سيدي ماذا تفعل؟
أنا فقط آخذ قلما.. لا، هذا المكان مخصص لموظفي هذا القسم فقط. هل أنت أحد أفراد هذا القسم؟.. أنا لا… أنا آسف، اعتقدت أن هذا المكان لجميع من بداخل الشركة؟ حسنا ضعه من فضلك،.. إنها ليست عصبية من بعض الناس أن يقول لك: ضع هذا من فضلك،.. ولكني مشيت بعيدا شاعرا بأني كالمجرم وشاعرا بالحرج وبعد ساعتين كنت أضحك على نفسي وأفكر “يااه” يالي من شخص بائس. كيف يكون الشعور بالتعاسة لسبب مثل هذا؟ حيث يوجد شعور بالتعاسة وعدم الرضا عن العمل ومن ثم يتحول إلى حالة من البؤس الكامل.
وإليك كيف تعرف إذا كنت بائسا أم لا؟:
إذا كنت تأخذ نفسا عميقا كل صباح قبل فحص البريد الإلكتروني الخاص بك لأول مرة، وعندما يسألك الناس كيف حالك؟ وتقول “أنا على ما يرام”، بينما في الواقع هو مجرد تعليق يبعدك عن الانهيار العقلي، وعندما يتحدث إليك رئيسك وتجد أنك تركز بعينيك فقط معه، ولكن في داخلك تصرخ بصوت عال، لدرجة أنه قد يسمعك، وعندما تذهب إلى المنزل، وتعاود تفاعلات العمل المختلفة إشغال رأسك مليون مرة، قائلا: على كل فالأشياء التي تتمناها يمكنك على الأقل التفكير فيها وقولها.
لا تضع نفسك على النار لتصنع شخصا آخر “ساخن”، لقد فعلت كل ما في وسعك إنجازه، عملت مدة أيام وليال وفي عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الكبيرة والمناسبات العائلية، وأيام الصيف، وأيام الثلج، وفترة مشاهدة مباريات كرة القدم، وأيام الأعياد وأعياد الميلاد. وكنت أعمل كالآلة، وقد خسرت كل أولوياتي بسبب العمل، هكذا مثل الموتور.. لم يطلب مني أحد أن أعمل كل هذا، لقد فعلت ذلك من نفسي، أنا وحدي من وضعت نفسي على النار لأتجاوز توقعات مديري وزملائي بالعمل.. زميلتك بالعمل فعلت كل ما في وسعها للحصول على اشتراك مجاني في ناد وفازت به فلم يطغ العمل على حياتها الشخصية،.. ولقد تعلمت من ذلك إنه ليس من مهام رئيسك في العمل أن يقول لك: إنك تعمل أكثر من اللازم، دعني أعيد عليك تلك الحقيقة، رئيسك لن يقولك لك: إنك كنت تعمل كثيرا. إنك تعرف أنني سوف أكرر عليك هذا القول، هذا لأنني لا أعتقد أنك تفهمني. إن رئيسك سوف يدعك تستمر في إرهاق نفسك دون أي اعتبار لكيف يؤثر ذلك على حياتك الشخصية، إنه ليس من مهمته إدارة حياتك الشخصية، فهذه مهمتك أنت.
إذا كنت قادرا على العثور على وظيفة يمكن أن تحاكي حياتك الشخصية إذا فتوكل على الله واعمل بها. إذا لم يكن اسمك أنتوني بوردين، وتعرف أيضا اسم الرجل الذي يدفع لك للسفر وتناول الطعام في جميع أنحاء العالم، إذا فلا تعتقد أنه سوف يتم الدفع لك لما تحب أن تفعله.. أن تصبح مراقبا عظيما، مثل جيري الذي لديه صديقة صماء؛ ولذلك فهو أمر عظيم للغاية بالنسبة له أن يقوم بقراءة الشفاه.
