتركه ينشر أشرعته وحيدًا، وستسرك النتائج فيما بعد.
-
عدم التواصل مع المستوى الصحيح من التفاصيل
الحق أن هذا الخطأ من أخطاء الموظف الناجح قد يقع على نحوين: إما أنهم يشاركون المدير أكثر من اللازم في تفاصيل عملهم، ويجعلونهم منخرطًا معهم بالكلية، أو، وذلك هو النحو الثاني لهذا الخطأ من أخطاء الموظف الناجح، يتجاهلون وجود المدير بالكلية؛ ومن ثم قد لا يصبح على دراية بالمشكلات الرئيسية في العمل.
وعلى المدير هنا إن أراد معالجة هذا الخطأ الجسيم أن يتدخل كجراح، فيرسم الحدود ويبين الحد اللازم من التفاصيل التي على موظفيه إمداده بها، دون إفراط أو تفريط.
اقرأ أيضًا: الاطمئنان في بيئة العمل.. أهميته وطرق تعزيزه
-
حجب الأخبار السيئة
لعل حجب الأخبار السيئة أحد أبرز أخطاء الموظف الناجح؛ فإذا فوجئت يومًا، كمدير، بمشكلة تورط فيها أحد موظفيك ولم تكن على علم بها، إلا بعد تفاقم الأمور، ففي هذه الحالة ليس عليك الاندفاع أو الغضب، وإنما عض لسانك وتعامل بروية؛ كيما لا يتكرر ما حدث ثانية.
وطبعًا من المعلوم أن الرغبة في مشاركة الأخبار السيئة مع المدير أمر دال على الثقة؛ فقد يكون موظفك قد افترض أنك ستكون غاضبًا وأن الأخبار قد تعرض وظيفته للخطر أو على الأقل تقييمك لها؛ لذا فلتؤكد أنه من المتوقع والآمن أن يشارك الناس الأخبار السيئة معك.
اقرأ أيضًا: إدارة فريق عمل صغير.. خطط وخطوات
طرق العلاج
وطالما أننا نتحدث عن أخطاء الموظف الناجح فلزامًا أن نشير، وإن على نحو عابر، إلى طرق معالجة هذه الأخطاء، لا سيما من قِبل القادة والمدراء، وهو ما سنحاول القيام به على النحو التالي..
-
قبول المساءلة
أول طريقة من طرق معالجة أخطاء الموظف الناجح هي قبول المساءلة؛ فعلى المدير أن يدرك أن ثمة خطأ ما وأن عليه معالجته والتعامل معه، وبالتالي لا بد من المساءلة.
يمكن للمرء أن يتجاهل الحدث أو السلوك الإشكالي تمامًا، على أمل أن يقوم الموظف بالتصحيح الذاتي، أو الإقلاع، أو اتخاذ إجراء يتطلب إنهاء الخدمة بشكل واضح.
ولكن من الواضح أن هذه هي الطريقة من طرق معالجة أخطاء الموظف الناجح هي الأقل تفضيلًا؛ لأنها تعكس مشرفًا يهتم أكثر بالعقبة التي تعترض المحادثة أكثر من تطوير موظفه وتحقيق نتيجة مرغوبة للجميع.
-
وضع الأمور في السياق الصحيح
يمكن للقائد الذي يوفر مساحة للموظف لمشاركة وجهة نظره أن يمنع الكثير من أخطاء الموظف الناجح بسهولة.
فمن خلال طرح الأسئلة أولًا عند معالجة خطأ ما يقدم القائد للموظف فرصة لتوفير السياق، ويزرع بيئة تعليمية لكل من الموظف والمشرف على حد سواء، ويعزز أسلوبًا تنمويًا وليس تصحيحيًا.
واعتمادًا على الأسئلة التي تطرحها عند معالجة واحد أو أكثر من أخطاء الموظف الناجح قد يتوصل الموظف بالفعل إلى استنتاجاتك من تلقاء نفسه، أما عندما لا يتم توفير مساحة كافية للموظف للإفصاح عن وجهة نظره فإنه يشعر بأنه ملزم بالقيام بذلك أثناء تصحيحه. هذا لا يؤدي إلا إلى المزيد من سوء الفهم والمزيد من الارتباك.
-
تقدير الجهود
لا تنسَ أننا نتحدث عن أخطاء الموظف الناجح؛ أي أننا أصلًا أمام موظف مؤهل وذي كفاءة، كل ما هنالك أنه يرتكب هفوات وعلينا تقويمها فحسب؛ ولذلك أول ما على المدير فعله هو تقدير جهود ذاك الموظف والثناء عليه وعلى ما يقدمه للمؤسسة.
ثم يأتي بعد ذلك عرض الإجراءات التصحيحية في الوقت المناسب، ويمكن فعل ذلك من خلال معرفة ما يريده الموظف حقًا والاعتراف بجهوده، وطلب التوضيح من خلال الأسئلة وتقديم رسالة واضحة.
تأكد من أنك تفهم، كمدير، حقًا ما تريده من موظفك وعلاقتك ومكان العمل. إذا لم تكن قد قمت بذلك بالفعل فاقضِ بضع لحظات في التقييم الذاتي والتفكير وتحديد كيفية توصيل ما تريده حقًا بوضوح.
أما إذا لم تكن واضحًا بشأن ما تريده فلا يمكنك أن تتوقع من الموظف أن يفسر لك رغباتك. على العكس من ذلك إذا كنت واضحًا ولكنك غير قادر على إيصال هذه التوقعات باستمرار لا يمكنك أن تتوقع أن يشعر الموظف بالتشجيع والتمكين من محادثتك.
اقرأ أيضًا:
كيف تحصل على الموافقة لزيادة راتبك؟
التدريب في الشركات من المتابعة إلى التقييم
تقييم أداء الموظفين.. نحو ممارسة إبداعية
الاستثمار في المواهب الصغيرة.. المستقبل يبدأ الآن
أفضل كتب في إدارة الموارد البشرية.. الطريق نحو النجاح