عندما يتعلق الأمر بالبشر، فإن مهارات الوظيفة والمواهب الفريدة من نوعها الدفينة بداخلنا تساهم في جعلنا الخليقة الأصلية التي نحن عليها.
صرح مايكل أنجلو؛ الفنان الشهير، ذات مرة أنه لم يرسم الأشكال المنحوتة على الرخام، ولكنها كانت موجودة عليه بالفعل، وأن كل ما فعله أنه قام ببساطة بإزالة الزوائد منها حتى يمكن رؤيتها.
وينطبق هذا القياس أيضًا على العديد من جوانب الحياة سواء في العالم المحيط بنا من حولنا، أو على المستوى الفردي داخل كل واحد منا على حده.
انظر كيف أزال عالم الآثار بعناية الحطام الزائد الذي تراكم مع مرور الوقت ليكشف عن الرخام الجميل الذي صنعته المجتمعات القديمة، لقد كان هذا الجمال موجودًا طيلة الوقت، ولكنه كان مختبئًا تحت بقايا الأتربة والطين التي تصلبت وتحولت إلى قشرة أخفت معالمه.
وفي حين لم تتشكل تلك الطبقة الخارجية الباهتة التي وارت أسفلها هذا الجمال بسرعة، ولكنها فعلت ذلك تدريجيًا على مر السنين، وفي النهاية قامت بإخفاء الإبداع الأصلي والفريد المختبئ أدناه.
وعلى هذا النحو، وبمقارنة أخرى وهي كنيسة “سيستين” التي تم تجديدها مؤخرًا، والتي تراكمت عليها قرون من الدخان والغبار والرطوبة وطمست الألوان الأصلية الرائعة لهذه التحفة الفنية الحقيقية.
على الرغم من أن الأشخاص المحيطيين والظروف السلبية يمكنهم أن يضعفونا، أو يشوهوا صورتنا الإيجابية عن أنفسنا إلى حد كبير، إلا أن الحقيقة تظل ثابتة وهي أنه لا يزال هناك جمال بداخلنا في انتظار خروجه إلى النور، وإدراك هذا واحدًا من أهم مهارات الوظيفة الواجب العناية بها وعدم إغفالها.
نعم، إنه مثل استعادة رونق الرخام القديم، أو ترميم الكنيسة تمامًا، ولكن يتطلب الأمر ببساطة شخصًا يتمتع بالمزيج الصحيح من المعرفة، والصبر، والمهارات، والأدوات للكشف بعناية عن التحفة الفنية المخبأة في أعماقك.
طرق تعزيز مهارات الوظيفة
وعند التفكير في مستقبلك وحياتك العملية يمكن أن يساعدك التخطيط الوظيفي الشامل في الكشف عن حقيقتك وعن الجزء الكامن بداخلك لتلك التحفة الفنية.
فإذا ما أردت الكشف عنه وإزالة الغبار من عليه، اتبع الخمس طرق الفعالة الآتية للوصول إلى ذلك:
1- أخذ الحياة بخطى هادئة
حاول تجنب تلك الأنشطة التي تتطلب منك التحرك بسرعة أو الاندفاع، كما هو الحال مع البحث عن الذهب، فإن أعظم الكنوز التي تكمن بداخلك لا يمكنك العثور عليها إلا من خلال التأني، وغربلة أفكارك وأحلامك العميقة.
لذا؛ فإن الرؤى الثمينة تأتي من خلال التباطؤ والانخراط في التركيز والتفكير العميق.
2- قضاء بعض الوقت في العزلة
إن السماح لنفسك بقضاء الوقت بمفردك يوفر لك فرصة أكبر للتعمق في أعماقك، لذلك؛ قم بإنشاء ملاذ آمن أو مفر هادئ يسمح لك بالهروب تمامًا من الضغوطات اليومية والتركيز على تحفتك الداخلية.
3- الانخراط في الحديث الذاتي
تحدث بصوت عالٍ مع نفسك في بيئة حاضنة، وتعرف على الجزء الذي يمتدح المدى الذي وصلت إليه، ويعترف بالانتصارات التي لم تتحقق بعد، إن الكشف عن هذا العالم الداخلي سيمنحك منظورًا واضحًا لحياتك الرائعة المستقبلية.
4- تسجيل الأفكار والمشاعر الداخلية
عندما تصبح أكثر وعيًا بما يحدث بداخلك، فإن تدوينه سيضيف قوة إلى قدراتك البديهية ويسمح لك بتطوير خريطة الكنز الخاصة بك التي ستساعدك حتمًا على التمكين من الحياة، والتي ستوسع بشكل كبير قدرتك على رؤية ما هو أبعد مما تفكر فيه وتفعله كل يوم.
5- استشارة صديق أو مرشد موثوق به
تعد المشاركة مع صديق أو مرشد ما اكتشفته في العزلة طريقة أخرى ملهمة وموفرة للوقت لإزالة المزيد من الحطام السلبي أو العقبات العاطفية التي تمنع الشخص الذي تريده حقًا من أن يصبح “بعيدًا عن الأنظار” و”بعيدًا عن العقل”.
ولا شك في أن البحث عن صديق أو مرشد حدسي ربما يكون قد اختبر بالفعل ما تمر به أو اكتشف في نفسه شيئًا مشابهًا لما تحاول اكتشافه، يمنحك ميزة البصيرة والدعم المعنوي للحفاظ على عملية البحث عن الذات.
والأهم من ذلك، أنه سيمنحك المزيد من التشجيع أو الأمل لتدرك أنه من الممكن حقًا الكشف عن حقيقتك، وفي جميع الأحوال، فإن الأمر متروكًا لك لتحقيق ذلك.
وباعتباري أحد المدربين في هذا المجال، أود أن أخبرك بأن التخطيط الوظيفي الشامل يساعد عملائي على الكشف عن ما يجب عليهم فعله في العمل، لأنني وبحق أرى نفسي عالم آثار أو مرممًا للتوقعات الشخصية التي لم تتحقق والتطلعات المفقودة.
إن دوري وهدفي يتمحور في مساعدة كل عميل من عملائي على التخلص بعناية من بقايا الوقت المتراكمة، والطبقات السلبية من الشك والخوف التي ربما تراكمت حول أحلامهم دون أن يدركوا ذلك، وشيئًا فشيئًا، تظهر مساعدتي لهم طبيعة ذاتهم الحقيقي وتتألق بشكل أكثر سطوعًا من أي وقت مضى.