قد يبدو مفاجئًا القول إن المهارات العملية والشهادات الأكاديمية وحدها ليست هي الضامن الوحيد للحصول على وظيفةٍ ما، بل إن لغة الجسد في مقابلة العمل ، على سبيل المثال، تلعب دورًا حاسمًا ومحوريًا في اتخاذ قرار التعيين.
وإنما أتى هذا التطلب الزائد في المهارات الواجب توافرها فيمن يجب توظيفه من أن طبيعة العمل ذاته تغيرت عما كانت عليه من قبل؛ فثمة تحديات جمة تواجه الشركات ولذلك تسعى إلى العثور على الموظف الذي يمكنه مساعدتها في الخروج من العثرات، وتحقيق أهدافها واستراتيجياتها المختلفة.
لذلك، فمن الواجب على الساعي للحصول على وظيفة ما أن يتقن لغة الجسد في مقابلة العمل تحديدًا، وأن يتعلم، بشكل عام، فن إدارة جسده، سواءً في الحياة الشخصية أو العملية على حد سواء.
لغة الجسد والنجاح في العمل
من بين المحددات الكثيرة التي يمكن من خلالها النجاح في العمل تأتي لغة الجسد في المقدمة؛ فمن لم يستطع إدارة جسده بشكل فعّال وجيد كيف سيمكنه إدارة مهامه الوظيفية المختلفة؟! ليس هذا فحسب بل إن من لم يستطع إتقان لغة الجسد في مقابلة العمل وإقناع اللجنة المختصة بالتعيين فكيف سيقنع العملاء فيما بعد؟!
ولعل هذا هو المعنى الذي قصدته كاتي رامب؛ مديرة الموارد البشرية في وكالة “M/H VCCP”، حين تقول إن: “أحد الأشياء التي نبحث عنها عندما نجري مقابلات عمل مع المتقدمين هو مدى قدرتهم على الوصول إلى العملاء عن طريق قدرتهم على إقناع لجنة التوظيف، فإن لم يستطيعوا إقناع اللجنة فكيف يمكنهم الوصول إلى العملاء؟!”.
بيد أن الأمر لا يقتصر على التواصل مع العملاء وإقناعهم، بل يتعدى ذلك إلى التواصل الناجح مع الزملاء والمديرين المباشرين وغير المباشرين في العمل، عندما تذهب لمقابلة عمل لا تنس أن أحد هؤلاء الأشخاص الذين يوجهون إليك الأسئلة وينتظرون إجاباتك قد يكون مديرك المباشر، فإذا لم تستطع التواصل معه بشكل جيد الآن (أثناء مقابلة العمل) فلن تتمكن من فعل ذلك فيما بعد.
اقرأ أيضًا: الاندماج الوظيفي.. الموظفون والمؤسسة “كيان واحد”
5 نصائح لمقابلة عمل ناجحة
رحلة البحث عن عمل والحصول عليه شاقة ومضنية؛ لا سيما ونحن في عصر المنافسة المحمومة، بيد أن مقابلة العمل هي إحدى المحطات المحورية والمهمة التي ستحدد مدى فرصك في الحصول على الوظيفة من عدمه، والآن: كيف يمكنك اجتياز مقابلة العمل بنجاح؟
سنحاول فيما يلي الإشارة إلى بعض النصائح التي يجب اتباعها إذا أردنا أن تظفر بالوظيفة التي تقدمت بطلب للحصول عليها، وهذه النصائح هي:
1- ابدأ بالابتسامة
إذا دُعيت لحجرة المقابلة فإن أول ما يتعين عليك فعله بعد السماح لك بالدخول هو أن تبتسم، أي أن يكون أول ما يراه من يجرون المقابلة معك هو ابتسامك؛ فهذه الابتسامة هي التي يمكنها إذابة جبل الجليد، وستشعر أنت نفسك بالارتياح بعدها، وسيشعر الطرف الآخر بأنك شخص ودود، وهي خطوة أولى لكي تسير الأمور على ما يرام.
2- صافح من يُجري معك المقابلة
تنطوي مصافحة من يُجري معك مقابلة العمل على أمر خطير بعض الشيء؛ فعندما تصافح هذا الشخص الذي يختبرك عليك أن تمنحه انطباعًا بأنك لست مغرورًا ولا خاضعًا، بل أشعره بأنك واثق من نفسك ومن قدرتك، دعه يشعر بذلك من خلال الطريقة التي تضغط بها على يده.
3- لا تنس تحريك يديك
قد تشعر، خلال مقابلة العمل، أن يديك عبء ثقيل عليك، لكن لكي تتخلص من هذا العبء ضع يديك على الطاولة التي أمامك، أو على الكرسي الذي تجلس عليه، أو حتى على رجليك، لكن لا تنس أن تحركهما من وقت لآخر، وخاصة عند شرح أو إيضاح شيء ما، وكن حريصًا على أن تتوافق حركات يديك مع المعنى الذي تشرحه.
4- أومئ برأسك وأنت تستمع
إذا أردت أن تُشعر الشخص الذي يحدثك بأنك مهتم بما يقول، ومُصغٍ له، فما عليك سوى تحريك رأسك والإيماء به؛ إذ يعني ذلك أنك تحترم من يحدثك، وتتابع حديثه باهتمام بالغ، وهو الأمر الذي سيدفعه إلى الحديث أكثر، ومن ثم يعطيك الفرصة لدراسته ومعرفة المدخل المناسب له.
اقرأ أيضًا: النشرة البريدية واستهداف العملاء.. طريق التسويق المهجور
5- انظر في العين مباشرة
العين طليعة الروح ونافذتها، هذا أمر بديهي، ولذلك إذا أردت أن تعرف الذي أمامك بشكل جيد فانظر في بؤبؤ العين مباشرة، لكن احذر أن تطيل النظر فنظرة قصيرة تكفي، هذا التواصل البصري مع من يجري معك مقابلة العمل سيمنحك وإياه ارتياحًا كبيرًا، وسيجعل الأمور تسير معك على نحو سلس.
أما إذا كانت هناك مجموعة من الأشخاص يجرون معك مقابلة العمل فكن حريصًا على توزيع نظراتك على الجميع، حتى لا يظن أحدٌ منهم أنك تتجاهله.
اقرأ أيضًا:
أسرار مهارات رواد الأعمال الناجحين