سبق وعملت في مجال وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر ثماني سنوات. ورأيت عددًا لا يحصى من العلامات التجارية تسعى في اتجاهات عابرة، وتهدف إلى تحقيق مكاسب سريعة. ولكن الحقيقة هي أن النمو الحقيقي المستدام على وسائل التواصل الاجتماعي لا يتعلق بالحيل، أو التحايل المستمر. بل يتعلق بنجاح العلامة التجارية، وأن تلقى صداها وتصبح مؤثرة.
عادة ما ننسج أساطير نرويها لأنفسنا وفي حين نعتقد أن النمو قد يحدث على النحو التالي:
- ملاحقة كل متابع جديد وكأنه سباق.
- نشر أي شيء، في أي وقت، على أمل أن يلقى شيئًا ما صدى.
- تجاهل ما يجعل العلامة التجارية مقنعة ولا تُنسى.
ضع هذه العناصر المغرية سالفة الذكر التي تجعلك تتوهم نتائج نمو سريع؛ لأنها في الواقع مجرد أساطير.
حقيقة النمو عبر وسائل التواصل الاجتماعي
إذا كنت تطمح إلى تطوير نموك الحقيقي، إليك ثلاث استراتيجيات فعالة قد تفيدك في نجاح علامتك التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي استنادًا إلى سنوات خبرتي في هذا المجال وهي على النحو التالي:
1- اعثر على مكانك المناسب
لا يتعلق الأمر بجذب الجميع. بل يتعلق بجذب جمهور يتفاعل بصدق مع رسالتك. لقد سبق وعملت خلال رحلتي مع شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا. كانت الشركة تحاول تسلق القمة بطريقة سريعة، وترغب في أن تكون كل شيء للجميع بين عشية وضحاها.
ومع ذلك، كانت الصفحة الخاصة بالشركة على وسائل التواصل الاجتماعي فوضوية. حيث تقوم كل يوم بنشر منشورات مشتتة. على سبيل المثال، كانت تنشر في يوم ما عن الذكاء الاصطناعي، وفي اليوم التالي عن ثقافة المكتب، لقد ضيقت تركيزهم على حلول شركات B2B. وفجأة، ارتفعت مشاركتهم بشكل كبير، لماذا؟ لأنهم كانوا يتحدثون مباشرة إلى الأشخاص الذين يهتمون بمنتجهم أكثر من غيرهم.
2- اسرد قصصك المؤثرة
قصصك الفريدة هي سلاحك السري، لذا؛ استخدمها لبناء علاقات حقيقية، إنني ما زلت أذكر حتى هذه اللحظة تلك العلامة التجارية الصغيرة للقهوة التي ساعدتها. والتي كانت تكافح من أجل التميز في سوق مزدحم. وبدأت في مشاركة قصص حول مزارعيهم، وتحديات المصادر الخاصة بها، والشغف وراء كل مشروب. وهو ما أدى إلى زيادة عدد متابعيهم إلى أكثر من الضعف بصورة سريعة.
3- اجعل علامتك التجارية متسقة
قم بإبراز جوهر علامتك التجارية في كل منشور، وتعليق، وقصة، لقد سبق ولاحظت أثناء عملي مع بائع تجزئة للأزياء، أن بصمته كانت في كل مكان. وكانت في بعض الأحيان رسمية وفي أحيان أخرى غير رسمية، لقد أنشأت دليلًا صوتيًا لعلامته التجارية. وبدأ المتابعون في التعرف على منشوراته دون حتى رؤية اسم علامته التجارية، وامتلأت صفحته بالمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي. إنها حقًا قوة الاتساق.
قوة العلامة التجارية في تحقيق المكاسب السريعة
نقوم في كثير من الأحيان بالتفاعل مع دعوة قوية موجه إلينا لاتخاذ إجراء والقيام بنقرة والدخول إلى أحد الروابط. وعلى العكس من ذلك، تلهم العلامة التجارية القوية ارتباطًا دائمًا بها. على سبيل المثال، كم عدد المرات التي نقرت فيها على إعلان جذاب ويحدث بعدها أن تنسى العلامة التجارية بثوانٍ معدودة؟
والآن، فكر في العلامات التجارية التي تتابعها باستمرار على وسائل لتواصل الاجتماعي، ما الذي يجعلها مختلفة؟ لا يتعلق الأمر بعروضها الترويجية أو تواتر نشرها، بل يتعلق الأمر ما الذي جعلتك هذه العلامة تشعر به. أغلب الظن أنها القصص التي تحكيها للمقربين منك، إنه الصوت المتسق الذي تعرفه وتثق به.
بناء علامة تجارية ناجحة
لا يتعلق بناء علامة تجارية ناجحة على وسائل التواصل الاجتماعي بأن تكون صاحب الصوت الأعلى. أو صاحب المنشورات الأكثر تكرارًا، ولكن يتعلق الأمر بجعل جمهورك يشعر بأنه جزء من منظومة أعظم.
وعادةً عندما أعمل مع العلامات التجارية على وضع استراتيجيات مخصصة لوسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها. لا نبدأ بجداول النشر أو استراتيجيات الكلمات المفتاحية، ولكننا نبدأ بهذه الأسئلة:
- ما الذي تمثله علامتك التجارية؟
- ما المنظور الفريد الذي تقدمه لصناعتك؟
- كيف يمكنك إضافة قيمة إلى حياة متابعيك بما يتجاوز مجرد بيع منتج؟
قد تبدو الأسئلة سالفة الذكر أساسية. ولكنها تشكل الأساس الذي أشيد عليه تواجد هذه العلامة التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي ليس لنموها فحسب، بل وازدهارها أيضًا.
خلاصة القول
توقف عن اللحاق بالمتابعين، والنشر دون هدف، وابدأ على الفور في سرد قصة نجاح العلامة التجارية الخاصة بك، وبناء العلاقات. كل ما عليك فعله فحسب هو البدء في الاتساق، وتذكر أن علامتك التجارية هي النجم الحقيقي ووسائل التواصل الاجتماعي ليست سوى أداة. لذا؛ استخدمها لتضخيم صوت علامتك التجارية، وليس لإحداث ضجيج أو إنشاء أصوات صاخبة تجعلك تعتقد أن علامتك ستكون شائعة.
بقلم / فرانك فيلاسكيز
المقال الأصلي: هنا