إن المشكلة الحقيقية للناس البؤساء هي أنهم يعملون برؤى شديدة الضيق، فهم ليسوا قادرين على رؤية وظائفهم بشكل شامل. ولذلك بدلا من فهمهم الأمور وكيفية إيجاد حلول لها، تجدهم يستمرون في التعامل معها بنفس الطريقة الوحيدة التي يعرفونها دون تعلم طرق جديدة لحل المشكلات.
وإليك كيف تصبح مراقبا كبيرا لهذه الأمور: في اجتماعك المقبل أريدك أن تخرج من طريقتك المعتادة ولا تتحدث خلال الاجتماع. تظاهر وكأنك مثل ذبابة على الحائط، حتى لو كنت تعرف الإجابة على السؤال المطروح، فقط اصمت. حتى إذا كنت تريد أن تضيف شيئا إلى شخص ما.. لا تتكلم، مجرد الجلوس هناك في الاجتماع والاستماع لهم، وانظر حولك لترى من هو يتحدث بالهاتف، انظر حولك لترى من يقرأ ويرد على بريده الإلكتروني، انظر لتر أيا من زملائك يقوم بإرسال الرسائل النصية لبعضهم بعضا داخل الغرفة لتبادل معلومات غاية في السرية.. فقط اجلس هناك وراقب.. لاحظ كم من الوقت يقضيه الناس في التحدث أثناء الاجتماعات.. فهذا الشخص الذي قضى خمس دقائق يشرح في مشكلة هل كان بإمكانه تفسيرها في نصف دقيقة فقط؟ وماذا عن ذلك الشخص الآخر الذي أضاف تعليقا عليها فقط؟ هل كانت هناك تعليقات أخرى ذات صلة وضرورية؟ راقب عدد المرات التي تتلقى فيها رسائل البريد الإلكتروني من زملائك. من هو الذي يرسل لك باستمرار بريدا إلكترونيا بعد الساعة الخامسة مساء وفي عطلة نهاية الأسبوع؟ من الذي يعمل من المنزل أكثر؟ من الذي يأتي للعمل أكثر؟ راقب سلوكيات الآخرين. اسمح لنفسك أن تغوص في كل هذه الملاحظات.
كيف يساعدك هذا الأمر على أن تصبح أكثر سعادة؟ إنه يساعدك على فهم وضعك الحالي في العمل بشكل أفضل، وهدفك هنا هو أن تفهم ما هو دورك الحقيقي في العمل وفهم كيف يعمل الآخرون. وهناك فرصة جيدة إذا كنت لا تزال تقرأ هذا المقال بهتمام، ولديك رؤية النفق، ولديك تفاوت في القدرة على فهم المكان الذي يتناسب معك في العمل. فهل تفهم حقا ما هو دورك في العمل؟ إنه ليس بهذه الخطورة.
لقد قمت بتطوير الوعي العالمي على عجل، بتوجيه الناس، وعدم الرضا على دولة العالم، والإكراه على فعل شيء حيال ذلك.. حين تنظر من بعيد من على سطح القمر، تجد أن السياسة الدولية تبدو تافهة للغاية، وكأنك تريد انتزاع السياسي من رقبته وتجره بعيدا لمليون ميل وتقول: “انظروا إلى ذلك الشخص، أنت ابن…”. – [وهي كلمة منقولة عن إدغار ميتشيل، رائد فضاء أبولو 14 مجلة بيبول، 8 نيسان عام 1974م].
ملاحظة: أنا فعلا أكره الاقتباسات، ولا أحب أن أقتبس فقرة من أحد، ولكني فقط لم أجد قولا أنسب من قول إدغار. أنا أيضا شخص سعيد جدا صدقوا أو لا تصدقوا، عندما تكن في مثل هذا الظرف تعتقد أن عملك مهم جدا فتضع فيه كل طاقتك. وإذا كنت مثلي فإنه يأخذك كل الفخر بعملك. وعندما تتعهد بفعل شيء ما، فإنك تفعل كل ما يلزم لإنجاز ذلك الشيء حتى لا تدع زملاءك يهبطوك. وهذه هي الطريقة التي تبدأ بها رؤية النفق (الرؤية الضيقة للأمور).
