لا توجد مرجعية لمدربي التنمية البشرية بالمملكة
أطالب بتكوين كيان يضم كل الفاعلين في مجال التنمية البشرية من خبراء
دربنا نحو 10 آلاف متدرب عربي حول العالم
شاركت في 50 محفلًا دوليًا وإقليميًا بدعوة من مجلس الغرف السعودي
أدعو إلى إنشاء مراكز خدمة شاملة لخدمة رواد الأعمال
حصلت على كثير من الألقاب المحلية والدولية؛ منها سفيرة الإبداع ، وتنقلت في عديد من المؤسسات الصناعية والتعليمية بالمملكة، حتى ترأست المركز الأوروبي للتواصل الحضاري كأول سعودية تعمل في تلك المؤسسة.
وفي خلال تلك المسيرة، وجدت نورة الشعبان غياب الفعاليات التنموية للمراة بالمملكة كمثيلاتها في الدول الأخرى؛ ما دفعها لدخول مجال التنمية البشرية بالتركيز على العنصر النسائي، فكانت”ملتقيات الإبداع”.حول مسيرتها ، ورؤيتها لتنمية رواد الأعمال، كان هذا الحوار..
من نورة الشعبان في سطور؟
نورة بنت فيصل الشعبان سفيرة الإبداع، والرئيس التنفيذي لملتقيات الإبداع، حاصلة على بكالوريوس العلاقات العامة والإعلام من الجامعة الأهلية بالبحرين، وشهادة تدريب المدربين وأسس الإشراف من شركة أرامكو السعودية، وشهادة “المدربون المحترفون” من جامعة كامبردج إنتركونتننتال الأمريكية، وشهادة إكمال برامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية .
ونلت أيضًا شهادة تدريب المدربين من المركز الكندي، وايضا المركز الأوروبي لتطوير الأعمال.
ملتقيات الإبداع
حدثينا عن “ملتقيات الإبداع”، وهل وجدت نتائج ملموسة في رفع الكفاءة الإنتاجية ؟
بدأت فكرة “ملتقيات الإبداع” في العام 2005م، بهدف خلق بيئة مناسبة للمرأة السعودية حتى تكتشف إبداعاتها، مع تغيير أسلوب التفكير لدى الأفراد نحو الإيجابية ،ونقيم ورش عمل بأفكار متجددة،وفعاليات لإيجاد نوع من التميز وبناء الجسور مع النخبة والمتميزين في الخليج والدول العربية.
دربنا حتى الآن أكثر من 10 آلاف متدرب عربي في كل من الخليج العربي، والأردن، ولبنان، وتونس، وبريطانيا، وماليزيا، وأستراليا، كما دربنا المبتعثين والمبتعثات من طلاب المملكة في أنحاء العالم.
وفيما يخص الفعاليات، فقد أقمنا 10 منتديات بموضوعات خاصة للشباب. ومثلت وطني في أكثر من 50 محفلًا دوليًا وإقليميًا بدعوة من مجلس الغرف السعودي.
وبالنسبة لنتائح رفع الكفاءة، تم تدريب عدد كبير من موظفات المصانع لتنمية كفاءتهن المهنية.
حصلت على جوائز عديدة، فما أبرزها؟
حصلت على لقب سفيرة الإبداع، من صاحبة السمو الملكي؛ الأميرة جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز آل سعود، كما حصلت بفضل الله على جائزة فوربس الشرق الأوسط لرواد الأعمال الأكثر إبداعًا عام 2014م.
وفزت أيضًا بجائزة سيدتي للإبداع بتكريم صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز آل سعود في العام 2015م.
ما التحديات التي واجهتك، ولماذا تركزين على الفتيات ؟
واجهت الكثير من التحديات؛ لأن فكرة تطوير شخصية المرأة وزيادة ثقتها بنفسها وتحفيزها على الإبداع، كانت محظورة من أهل المتدربات الذين كانوا يعتبرون ذلك تمردًا، خاصة في إبداء رأيها واتخاذ القرارات على نطاق الأسرة.
والأجمل أن كثيرًا من المسئولين في عدة قطاعات يتواصلون معنا لتدريب بناتهم لما لمسوه من تطور في شخصياتهن، كما وجدت تعطشًا من السيدات لمثل هذه الأنشطة التي لامست كثيرًا من مهاراتهن المكبوتة. وكان من أجمل ما قدمنا لهن “وجّهي المنظار واكتشفي مابك من أسرار”، و”مبدعة قيادية بأفكاري وإنجازاتي”، و”نحو كفاءة مهنية عالية”، و”اكتشفي ذاتك..وأطلقي إبداعاتك”.
نتعامل مع الجنسين لإيماني بأن المجتمع يعتمد عليهما معًا، فهما الثبات والتنمية والتطور في وطني، لكن تركيزي على الأنثى، يعود إلى احترام مجتمعي السعودي المحافظ بخصوصيته في التعامل مع المرأة.
مدرب التنمية البشرية
مانوع التدريب الذي يحتاجه رواد الأعمال، وما الصفات الواجب توافرها في مدرب التنمية البشرية ؟
يحتاج رواد الأعمال إلى برنامج تطوير الذات وبناء الشخصية؛ لأن أطول رحلة في حياة الإنسان هي رحلته داخل ذاته، عندما يكتشف مهاراته والكنوز التي بداخله؛ ليفهم نفسه ويتعامل معها، ثم يتعامل مع الآخرين، ثم نبدأ في برامج دراسات الجدوى ودراسة سوق العمل والعلاقات العامة والتسويق.
