سعيد الغامدي:
لدينا المخترعون.. لكن ليس هناك من يدعمهم
الأستاذ الدكتور سعيد بن سعيد الغامدي -استشاري وأستاذ الأدوية والسموم المشارك في كلية الطب بجامعة أم القرى- من المختصين النشطين في مجال السموم والأدوية. قدّم إلى الآن سبع براءات اختراع في مجاله، صدر اختراع منها لا يزال ينتظر المستثمر الذي يمكن دعمه ليتحول إلى منتج في السوق. في هذا الحوار نتعرّف تجربته، والخلاصة التي يقدمها إلى الجهات الداعمة للإبداع والاختراع، حتى يمكنها تشجيع العلماء المخترعين، وانتشال كثيرين منهم من حالة الإحباط الني يسببها إحساسهم بعدم التقدير.
* ماذا عن براءات الاختراع التي أحرزتموها؟
– تمّ بفضل الله تسجيل عدد سبع براءات اختراع، صدر منها اختراع واحد، وهو كريم مستخلص من ثمار شجيرة الحدق Solanumincanum، التي تنبت بكثافة في جنوب الجزيرة العربية، وفي بعض أجزاء من آسيا وإفريقيا، وهو فعال جداً في إزالة الشعر، وتأخير نموه مدة ثلاثة أشهر.
* ما الاختراعات الأخرى؟
– براءات الاختراع الأخرى مستخلصات نباتية، تفاصيلها هي: خافض لمستوى السكر لعلاج مرضى السكري، وعلاج للغرغرينا، وترياق لمعالجة حالات الإصابة بالسموم البيولوجية بأنواعها المختلفة، وواقٍ لمنع التأثر بالسموم البيولوجية قبل التعرض لها، ومستحضر لعلاج الأنيميا المنجلية، ومستحضر نباتي مضاد للالتهاب.
* ما الذي تضيفه هذه الاختراعات في مجالكم؟
– هذه الاختراعات مستحضرات دوائية يمكن استخدامها أدوية لعلاج حالات مرضية معينة.
* ما الذي قدّمته هذه الاختراعات إلى المجتمع؟
– الاختراع الذي صدر من هذه الاختراعات لا يزال في مرحلة البحث عن مستثمر لتحويله إلى منتج، وبالنسبة إلى الاختراعات الستة الباقية فإنها لا تزال في مرحلة التسجيل.
* ما العلاقة بين السموم والأدوية؟
– كل الأدوية لها آثار سمّيّة إذا تم تناولها بجرعات غير الموصى بها طبياً، وقد تكون قاتلة.
* هل ترى أن لدينا في المملكة بيئة حاضنة للاختراع والابتكار؟
– مما يؤسف له أننا نفتقد إلى البيئة التي تحتضن الابتكار وتشجع عليه.
* كيف يمكن تفعيل دور الجامعات لتصبح حاضنةً للاختراع، ومشجعةً للمخترعين؟
– أرى أن مشروع وادي فاطمة أو غيره من المشروعات سيكون بذرة خير في هذا المجال، خصوصاً الاختراعات الدوائية.
* ألا ترى أننا نفتقد إلى ثقافة الابتكار والتفكير الإيجابي لحلّ مشكلاتنا؟
– لا أرى ذلك؛ فالمبدعون لدينا كثر، لكن احتواء هذه الابتكارات وتحويلها إلى واقع غير موجود بتاتاً.
* ما دوركم، بوصفكم مختصاً في مجال السموم والأدوية، في نشر ثقافة التعامل الواعي مع الأدوية في مجتمعنا؟
– أشارك في هذا الجانب بتقديم محاضرات دورية في عدة جهات صحية وأكاديمية وعسكرية، إضافةً إلى المشاركات الصحفية بالكتابات والمقابلات الإعلامية ونشر الأوراق والكتب.
* ألا ترى ضعف هذه الثقافة في مجتمعنا؟ ما السبب؟ وما العلاج؟
– نعم، ثقافة التوعية بمخاطر السموم مع بيان تفصيلها تكاد تكون معدومة، والسبب هو قلة الوعي، وقلة المتخصصين في هذا المجال. والعلاج هو إنشاء جمعية لعلم السموم تكون مظلةً فكريةً لهذا العلم، وللمتخصصين فيه، وتتولّى مهمة التوعية بأسلوب علمي وعملي مؤثر.
* هل من كلمة أخيرة؟
– إذا لم يجد المخترع بيئة حاضنة لابتكاره فإنه سيشعر بالإحباط، وسيتحول ذلك إلى عامل تثبيط، فيجب التنبّه إلى هذا الأمر من الجهات الحكومية التي تحرص -بلا شك- على العنصر البشري، وترى أن الإنسان هو أغلى ما تملك، ويمكن الاستثمار فيه من أجل بلوغ الطموحات بتميّز. اقترحت إنشاء جمعية لعلم السموم في قسم الأدوية بكلية الطب، وأكملت متطلباتها النظامية، وهي الآن في مكتب معالي وزير التعليم لاعتمادها، وأرجو أن يكون ذلك قريباً.
عناوين
– اخترعت كريماً مستخلصاً من ثمار شجيرة الحدق يستخدم في إزالة الشعر وتأخير نموه ثلاثة أشهر
– ثقافة التوعية بمخاطر السموم معدومة، والعلاج إنشاء جمعية لعلم السموم تكون مظلة فكرية لهذا العلم وللمتخصصين فيه
– إذا لم يجد المخترع بيئة حاضنة لابتكاره فإنه سيشعر بالإحباط، وسيتحول ذلك إلى عامل تثبيط