سوف أودعك سرّا صغيرا، فهل أنت مستعد؟ هل أنت متأكد؟ إن هذا الأمر ربما شحن عقلك.. وهو ليس بهذه الخطورة نعم، أنا أتحدث إليك أنت. ما كنت تفعله حالا ليس بهذه الأهمية في المخطط الكلي للأشياء. وتظن أنه فائق الأهمية، ولكنه في الحقيقة غير ذلك. أعلم أنك لا يمكن أن تسمح لزملائك أن يجروك لأسفل. وأعلم أنك في حاجة إلى المال للعمل. وأعرف أن هذه الوظيفة هي شريان حياتك الآن.
ألق نظرة على مقولة إدغار وهو في الفضاء مرة أخرى. أريدك أن تلقي نظرة على ما كنت تعمل وأنت في مكانه على سطح القمر. ما مدى أهمية ما تقوم به في العمل الآن؟ هل العمل الإضافي مهم؟ هل يستحق الضغط المستمر الذي وضعت نفسك فيه؟ هل وظيفتك توفر لك قيمة حقيقية لدى العالم؟ آخر مرة حصلت فيها مشادة بينك وبين شخص ما في العمل، هل كان الأمر يستحق الغضب أم كان سببا تافها؟ هل يمكن تبرير كراهيتك لزميلك من منظور بعيد مثل منظور إدغار؟.. هل الأمر بهذه الأهمية؟.
خطة عمل للتغيير: هذا هو المكان الذي تفشل غالبية الناس فيه. وهم يصبحون في حالة بؤس؛ لأنهم يعتقدون أن وضعهم غير قابل للتغيير. يقولون أشياء مثل: “روبي، عندي أسرة عايز أطعمها أو الدخل اللي جاي بقدر اللي بيتصرف. أنا بحاجة إلى هذا العمل، أنا لا يمكن أن أضحي بهذا العمل من أجل عالم الخيال الخاص بك.
حقيقة تصلني هذه الرسائل في كثير من الأحيان. والشيء المضحك في الأمر هو أنني لم أقل أبدا اترك العمل أو توقف عن أدائه أو ابدأ بعد انتهاء الوقت المحدد. لم أقل أبدا توقف عن مودتك لزملائك في العمل، ولا أن تقول لرئيسك “دق المسمار في رأسك” لم أقل: “أنت حقا لا تحتاج إلى راتب ثابت”.
ولكنك قمت بكل ذلك، ونصيحتي لك أن تعلم كيف تتقدم في دفع حياتك المهنية من خلال وضع جميع الأمور في نصابها الصحيح من أجل شركتك ومن أجل نفسك، فهذه المفاهيم لا تستبعد بعضها بعضا، وعندما تكون في حالة بائسة، فاعلم أنه وضع مؤقت. ويكون لديك أيضا خطة عمل للخروج من كوكب البؤس. وإما أن تشارك في لقاءات القهوة مع الآخرين خارج العمل أو تتحدث إلى الآخرين داخل الشركة لتفهم ما هي الوظائف الأخرى المفتوحة، وباستمرار طوّر مهاراتك في الليالي وعطلات نهاية الأسبوع، واعمل خطة للخروج من المشكلة، وبهذه الطريقة يمكنك وأنت تمشي إلى المكتب، التواصل بعينيك فقط مع خمسة أشخاص بائسين وتقول لهم: كيف أن الحياة عظيمة وأنت تعني ذلك فعلا. ولأنني أفعل كل ذلك فأنا حقا سعيد. فهل أنت سعيد؟
تعليق واحد
السعادة في انجاز عمل احبه حتى ولو كان مردوده المادي ضعيف …
وازداد سعادة بشعوري ان لي دورا مهما في المجال نفسه الذي اعمل به