أما صفات مدرب التنمية البشرية فيجب أن يكون مطّلعًا ويتعامل حسب أسس علمية مع هذه الموارد.
يجب أيضًا أن يتمتع بمهارات العمل الناجح (التفكير والتخطيط والتنفيذ ثم التقييم، وبعدها التطوير لكل مهاراته)، وأن يتمتع بالقيادة الفاعلة الإيجابية، وأن يكون مُطلع على خلفية المتدربين والمشاركين في كل ورشة عمل؛ ليتمكن من تحديد احتياجاتهم ويوفر لهم ثروة معرفية، وكذلك مهارات استخدام طرق وأساليب التدريب والوسائل المساعدة ومهارات التعامل مع الفروق الفردية للمتدربين، ومهارة تحفيز وتوجيه مهاراتهم لاستخدام نتائج أدوات التقييم.
ما مرجعية مدربي التنمية البشرية بالمملكة؟
لا توجد مرجعية للمدربين بالمملكة؛ لذا أطالب من خلال منبركم بتكوين كيان يضم كل الفاعلين في مجال التنمية البشرية من خبراء؛ لتقييم أداء كل مدرب؛ ليكون الأداء أكثر احترافية لتطوير المهارات الواعدة في ظل التنامي الاقتصادي للمملكة وسياستها الرامية نحو اقتصاد معرفي.
ماذا عن أهداف الملتقى الخليجي الثالث المزمع إقامته هذا العام ؟
يهدف الملتقى إلى جمع نخبة من المختصين في هذا المجال لتلاقح الأفكار، وتبادل الخبرات، والتعرف على مكامن الإبداع في مجال تنمية الموارد البشرية.
ما الاستثمارات الأكثر أهمية وارتباطًا بمستقبل التنمية بالمملكة ؟
الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار بالفرد وتنميته، وأيضا تحفيزه على البحث عن كل ماهو جديد؛ لأن إدارات تنمية الموارد البشرية في سباق مستمر من أجل اكتشاف تلك الإبداعات واحتضانها ومحاولة تطويرها وتنميتها.
إلى أي مدى ترين تطور المشروعات الصغيرة والمتوسطة لسيدات الأعمال بالمملكة؟
ظهور وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى حدوث نقلة نوعية في مجال ريادة الأعمال ، فأصبح لدى رواد الأعمال اطلاع أكثر على كثير من المشروعات والأفكار الجديدة التي تجعلهم يتجهون إليها، كما أصبحنا أقل حدة في موضوع ثقافة العيب؛ فأصبح اقتحام المرأة لسوق العمل متاحًا عن ذي قبل، وأصبح هنالك تنافس صحي بين رائدات ورواد الأعمال، مما كان له أثر بالغ في انتشار وتنويع المشروعات من حيث الإنتاجية والنوعية.
كل ذلك صب في تطوير رائد الأعمال والمشروعات الريادية وأيضا وجود الجوائز التحفيزية لرواد الأعمال مما كرّس البقاء للأكثر إبداعا ومصداقية في العمل الريادي المستمر والمثمر.
تعدد الجهات الرقابية
ما التحديات التي تواجه رواد الأعمال بالمملكة ؟
تتمثل أهم المعوقات في تعدد الجهات الرقابية، وصعوبة الترخيص والتسجيل في الغرف التجارية، ومعاملة وزارة العمل لرائد الأعمال كأنه مؤسسة كبرى؛ لذلك أتمنى إصدار تشريعات مختصة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما نتوقعه من هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
أضف إلى ماسبق، تدني الجهود الموجهة لمساعدة رواد الأعمال على تخطيط الإنتاج وربطه بحاجة سوق العمل، وعدم الاهتمام بتوفير آليات ومساعدات كافية لاستيراد الآلات الحديثة لمشروعات شباب الأعمال.
وهل ترين أن هناك جهودًا يجب على المسؤولين بذلها للارتقاء بريادة الأعمال؟
بالتأكيد هناك أمور يجب الاهتمام بها في هذا الإطار تشمل:
- إنشاء مراكز خدمة شاملة لخدمة رواد الأعمال الجدد تتيح خدمات الإرشاد والنصح، وتحديد أنسب الجهات التمويلية.
- إعطاء معاملة تفضيلية لمنشآت شباب الأعمال في المنافسات الحكومية من خلال تشجيع مؤسساتها والشركات المملوكة لها على تخصيص حصة من صفقاتها أو متشرياتها لمنشأت شباب الأعمال.
- الاستفادة من الممارسات الدولية والمثيلة من اقتصادات ريادة الأعمال واستخلاصها وتفعيلها؛ لدعم المبدعين والمبادرين في ريادة الأعمال بالمملكة العربية السعودية.
- إدراج مادة تعليمية متخصصة تتناول ريادة في المراحل التعليمية المتوسطة والثانوية والجامعية.
- الاهتمام بالبرامج الإعلامية المخصصة لدعم شباب الأعمال.